مهند حيال لـ"الفجر الفني": سعيد بالجدل الثقافي الذي خلقه "شارع حيفا"

الفجر الفني

بوابة الفجر


يشارك المخرج العراقي الشاب مهند حيال في الدورة الحادية والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بفيلمه الروائي الطويل الأول "شارع حيفا"، والذي ينافس في مسابقة "آفاق" السينما العربية.

وأوضح "حيال" أن الفيلم حصل على عدد من الجوائز منذ كان في مرحلة تطوير السيناريو، من قرطاج والقاهرة وأمريكا وأستراليا، كما حصل على جائزة لمرحلة ما بعد الإنتاج من الدوحة، ومهرجان قرطاج، ومهرجان فينيسيا، لافتًا إلى أن هذه الجوائز لم تمنع وجود مشاكل كارثية في الانتاج، حيث خرج الفيلم بميزانية ضعيفة للغاية.

وأضاف "حيال" في حواره لـ"الفجر الفني" أن أحداث الفيلم تدور حول الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في شارع حيفا بالعراق في عام ٢٠٠٦، مضيفًا أن الشارع كان يقطنه العديد من الشخصيات العامة والفنانين والمثقفين ثم تحول لواحدة من أهم بؤر الصراع في العراق.

وتابع "حيال" أن الصراع تم تقديمه صحفيًا وروائيًا من قبل، لكنه شعر بحاجة لنقل الفكرة سينمائيًا، لافتًا إلى أنه كان يكتب عمودًا صحفيًا عن قصص الناس في شارع حيفا منذ عام ٢٠٠٦، لكنه قرر عمل فيلم عن الشارع في أواخر ٢٠١٤.

وأشار "حيال" إلى أنه كان بحاجة لعمل فيلم عن هذا الجيل من شباب القاعدة الذي تحول لداعش الآن، موضحًا أن أحداث الفيلم تعتبر إلى حد ما حقيقية، وقعت لأشخاص يعرفها، وقدم قصصها بالصحافة.

وتابع "حيال" أن فيلمه لا يقدم إجابات، لكنه يطرح الأسئلة دراميًا عن حياة شخصيات مختلفة منها القناصة، مشيرًا إلى أنه أجرى تقارير صحفية ومقابلات مع ضحايا سجن أبو غريب.

وأكد "حيال" أن الصعوبات الانتاجية هي أبرز ما واجهه في الفيلم، مبينًا أن العراق ليس بها رقابة على المصنفات الفنية، وبالتالي لم يواجه صعوبات في تعطيل الفيلم أو منعه، لافتًا إلى أن الأفلام قد تواجه رفض مجتمعي لكن القانون لا يمنع هذه الأفلام.

ولفت "حيال" إلى أن مشهد القبلة في الفيلم كان موظفًا دراميًا وغير مقحم على العمل، ونقل من خلاله ثنائية الجنس والعنف، وهي الثنائية الأساسية في تفكير الجماعات المسلحة حتى أن حضورها يوازي حضور الدين بالنسبة لهذه الجماعات.

وأعرب "حيال" عن سعادته بالمشاركة في مهرجان القاهرة، بعد عرض الفيلم في مهرجان بوسان وفوزه بالجائزة الكبرى، معتبرًا ردود الأفعال التي تلقاها بعد العرض رائعة، ومثنيًا على الجدل الثقافي الذي خلقه الفيلم.

وتمنى "حيال" فوزه في مسابقة "آفاق" السينما العربية بالمهرجان، خصوصًا وأن أحد أسباب عمله بالإخراج هو المخرج داوود عبد السيد، كما أنه يعتبر فيلم "أبواب الخوف" من أهم الأفلام العربية، كما أن أحمد شوقي القائم بأعمال المدير الفني للمهرجان يُعد أحد صناع الفيلم، حيث كان على إطلاع بكل تفاصيل المشروع منذ بدايته.

وأثنى "حيال" على الأفلام المشاركة، وأغلبها لأصدقائه من صناع السينما العربية، وهو ما يجعله فخور بانتاجات أبناء جيله من المخرجين.

واختتم "حيال" حديثه، بالكشف عن تحضيره لفيلم جديد بالتعاون المخرج المسرحي جواد الأسدي، وتدور أحداثه حول مخرج مسرحي يعود للعراق بعد ٤٠ عام ليموت فيها، ثم يكتب مسرحية عن الأمهات وبها يضيع الفارق بين الخيال والواقع.