"جاير أندرسون" يحتفل بالأطفال ذوي القدرات الخاصة في اليوم العالمي للطفل

أخبار مصر

احتفال متحف جاير
احتفال متحف جاير أندرسون


استقبل متحف جاير أندرسون، الأربعاء، مجموعة من الأطفال ذوي القدرات الخاصة وذلك في إطار احتفال المتحف باليوم العالمي للطفولة، والتعاون المشترك بين القسم التعليمي للأشخاص ذوي القدرات الخاصة بالمتحف والإدارة العامة للتمكين الثقافي بالهيئة العامة لقصور الثقافة والجمعية المصرية للتوحد. 



ومن ناحيتها قالت ميرفت عزت مدير المتحف إن اليوم اشتمل على زيارة قاعات المتحف بواسطة مسؤولي القسم التعليمي شيماء إبراهيم، وإيمان حمدي، ومنار عبد الرازق، كما اشتمل اليوم على ورشة فنية عبارة على رسم بألوان الخشب والفلومستر، وأدارها الفنانة التشكيلية عبير عبد الفتاح ومدام إكرام عصام من الإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة.


متحف جاير أندرسون هو من طراز المباني الأثرية التي تحولت إلى متاحف، حيث يتكون بيتين أثريين، الأول لمحمد بن الحاج سالم، والثاني للسيدة آمنة بنت سالم، وتم الربط بينهما بممر، ويطلق عليهما بيت الكريتلية. 


ويعد هذين البيتين من الآثار الإسلامية النادرة والثمينة وتنتمي إلى العصر المملوكي والعثماني، ويقع بيت الكريتلية في أحد أعرق شوارع القاهرة القديمة شارع وميدان أحمد بن طولون في حي السيدة زينب.


وولد جاير أندرسون، في بريطانيا عام 1881م، وعمل طبيبًا في الجيش الإنجليزي وكان من بين الضباط الذين خدموا في الجيش الإنجليزي والجيش المصري في وادي النيل. 


استقر أندرسون بمصر التي عشقها من كل جوانحه منذ عام 1908م، واعتبر أندرسون مصر وطنه الثاني، فقد ذكر في مذكراته المحفوظة بمتحف فيكتوريا والبرت بلندن "مصر أحب الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي" وكان أندرسون مهتمًا بالآثار من العصور المختلفة وخصوصًا الفن الإسلامي حيث قام بتجميع مجموعات نادرة تعرض حاليًا في المتحف.


والبيت الأول من إنشاء المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م (947 هجري) وهو المعروف باسم بيت آمنة بنت سالم ونسب إليها البيت حيث إنها آخر من امتلكته والتي يظن أنها من أسرة أصحاب المنزل الثاني.


والبيت الثاني بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالك بن جلمام سنة 1631م وتعاقبت الأسر الثرية على سكنه حتى قطنته سيدة من جزيرة كريت، فعرف منذ ذلك الحين ببيت الكريتلية.


ساءت حالة البيتين على مر السنين وكاد أن يتم هدمهما أثناء مشروع التوسع حول جامع أحمد ابن طولون في ثلاثينيات القرن الماضي (1930-1935م) فسارعت لجنة حفظ الأثار العربية بترميم وإصلاح البيتين ليصبحا من أبدع الأمثلة القائمة علي طراز العمارة في العصر العثماني. 


في عام 1935م تقدم الميجور جاير أندرسون الذي كان من الضباط الإنجليز في مصر بطلب الي لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في البيتين وأن يقوم بتأثيثهما على الطراز الإسلامي العربي ويعرض فيهما مجموعتة الأثرية من مقتنيات أثرية إسلامية وحتى فرعونية وآسيوية على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعتة من الآثار ملكًا للشعب المصري بعد وفاتة أو حين يغادر مصر نهائيًا. 



وافقت اللجنة، وبالفعل لم يدخر جهدًا في تنظيم البيتين ولم يبخل بإنفاق المال على شراء الأثاث والمتحف من البيوت الأثرية ومن أسواق العاديات في مصر وغيرها من القطع الفنية التي تنتمي للعصور الإسلامية. منها صناعات عربية، ومن الصين، وفارس، والقوقاز، ومن آسيا الصغرى والشرق الأقصى، وهذا علاوة على بعض التحف من أوروبا، وما أن توفي أندرسون حتى نفذت الوصية وآل البيتين وما فيهما إلى مصلحة الآثار العربية التي جعلت منها متحفًا باسم جاير أندرسون.