مشايخ حزب النور يروجون للسلفية فى الشوارع والمقاهي ومترو الأنفاق

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يحرمون الغناء والسجائر والفيديوهات الساخرة

لا تتوقف التيارات الدينية عن فرض وصايتها على المواطنين بحجج مختلفة، من خلال تفسيرها الضيق لآيات القرآن والأحاديث النبوية، وكتب السيرة، وفى حين لا يعلم أحد من الأولى بالنصيحة، لا تتوقف الدعوة السلفية عن تنظيم قوافل دعوية بالشوارع بالمخالفة لقرارات وزارة الأوقاف، وبالمخالفة للقانون.

منذ أيام وقف شيخ سلفى منتمى لحزب النور بحى الظاهر وتحديداً بميدان مسجد بيبرس، أمام 3 شباب لم تتجاوز أعمارهم 20 عاماً، ليمنعهم من سماع وتشغيل أغانى المهرجانات الشعبية التى كانوا يستمعون إليها، وقف يتحدث وهو يحرك ذراعيه ويرفعهما إلى السماء، كان يتلو آيات قرآنية ويذكرهم بعذاب النار والقبر، وحينما قال أحدهم «ربنا غفور رحيم»، كان رده: وهو كمان بيحبك وهيحبك أكتر لو امتنعت عن سماع هذه الأغانى الفاحشة، هل تعلم أن هذه الأغانى قبل أن يكون لها ضرر فى الآخرة، فهى تضر جهازك العصبى وتؤثر على المخ، واستكمل: انتبه لطاعة الله وامتنع عن سماع هذه الأغانى فهى إشعال للنار لا يرضى بها الله و لا رسوله.

وبسؤاله عن السبب الذى دفعه إلى نصيحة هؤلاء الشباب، قال: أحاول إصلاح ما أفسده الأب والأم، ونيل ثواب وأجر عند الله.

وخلال نفس الأسبوع وأثناء خروج الركاب من محطة مترو الدقى، باستخدام السلم الكهربائى، سقطت من أحدهم علبة سجائر ليلتقطها شيخ يرتدى جلباباً أبيض قصيراً وخلفه 3 بنفس الملابس واللحى، ثم ابتسم وقال مازحاً لصاحب علبة السجائر: «مش هديهالك»، «تعالى اخرج معانا فوق وأنت تاخدها»، وأسفل كوبرى شارع التحرير بدأوا يسألون الشاب عن ثمن علبة السجاير، فقال 28 جنيهاً.. فقال له أحدهم: «أنت عارف لو حوشت كل يوم 28 جنيهاً هيبقى معاك ألف جنيه آخر الشهر»، «ولو حوشتهم فى السنة هيبقى معاك 12 ألف جنيه ممكن تطلع بيهم عمرة تكفر بيهم عن ذنبوك»، ورد الشاب متهكماً: وأنت عرفت منين أن عندى ذنوب؟ مش جايز أكون إنسان صالح بس ربنا ابتلانى بالتدخين، ليرد أحدهم «مهو احنا معاك دلوقتى بنحاول ننصحك عشان نرفع عنك هذا البلاء»، ثم بدأ الشاب فى مهاجمتهم قائلاً: من أعطاكم الحق لإيقافى بهذه الطريقة، ثم «إللى بيحاسب العباد ربنا مش أنتم»، وعند انصرافه علقوا بصوت واحد: «لا حول ولا قوة إلا بالله» ربنا يهدى أمة المسلمين.

وبجوار محرر «الفجر» جلس مجموعة من السلفيين خلف مقعد إحدى عربات قطار الإسكندرية - القاهرة، ووفقاً لما رأوه نصحوه بعدم جواز مشاهدة مقطع الفيديو الساخر الذى كان يشاهده على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وكان الفيديو عبارة عن فيديو لسيدة ترتدى ملابس فاحشة كما قال أحدهم وسأل: كيف تقضى وقت فراغك؟ فأجبته بروح الجيم.. أو أكون مع أصدقائى، ليقاطعنى ضاحكاً: «وبتتفرج على فيديوهات قليلة الأدب».. ثم بدأ فى إعطانى درساً دينياً يبعدنى عن عذاب القبر والآخرة.

قبل وصولنا للقاهرة كنت قد تعرفت عليهم، الشيوخ حمزة، ومعاوية وخالد، ووائل، من محافظة الإسكندرية منطقة أبو سليمان، التى يصلى فيها الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وأخبرونى أنهم أعضاء بحزب النور السلفى الذراع السياسية للدعوة السلفية التى يقودها ياسر برهامى.

أخبرونى أنهم جاءوا للقاهرة لزيارة زملائهم فى الدعوة، وينوون أن ينظموا قوافل دعوية محدودة لنصيحة الشباب، فسألته: هل أثمرت القوافل المشابهة عن نتائج إيجابية؟ ففتح أحدهم هاتفه لأشاهد مجموعة من القوافل الدعوية المصورة الخاصة بهم، رأيت أعداداً كبيرة من الشباب صغير السن، يتم استقطابهم أثناء ذهابهم إلى الدروس الخصوصية، عن طريق سيدات منتقبات، وآخرون يلقى عليهم دروس دينية بمساجد وزوايا وكان بجوارهم الحقائب المدرسية، وأخبرنى الشيخ وائل، بأن اسمه «الحق» فى منطقة أبو سليمان.

فى أحد الفيديوهات التى حصلت عليها، تحدث شيخ مع شاب يدعى أحمد قائلاً: «احنا قابلناك يا أحمد فى الشارع وكنت رايح درس الرياضة، ثم سأله حسيت بإيه لما الأخت وقفتك فى الشارع؟ ورد أحمد: قالتلى لازم أصلى جماعة، ولازم أعبد ربنا، فسأله الشيخ: شعورك إيه وأنت واقف ورا الشيخ وهو بيصلى؟ ليرد: أنا بقول لكل شاب لازم تقرب من ربنا وتصلى جماعة.

وفى فيديو آخر يتحدث الشيخ مع طالب بالمرحلة الثانوية عن ضرورة الصلاة داخل المسجد، وعدم الجلوس على المقاهى، وإلا سينال عقاباً من الله وملائكته يوم القيامة.