أحمد شاكر عبد اللطيف: "بيان البيت الفني للمسرح يحاول صرف النظر عن قضيتي الأصلية"

الفجر الفني

بوابة الفجر


أعرب الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف عن استغرابه من بيان البيت الفني للمسرح، الذي رصد بالأمس، للرد على استقالته، مؤكدًا أن البيان حمل مغالطات كبيرة.

أشار "عبداللطيف" في بيانه إلى أن رئيس البيت الفني يعيش حالة إنكار بعد أن وجد أن الأغلبيه المطلقة من الوسط المسرحي والجمهور قد أيدوه في موقفه، لافتا إلى أن بيان البيت الفني للمسرح حاول صرف النظر عن قضيته الأصلية، وهي نزع صلاحياته كمدير للمسرح القومي.

وأضاف "عبد اللطيف" أن البيان يحاول أن يصور أن استقالته جاءت نتيجة قرار نقله من إدارة القومي إلى فرقة المسرح الحديث، رغم أن تاريخ الاستقالة المسببة التي لم يبت فيها حتى الآن قد سبق قرار النقل، مضيفًا أن البيان ذكر أن فترة إدارته للمسرح القومي لم تشهد انتاجًا جديدًا، وأن عرض "المتفائل" تم التجهيز له بالكامل من خلال الإدارة السابقة برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، واكتفى هو بافتتاحها، ما اعتبره إهدار لمجهوده ومجهود العاملين في المسرحيه بل ومجهود كل العاملين بالمسرح القومي.

وتابع "عبداللطيف" مؤكدًا أنه تولى مهمته كمدير للمسرح القومي بتاريخ 4 فبراير، وأنتج مسرحية "يعيش أهل بلدي" التي كانت مدرجة مثلها مثل مسرحية "المتفائل" في خطه المسرح القومي، أما الاعتماد التنفيذ، ومباشره الانتاج، والعمل علي تفاصيل العرض من أجل ظهوره للنور كان مجهوده على مدار ثلاثه أشهر متتالية، وبعد عرضها لمدة شهر، جاء الدور على إنتاج "المتفائل" التي أشرف على مباشرة كل عناصر انتاجها أيضًا حتى خرجت للنور في شهر يونيو الماضي، واستمر عرضها لمدة ثلاثة أشهر كاملة بنجاح ساحق شهد به الجميع.

واستطرد "عبداللطيف" أنه أمام كل محاولات إجحاف مجهوده على مدى تسعة أشهر كاملة من العمل المتواصل، والنجاح الواضح يرى أنه من حقه طلب شهادة الفنان يوسف إسماعيل المدير السابق للمسرح القومى، الذي يدعي البيان أن مسرحية المتفائل قد تم التجهيز لها في عهده.

‎وواصل "عبداللطيف" أن البيان وصف ما أثير حول العرض المسرحي "هولاكو" بأنه زوبعة غير مفهومة، وأنه اكتشف فجأة عقب اعتذاره أن النص به مشكلات، وفي ذلك أيضًا مغالطة جديدة، وكلام مردود عليه بالتواريخ والمستندات، فقد كلفت بإنتاج مسرحية "هولاكو" من وزيرة الثقافة في اجتماع تم في مكتبها في شهر يونيو الماضي، حضره المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، والمخرج إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح.

وقد نقل فيه للوزيرة مخاوفه وتحفظاته حول نص المسرحية، الذي يحتوي على ما قد يؤثر على العلاقات المصرية الخليجية، والعلاقات الأمريكية المصرية، فكان رد الوزيرة أن يترك الأمر للرقابة على المصنفات الفنية، وبما أن ترخيص الرقابة للمسرحية المذكورة كان قد انتهت صلاحيته، فقد كان لزامًا عليه إداريًا إرسال النص لها مرة آخرى لإعادة الترخيص، وليس كما صور بيان البيت الفني بأنه قرر إرسال النص للرقابة لحاجة في نفس يعقوب كي يتم رفضه أو ما إلى ذلك.

وأوضح "عبداللطيف" أنه مع ذلك بذل مجهودًا مضنيًا لاستكمال فريق العمل، وتشهد الاعتذارات بالعشرات لنجوم مصر والوطن العربي على تخوفهم من تقديم تلك المسرحية، منهم الفنانة سوسن بدر، والفنان ماجد الكدواني، ومصممة الملابس نعيمة العجمي الذين أرسلوا له اعتذارهم المسبب المكتوب، وبدوره أرسله لرئيس البيت الفني للمسرح، كما أنه أرسل خطابات لوزيرة الثقافة لكي يلفت نظرها لخطوره تقديم المسرحية، وما يذكره بيان البيت الفني أنه اكتشف فجأه أن النص به مشكلات هو إنكار فاضح للخطابات الرسمية لم
لوزيرة ولرئيس البيت الفني للمسرح شخصيا.

‎ولفت "عبداللطيف" إلى أن البيان أبدى اندهاشة على ما أسماه اللغة المستخدمة في تعليقه على عرض "هولاكو" واستخدامه عبارات مثل "الوقت الحالي فى مصر والمنطقة العربية غير ملائم لتقديم العرض" واصفًا إياها بالعبارات الفضفاضة التي لا تنطلق من مرتكزات فنية.

وذلك برغم أن هذه التعبيرات نفسها وردت فى تقرير الرقابة الذي أضيفت فيه صفحة كاملة بمحاذير واشتراطات وضوابط جديده غير مألوفه لم تكن موجودة في الموافقه السابقة التي ذكرها إسماعيل مختار من خمس سنوات، وأرجع الرقيب سبب إضافتها إلى تغير الوضع السياسي في المنطقة، وقد حذر التقرير من أن يحتوي النص أو العرض على أي إسقاط لا من قريب أو من بعيد على الواقع السياسي والاجتماعي وهو أمر يستحيل تطبيقه على أرض الواقع.

وبين "عبداللطيف" أن العبارات التي أثارت تخوفه وتخوف لجنة النصوص بالمسرح القومي التي يرأسها الكاتب أيمن سلامة الذي أصدر تقريره بذلك لازالت مجازة ولم تحذف إلى وقت كتابه تلك السطور، مشيرًا إلى أن ما حدث من فك ارتباط من جانبه بعد كل هذه التخوفات ليست بدعه فلقد تم فك الارتباط بتلك المسرحية نفسها مرتين قبل قدومه، وهو ما يفسر تعثر المشروع لمدة خمس سنوات لم يستطع خلالهم الظهور إلى النور.

‎واختتم "عبداللطيف" بيانه، بالرد على تعليق البيان على مد عرض مسرحية "المتفائل"، قائلًا أنه مد عرض ناجح ماديا وأدبيا ونقديا وجماهيريا هو حق أصيل لمدير المسرح القومي، ولقد أرسلت ثلاثة خطابات أطالب فيها بذلك، مدعومة برغبة أعضاء المسرحية في الاستمرار حتى وإن لم يتقاضوا أجرًا فترة المد، حفاظا على النجاح الذي تحقق، واستنادا إلى اتفاق تم بين بطل المسرحية، سامح حسين وبين رئيس جامعة القاهرة دكتور محمد عثمان الخشتـ أبدى فيه استعداده لشراء حفلات المسرحية بمبالغ كبيره كانت ستدخل مباشرة لخزينه الدولة.

برغم ذلك لم يتم اعتماد المد أو حتى الرد، والتعلل بوجود خطة لدى البيت الفني لتجوال المسرحية لا يتعارض مع أن يتم مدها 15 يوم، لكن ما حدث من إصرار على عدم المد كان دليلا على أن النية مبيتة لإرسالي إلى المسرح الحديث، وإيفاد مدير المسرح الحديث للمسرح القومي مكاني، ولذلك أري أن ما ورد في بيان رئيس البيت الفني للمسرح بانها حركة تنقلات عادية هو تبسيط مخل للواقع الحقيقي، خاصة أنني قد قمت بتقديم استقالتي المسببة احتجاجا على كل ما يحدث معي من تعطيل صلاحيات، وبالتالي فإنني اعتبر أن قرار نقلي هذا قرارا تعسفيا، والتفاف حول الاستقاله المسببة.