"ندوات المكتبات العامة".. طريق جديد للنهوض بالشباب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ثغر باسم، عيون يملئها الأمل، قلب دبت فيه الحياة من جديد، أحلام تلامس الأرض بعد أن ذابت لسنوات عدة في السماء، فريدة محمد، فتاة في ريعان شبابها، قاربت من عامها العشرين، في عامها الأخير بكلية العلوم، إلا أنها تفتقر لعدد كبير من المهارات الشخصية التي تمكنها من إيجاد الوظيفة الملائمة لها.

 

"كورس مجاني لتعليم المهارات الشخصية مدعم من مكتبة مصر العامة فرع الزتوية الحمراء"، هكذا كان نص الإعلان الذي رأته عبر موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك، والذي غير حياتها بشكل كبير، فبعد أن كانت تشك في ذاتها، تخسى التعامل مع الناس، تحلم بالعمل الجيد، تحاول السفر بأقل مجهود.

 

في صباح اليوم، الجمعة الموافق الخامس عشر من نوفمبر الجاري، توجهت فريدة إلى المكتبة التي تعلمت فيه كل المهارات الشخصية التي كانت تنقصها، وكذلك طرق كتابة السيرة الذاتية، والطرق الجديدة للنجاح بإجراء المقابلات الشخصية قبل العمل، وكذلمك  طرق الحصول على عروض السفر، المنح الدراسية، الكورسات المجانية .

 

أفتتحت اليوم، مكتبة مصر العامة، كورس تنمية المهارات الشخصية، للشباب بشكل عام، ولسكان المنطقة بشكلل خاص، يقدمه أحد المحاضرين في مجال التنمية البشرية، والذي بدأ في تمام العاشرة صباحًا، بمقر المكتبة فرع الزاوية الحمراء في منطقة غمرة، بالعباسية.

 

توافد على الكورس حوالي أكثر من مأتي شاب في أطوار عمرية مختلفه، تشمل من طلاب الشهادة الإعدادية، وحتى عمر الأربعين،  الجميع  يأمل في الحصول على كورس يمكنهم من تنمية مهاراتهم، مواكبة سوق العمل، الحصول على كورسات ومنح دراسية مجانية.

 

لم يكن ما قامت به مكتبة مصر العامة فرع الزاوية الحمراء، أمرًا جديدًا أو مبتكرًا، فخلال الشهر الجاري قدمت المكتبات العامة العديد من الندوات التي ساهمت في توجيه عدة رسائل إلى الشباب، فالدولة بأثرها تسعي بشكل كبير في تقديم محتوى ثقافي يرتقي بالمستوى الفكري والثقافي والشخصي للشباب من أبناء هذا الجيل.

 

الأربعاء الماضي، الموافق الثالث عشر من نوفمبر الجاري، أنعقدت ندوة تحت عنوان "المجتمع الافتراضى وحماية الشباب"، داخل أروقة  مكتبة القاهرة الكبرى، بحي الزمالك، حاضرت فيها أمنية عامر، أستاذ علم الوثائق بجامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، بسنت مصطفى، ممثله عن وزارة التضامن الاجتماعى، اللواء  شوقى صلاح، أستاذ القانون المدنى المساعد بكلية الشرطة.

 

قال ياسر عثمان، للحضور أن الندوة تتحدث بشكل واضح عن الأمن السيبراني، وهو أحد الموضوعات التي تطرح لأول مرة، إذ أنفردت بها مكتبة مصر الكبري، موضحًا أن الأمن السيبراني يتضمن بين طياته  الوسائل التقنية، التنظيمية، الإدارية التي يتم استخدامها لحماية الأنظمة، الشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية.

 

 كما أوضحت بسنت مصطفى، ملخص لرسالة الدكتوراه الخاصة بهاـ  والتى حملت عنوان طالمجتمعات الإفتراضية والأمن الاجتماعى لدى الشباب الجامعي"، والتى أجرتها  على 280 طالب وطالبة من جامعة الأسكندرية على مستوى 28 معهد وكلية، مؤكده أنه من خلال المجتمعات الإفتراضية - مواقع التواصل الاجتماعى- الفيس بوك، تويتر،  التي يتصل بها الشباب يتعرضوا لتيارات فكرية، سياسية، ثقافات دول أخرى، تهدد الأمن الاجتماعي القومي.

 

من جانبها قالت علا محمد، إحدى الفتيات التي حرصت على حضور الندوة إنها جاءت لأن العنوان مبهم بالنسبة إليها، فقررت أن تكتشفه، الأمر الذي جعلها  تذهب إلى مقر المكتبة بالزمالك، معلقه "أستغربت جدًا أن فيه ندوة فيها الكم ده من المعلومات".

 

 

أضافت علا، أن الندوة ساعتها على حماية الحسابات الإلكترونية الخاصة بها، كما أنها أدركت طرق الترويج إلى الأفكار السياسية المتطرفة، كذلك الإشاعات، الأحداث المزيفة، موضحه أن الإرهابين بيستخدموا شبكات التواصل الاجتماعي لجذب الشباب إليهم، تكوين علاقات وثيقة بينهم.

 

حاولت مكتبة مصر العامة فرع الدقي، الخروج عن المألوف، والعمل في مجال تبادل الثقافات، إذ نظمت مكتبة مصر العامة بالدقي، يوم ثقافي روسي، بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي بالقاهرة، يوم الخميس الماضي الموافق الرابع عشر من نوفمبر، بقاعة الندوات بالدقي.

 

يدور برنامج اليوم، الذي بدأ بالإفتتاح في تمام الخامصة، والذي كان بحضور رياض طاهر، مدير المكتبة، أليكسي تيفانيان، مدير المركز الثقافي الروسي بالقاهرة، ومن ثم استعراض العلاقات بين الدولتين، فقرة موسيقية على الجيتار للفنانة جوزيل نازاروفا، عرض للبالية  الإيطالي تقدمة الباليرينا داليا أدهم، وفقرة غنائية للفنان المصري ياسين تامر.

 

لم تكن هذه المرة الأولى التي تدعم فيها مكتبة مصر العامة بالدقي يومًا لتبادل الذثقافات، إذ استضافت يوم الأثنين، الموافق الرابع من نوفمبر الجاري، ندوة تحت عنوان "الأدب البرتغالي: بين الكلاسيكية والمعاصر"، والتي يساعد في تنظيمها دار العربي للنشر والتوزيع، وبدعم من سفارة البرتغال.

 

حوت الندوة بين طياتها متاقشات لعدة روايات من بينها "الأثر المقدس" للكاتب البرتغالي إيسا دي كيروش، ترجمة الدكتور السيد محمد واصل، "ماذا فعلت غدًا" للكاتب برونو فييرا أمارال، ترجمة الدكتور جمال خليفة في مقارنة للأدب البرتغالي بين الكلاسيكية والمعاصر.