محمود فوزي يكتب : جهاز حماية المستهلك والدور غير المفعّل

ركن القراء

بوابة الفجر


قدمت رسالتي بالدكتوراه في أبريل 2018 توصيًة علميًة مفاداها؛ ضرورة تمثيل جهاز حماية المستهلك بالمعارض والفعاليات التجارية والتسويقية؛ التي تعقد تحت رعاية الحكومة المصرية؛ سواء المقامة بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات والمعارض، أو بأرض المعارض المصرية، أو بمركز المنارة للمعارض، أو تلك الفعاليات المقامة بالفنادق والمنتجعات وغيرها؛ لكنها خاضعة للإشراف والرعاية الحكومية؛ من قبل وزارات وهيئات حكومية معنية بتنظيمها ورعايتها. 
والهدف من التوصية له العديد من الأبعاد؛ أهمها إضفاء المزيد من المصداقية والثقة المتبادلة؛ الناجمة من تمثيل هذا الجهاز الرقابي، ودوره الصارم في ضبط الأسواق؛ نظرًا لما تتخلله هذه الفعاليات من أعمال بيع وشراء وتقسيط وإبرام اتفاقيات وعقود وغيرها؛ سواء بين التجار والعارضين وبعضهم البعض B to B، أو بين الشركات وبين العملاء والمستهلكين B to C . 
ومع إدراج العديد من الفعاليات التجارية و التسويقية المنعقدة لرعاية وإشراف وزارة التجارة والصناعة، إلي جانب تبعية الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات لذات الوزارة؛ فإن الأمر يبدو منطقيًا، ولا يحتاج سوي لثمة تنسيق بسيط بين الوزارة وبين الجهاز؛ الذي انتقلت تبعيته من وزارة التموين والتجارة الداخلية؛ إلي رئاسة مجلس الوزراء.
ومن جانب آخر فإن تدشين مكتب دائم لجهاز حماية المستهلك بهيئات المعارض والمؤتمرات المصرية، وتواجد ممثليه بهذه الفعاليات؛ فإنه يكفل تحقيق دور إعلامي للتعريف بخدمات و أهداف "الجهاز"، والتسويق غير المباشر لأعماله واختصاصاته؛ عبر كلمة الفم والاتصال المباشر Word Of Mouth، إلي جانب دوره الأصيل المنوط به في الرد علي شكاوي واستفسارات العملاء، وبث الطمأنينة في نفوسهم ، وضمان سلامة العمليات الشرائية، والتصدي الفوري لكافة الممارسات التجارية والإعلانية- أيضًا - غير المنضبطة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها. 
وكغيرها من نتائج  وتوصيات الدراسات والأبحاث العلمية؛ لم تجد التوصية نافذة واقعية لتطبيقها، أو مناقشة آليات تنفيذها؛ ذلك لأن البناء التنظيمي للمجتمع لا يسمح بتكامل كياناته والتنسيق فيما بينها؛ بل تعمل كل منها كوحدة مستقلة؛ لا تعير اهتمامًا سوي بشؤونها الداخلية؛ فضلًا عن انغماس معظم منظمات المجتمع المدني بأعمال الدعاية والترويج لمبادراتها؛ الواقعية منها أو الزائفة؛ ومن ثم صارت العديد من نتائج البحث العلمي داخل شباك ممزقة!!.