البطريرك الراعي يوجه رسالة لسياسيين لبنان

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرّاعي فى عظة اليوم: على الرَّغم من أنَّ زكريَّا الكاهن وزوجته أليصابات حُرِما ثمرة البنين، وهم هبةٌ من الله، فقد ظلاَّ حتَّى شيخوختهما "بارَّين أمام الله، وسائرَين في جميع وصاياه ورسومه بلا لوم" (لو6:1). وسلَّما أمرهما لعنايته،وإذا بالرَّبّ بحسب تدبيره الخلاصيّ يستجيب لصلاتهما فعندما كان زكريَّا يقوم، بحسب التَّرتيب الكهنوتيّ، بخدمة البخور، تراءى له الملاك جبرائيل، مِن عَن يمين مذبح البخور ونقل إليه البشرى السَّارَّة فهذه أمثولةٌ لنا في الرَّجاء الذي لا يُخيِّب، وفي الصَّلاة التي لا تُرَدّ.

تابع " الراعى " فى عظته اليوم: لقد التمس طويلًا زكريَّا وأليصابات من الله ابنًا، يكون ثمرة حياتهما الزّوجيَّة لكنّ الله أنعم عليهما، بحسب تدبيره، ابنًا صاحب رسالةٍ عظيمةٍ بالنّسبة إلى المسيح الآتي، فهو خاتمة أنبياء العهد القديم، وأوَّل نبيّ في العهد الجديد. إنَّه الفجر المبشِّر ببزوغ الشّمس الإلهيّ، المعلِن بلوغ ملكوت الله. فكانت رسالته الدَّعوة إلى معموديَّة التَّوبة عن يوحنَّا قال الرَّبّ يسوع: "لم يولد مثله في مواليد النّساء" (متى 11:11)عطاء الله هو دائمًا أكبر ممَّا نطلب، وأفضل، وأفيَد عطاؤه إنَّما هو بمقدار محبَته اللَّامتناهية، وحكمته التي لا تُدرك.

أختتم: إنَّني أحيّي كلّ الذين يصلّون في هذه الأيَام الصَّعبة من حياتنا الوطنيَّة في لبنان، أكانوا في بيوتهم أم على فراش الألم في المستشفيات، أم في الرَّعايا والأديار وأحيّي بنوعٍ خاصّ كلَّ الذين يواظبون على الصَّلاة معنا يوميًّا في كنيسة الكرسي البطريركيّ، سواء بحضورهم، أم عبر وسائل الإعلام والتَّواصل ولاسيَّما تيلي لوميار وCharity TV وFacebook، وسواها نصلّي مع الذين يتألَّمون من الجوع والعوز والضَّائقة الماليَّة والحاجة إلى دواء وإلى عناية صحيَّةٍ ومع العاطلين عن العمل وهم أرباب عائلات وندعو إلى مبادرات تضامنٍ لمساعدتهم في البيئة التي يعيشون فيها، بحيث نشكّل نوعًا من سلسلة محبَّةٍ اجتماعيَّة. ونصلّي مع شعبنا وشبابنا، شبَّانًا وصبايا، الذين يحيون هذه الانتفاضة الشَّعبيَّة السّلميَّة في الشَّوارع والسَّاحات العامَّة العابرة للطَّوائف والأحزاب والألوان والمناطق



تابع مضيفا: وأنتم أيُّها السّياسيّون المسؤولون، من شتَّى المواقع، عن تأليف الحكومة الجديدة، نحن نصلّي أيضًا من أجلكم، لكي تتحرَّروا من مصالحكم وحساباتكم الخاصَّة والفئويَّة، ومن ارتباطاتكم الخارجيَّة، وتدركوا مسؤوليَّتكم التَّاريخيَّة عن الانهيار الاقتصاديّ والماليّ والمعيشيّ. وهي مسؤوليَّةٌ ستحاسبكم عليها الانتفاضة الشَّعبيَّة، والتَّاريخ، وصوت الله في أعماق ضمائركم. ثلاثة أسابيع مرَّت على استقالة الحكومة، والمواقف هي هي، أليس خيانةً عظمى إفقار الشَّعب وتفكيك الدولة؟ ولا تنسوا تأكيد مقدّمة الدّستور أنَّ الشَّعب هو مصدر سلطتكم! لا تزدروا بانتفاضة الشَّباب السّلميَّة والحضاريَّة والمجرَّدة من أيّ سلاح! لا تسيّسوها، ولا تلوّنوها! فالشَّباب سئموا سياساتكم وألوانكم، ويريدون سياسةً شريفةً تعمل متفانيةً في سبيل توفير الخير العامّ. هذه السّياسة لم تمارسوها أنتم، فأوصلتم البلاد إلى الإفلاس والانهيار.