"الديانة الحرام".. الحياة السرية لجماعة أهل الحق بإيران (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 كغيرها من الأقليات، تعد جماعة أهل الحق إحدى الجماعات التي تعاني من الاضطهاد و الظلم في إيران، للدرجة التي دفعت عناصرها للاختفاء، فهم لا يظهرون إلا نادرا بسبب تتبع النظام الإيراني لهم، وباتت تلك الديانة سرية تسعى للبقاء فقط في ظل نظام الملالي.

 

ما أعاد تلك الجماعة للنور هو رحلة قامت بها بيهانز حسيني، وهي باحثة في جامعة أوكسفورد من أجل استكشاف العالم السري لهم، وقضت حسيني مع جماعة أهل الحق 3 شهور في سرية تامة، للتعرف على الطريقة التي يعيشون بها وكيف يتأقلمون مع النظام الذي يتربص بهم من أجل اعتقالهم.

 

جماعة أهل الحق

 

جماعة أهل الحق هي جماعة كردية تؤمن بالدينة اليارسانية، ويتواجد المؤمنون بتلك الديانة في غرب إيران وبالتحديد في محافظة كرمشناة، وظهرت في القرن الـ 12، على يد السلطان إسحق البرزنجي، ولكنها سريعا ما اندثرت بسبب عدم الاعتراف بهم من قبل كل الأنظمة الإيرانية نظرا لأصلهم الكردي وديانتهم المختلفة.

 

الديانة اليارسية

 

الديانة اليارسية أو أهل الحق تنتمي للديانة اليزدانية القديمة والتي اعتنقها معظم الأكراد قبل المد الإسلامي في كردستان، وأوضح الباحث العراقي، خزعل الماجدي، أن أتباع أهل الحق يؤمنون بوحدانية الله والإسلام ولكنهم يعتقدون أن روح الله تتجسد عبر الصور في شكل أشخاص، ومنهم المسيح، وعلي بن أبي طالب، والسلطان الإيراني شاهاك، ويرون أن الشخص الذي يموت تعود روحه للحياة إما في شكل إنسان آخر إذا كان صالح أو حيوان إذا كان سيء.

 

طقوسهم

 

اتباع الديانة السرية لا يحلقون شواربهم، لاعتقادهم بأن الإمام علي كان لا يحلق شاربه، ويعتبر الرمان من الأطعمة المقدسة ويعتمدون على الأغاني والموسيقي للبكاء على الحسين وليس ضرب أنفسهم كما يفعل الشيعة.

 

رحلة سرية

 

 حسيني أوضحت أن أتباع تلك الجماعة يخفون أسمائهم الحقيقة عن العامة، فهم معروفون خلال الإيرانيين بشكل عام بأسماء مختلفة، ولا يعلم أحد من جيرانهم أنهم يدينون تلك الديانة ولكن الأمر سر، وباتو يؤدون طقوسهم في حجرا سرية تحت الأرض مؤخرا، والشيوخ فيهم لا يخرجون من منازلهم أبدا خوفا من تتبعهم ويتولى الشباب ذلك الأمر.

 

شهادات

 

وقال يارسانيون لخبراء تابعين للأمم المتحدة في 2018 إنهم لا يتمكنون من تسجيل مواليدهم على أنهم يارسانيين، وأنهم ممنوعون من بناء دور للعبادة، ولا يستطيعون تشييع الجنائز وفقا لعقيدتهم، ولا يسمح لهم بطباعة كتابهم، وأكد بعضهم أنهم يجبرون على حلق شواربهم أثناء الالتحاق بالجيش الإيران، واصفين تلك الديانة بأنها محرمة في إيران.

 

مقتل المئات

 

خلال الانتفاضة الأخيرة التي تمت في إيران خرج عشرات التابعين لديانة أهل الحق للمطالبة بحقوقهم، فما كان من النظام الإيراني، إلا وقتل أغلبهم واعتقل الباقيين، كما فعل مع غيرهم، وأوضحت حسيني أن أسر المعتقلين ليس لديهم أمل بعودة ذويهم نظرا لتاريج النظام الإيراني السيء تجاههم.