خمسيني يستأنف حكم نفقة "طمع زوجتي عماها عن حالة أولادي"

حوادث

محكمة الاستئناف العالي
محكمة الاستئناف العالي


"عندي خمسة أولاد منهم أربعة معاقيين ومرتبي مش مكفي حتى علاجهم".. بهذه الكلمات بدأ "أحمد"، الموظف الخمسيني، روايته من داخل محكمة الاستئناف العالي للأحوال الشخصية، في انتظار نظر استئناف الحكم الصادر ضده في الدعوى رقم 2461 لسنة 2018 أسرة منشأة القناطر وكرداسة، والذي يلزمه بسداد 5 آلاف جنيه شهريًا نفقة زوجية لزوجته الثانية بأنواعها، وأن يؤدي لها مبلغ 2500 جنيهًا نفقة لصغيرته "مريم".

وبكلمات يشوبها الحزن والأسى سرد الزوج الخمسيني حكايته قائلًا: "تزوجت في سن مبكرة، رزقني الله من زوجتي بخمسة أبناء "محمود 30 عامًا، وشيماء 26 عامًا، ومحمد 23 عامًا، وعبدالرحمن 20 عامًا، ويوسف 14 عامًا"، الأول معاق بعيب خلقي في شبكية العين، والثانية والثالث معاقان ومريضان بفشل كلوي مزمن ويجريان جلسة غسيل ثلاث مرات أسبوعيًّا، والرابع يعاني من تلعثم وصعوبة شديدة في الكلام، أما الابن الأخير فقد اختاره الله ليقف إلى جانب أشقائه، وزوجتي مريضة لا تقوى على الحركة".

وبنبرة تلمح فيها الندم والانكسار تابع الزوج الخمسيني: "بعد سنوات من الصبر على حالة زوجتي قررت أن أتزوج بأخرى لتتولى رعايتي وخدمتي وأنا في هذه السن، فقد تخطَّى عمري الخمسين، بُحت بقراري هذا لأحد أصدقائي، فرشَّح لي عروسًا في الثلاثين من عمرها، وقال عنها إنها من أسرة فقيرة، ولا تريد من تلك الحياة سوى الستر والاستقرار، وعلى دين وخلق، والأهم من ذلك أنها وأهلها على دراية كاملة بظروفي وراضين بها، وقمت بتأمين مستقبل العروس، واشتريت لها شقة كبيرة وفرشتها على أكمل وجه، وقدَّمت لها شبكة كانت مثار حديث قريتها الفقيرة، ونفَّذت لها كل رغباتها، ولم أرد لها طلبًا قط".

وبنبرة تلمح فيها الندم تابع الزوج حديثه: "عقدنا القران خلال أشهر معدودة، ورُزقت منها ب-"مريم"، وبدلًا من أن أنعم بالراحة والاستقرار انقلبت حياتي رأسًا على عقب، وتحولت إلى كابوس، بسبب طباعها الحادة ومعاملتها الجافة لي ولسانها السليط وتمردها عليَّ، وطمعها وجشعها، واتهامها لي افتراءً ب-"البخل"، رغم أنني لم أقصر في حقهما يومًا، وألبي متطلباتهما وجميع احتياجاتهما، ثم فوجئت بأنها لجأت إلى محكمة الأسرة وأقامت ضدي دعوى طالبت فيها بإلزامي بسداد نفقة زوجية لها ولابنتي، وادَّعت فيها كذبًا وبهتانًا أنني ممتنع عن الإنفاق عليهما، وفي النهاية حُكم لها بمبلغ 5000 جنيه نفقة شهرية لها، و2500 جنيهًا نفقة للصغيرة"، لم أعلم أن الطمع عشش في قلب زوجتي وسيطر عليها لهذه الدرجة، فقد تغاضت عن ظروفي وظروف أولادي التي على دراية كاملة بها، تدرك جيدًّا حالتهم الصحية، وتكاليف علاجهم التي تفوق أضعاف راتبي"

"يا لخيبة حالي! فقد هوت بي من اعتبرتها سبيل النجاة".. هكذا اختتم الزوج الخمسيني حكايته.