ننشر لأول مرة اعترافات تفصيلية لتل أبيب عن بطولات البحرية المصرية

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


50 قطعة بحرية إسرائيلية تلقى الورود فى البحر إحياء لذكرى قتلى إيلات


نادرًا ما تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية خسائر قواتها العسكرية فى حرب الاستنزاف أو حرب أكتوبر، خاصة إذا ما كانت ستضطر إلى الحديث عن خسائر فادحة، تكبدتها على يد القوات المسلحة المصرية.

لكن الغريب، أن موقع «أخبار حيفا» الإسرائيلى، نشر تقريرًا، منذ أيام، تحدث خلاله عن غرق المدمرة «أحاى إيلات»، التى نجحت قوات البحرية المصرية فى إغراقها، يوم 21 أكتوبر 1967، بعدما أفرج الأرشيف الحربى للدولة العبرية، عن بعض تفاصيل العملية، بمناسبة مرور 52 عاماً على تدميرها.

جاء ذلك، بالتزامن مع إحياء إسرائيل لذكرى جنودها، وأعضاء طاقم المدمرة، الذين قُتلوا خلال عملية إغراق المدمرة إيلات، وشارك فى المراسم التى احتضنتها سواحل حيفا، قبل أسبوع من الآن، 50 سفينة وزورقاً و300 بحار، قاموا بإلقاء الورود فى البحر، تخليدًا لذكرى قتلى المعركة البحرية، وشاهد أهالى القتلى والمصابون ذلك من سفينة «ملكة عكا».

وأشارت الرواية الإسرائيلية التى نشرها «أخبار حيفا» إلى، أنه فى أعقاب حرب الستة أيام (نكسة يونيو)، احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، وحينها كان السلاح البحرى الإسرائيلى يجرى دوريات حراسة أمنية روتينية أمام سواحل غزة وسيناء، ودوريات أخرى غرضها استعراض القوة، أمام بورسعيد، وكانت هذه الدوريات تتم بواسطة الطرادة، التى تحمل اسم «ناجيه 22»، بالإضافة إلى المدمرتين «يافا 42» و«إيلات».

وبالغت القوات الإسرائيلية فى استعراض قوتها، من خلال هذه الدوريات، لتصل بالقرب من المياه الإقليمية المصرية، على مدى قريب من بور سعيد.

وفى يوم 20 أكتوبر 1967 خرجت المدمرة «إيلات» تحت قيادة ضابط يحمل رتبة مقدم، ويدعى «إسحاق ساسون»، من أجل استعراض قوتها، وإظهار سيادة البحرية الإسرائيلية على المنطقة، ووصلت إلى مسافة قريبة من بورسعيد، وعلى متنها 199 فرداً من أفراد الطاقم، بالإضافة إلى بعض الضباط الجدد، الذين يتلقون دورات تدريبية فى التوجيه والاكتشاف والاتصال، وحافظت المدمرة على المسافة المسموحة من الساحل، ولم تدخل إلى عمق المياه الإقليمية المصرية.

ويومها، لاحظت سفينة مراقبة تابعة لقوات حرس الحدود المصرية، وجود المدمرة إيلات على بعد قريب، وعلى الفور، تم الاتصال بسلاح البحرية المصرى، وصدرت تعليمات من الرئيس جمال عبد الناصر، بسرعة إغراق المدمرة.

ولتنفيذ هذه العملية، أرسلت البحرية المصرية زورقين للصواريخ، من طراز «كومار»، وتعنى بالروسية «الناموسة»، أطلق إحداها الصواريخ على المدمرة إيلات، وظل الثانى فى وضع تغطية للزورق الآخر، بهدف حمايته من أى رد فعل مضاد، وبالفعل، تسببت الصواريخ فى إصابة مركز المدمرة تماماً، ما أحدث شللا تامًا فى أنظمة تشغيلها واتصالها، كما اشتعلت النيران أسفل قاعدة الصارى، قبل ميل المدمرة على جانبها الأيسر.

وحدث انفجاران على ظهر إيلات، أولهما بسبب الصاروخ الذى أطلق على طرف المدمرة، مكان المدفع رقم 3، ورغم عدم انفجاره، أحدث حريقا ضخمًا فوق مخازن الذخيرة، أما صناديق الذخيرة التى كانت على سطحها، فبدأت فى الانفجار وهددت حياة 36 فردا من الذين تم إنقاذهم فى آخر لحظة، أثناء وجودهم ومحاصرتهم فى قلب المدمرة من الداخل.

فى هذا التوقيت، أعلن قائد المدمرة، ضرورة إخلائها ومغادرتها على الفور، واستمرت القوات المصرية فى الهجوم، وأطلقت الصاروخ الرابع، الذى انفجر فى الماء، على بعد 30 متراً من المدمرة، التى كانت تغرق، وتسبب هذا الانفجار فى أحداث إصابات بالغة لدى طاقم السفينة فى البحر، وكان الأشخاص الذين ظهروا أمام الجميع كغير مصابين، فى وضع حرج وخطير للغاية.

كانت هذه هى العملية الأولى، التى يتم من خلالها استخدام صواريخ بحر بحر، ووقتها لم تكن المدمرة الإسرائيلية مزودة بصواريخ، بل كانت تستخدم المدافع، ما تسبب فى عدم سقوط ضحايا من البحرية المصرية. وأرجع «شبطاى ليفى»، العميد السابق بالسلاح البحرى الإسرائيلى، أحد المشاركين فى عمليات البحث وإنقاذ مصابى العملية، سبب إغراق إيلات إلى إهمال القيادات السياسية والعسكرية، وعلى رأسهم «موشيه ديان»، الذى طالب بإجراء دوريات بحرية داخل المناطق التى احتلتها إسرائيل فى 1967، خاصة فى البحر الاحمر، حتى تثبت إسرائيل سيادتها أمام العالم، ما تسبب فى إغراق المدمرة إيلات بهذه الصورة.

وتابع: «ديان» طلب مرور زورق مطاطى، يحمل أعلام إسرائيل، عبر قناة السويس، ويستعرض أمام المواقع المصرية، فى خطوة استفزازية، تحمل الكثير من جنون العظمة، رغم أن إسرائيل لم تكن تمتلك الأدوات اللازمة لفعل مثل هذه المهام، خاصة أن المدمرة إيلات كانت مكشوفة أمام الهجوم المصرى، علاوة على عدم امتلاكها وسائل وأسلحة مضادة لصواريخ «بحر بحر» التى أطلقت عليها، كما كان الجنود الذين على متن المدمرة معرضون دائماً لنيران القوات المصرية. وتسببت هذه العملية، فى تغيير قادة السلاح البحرى الإسرائيلى لنظريتهم فى المواجهات العسكرية، حيث قرروا بعدها الاعتماد على الزوارق الصغيرة، الأكثر سرعة وذكاء.