أردوغان يعلن دعمه لجهود الحكومة العراقية في الاستجابة لمطالب المتظاهرين

عربي ودولي

أردوغان وعبد المهدي
أردوغان وعبد المهدي



أكد كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، اليوم الأربعاء، على أهمية فرض النظام في العراق في ظل الاحتجاجات الدائرة ضد الحكومة، فضلا عن أهمية التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.

هذا وتلقى رئيس الحكومة العراقية اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي، اليوم، وأعرب أردوغان في الاتصال عن  "دعمه لجهود الحكومة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين"، مشيدا بـ "الحكمة والصبر في أسلوب الحكومة في التعامل مع هذه الأحداث"، مؤكدا "أهمية فرض النظام والقانون والاستماع لمطالب الشعب العراقي". حسبما جاء في بيان لمكتب عبد المهدي.

كما أكد رئيس الوزراء العراقي، على "اعتزازه بالعلاقات مع تركيا، وبالرغبة المشتركة لتطويرها، وأهمية التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب".

وتشن تركيا غارات على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث تصنفه كتنظيم إرهابي، ما أثار توترات بين الحين والآخر مع العراق حيث وصفت الأخيرة الغارات في أكثر من مناسبة بأنها "انتهاك لسيادتها".

وتشهد العراق احتجاجات منذ مطلع أكتوبر الماضي، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، وندّد المتظاهرين أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني.

وواجهت القوات الأمنية هذه المظاهرات بعنف شديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، ووصل عدد القتلى إلى حوالي 200 شخصا بضمنهم أفراد من قوات الشرطة منذ بدء المظاهرات، وأصيب حوالي ستة آلاف شخص بجروح خلال المظاهرات، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الانترنت.

وتعتبر هذهِ الاضطرابات الأكثر فتكا في العراق منذ انتهاء الحرب الأهلية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر 2017، وتم تأجيل التظاهرات لفترة لأجل مراسيم الزيارة الأربعينية للامام الحسين، ثم تجددت في يوم الجمعة 25 أكتوبر، وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق مساء السبت 26 أكتوبر، عن مقتل 63 شخصاً وإصابة 2592 بجروح في تظاهرات اليومين الماضيين.

ومنذ ليلة الخميس 24 أكتوبر الماضي، لم تتوقف محاولات المحتجين اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة الأمنية، في عمليات كر وفر أسفرت عن وقوع أكثر من 10 آلاف جريح، ومئات القتلى إثر قنابل الغاز المسيل للدموع المخترقة للجماجم، والرصاص الحي، ورصاص القنص، والمطاطي التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب الملازمة لجسري الجمهوري، والسنك المؤديان إلى الخضراء.

وأسفرت الاحتجاجات، حتى الآن، عن مقتل أكثر من 300 متظاهر ورجل أمن، وأكثر من 15 ألف مصاب، بحسب مفوضية حقوق الإنسان.