د.حماد عبدالله يكتب: السماء تمطر قططاً !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



"السماء تمطر قططاً وكلاباً " هذا المثل الإنجليزي يطلقه الأدب الشعبي (الفولكلور) الإنجليزي, في حالة ما تمطر السماء مطراً شديداً وهو تعبير (كاريكاتيري) مأخوذ كما قلت من الأدب الشعبي الإنجليزي. 

ولا يمكن أن نتهم من يستخدم هذا المثل حينما يشبه السماء بإسقاط قطط بأنه يقصد الإساءة إلى (السماء) لا سمح الله!! أو أنه يشبه مياه الأمطار بأنها مجموعة من الحيوانات الغزيرة الكثافة في إنجلترا. 

وحينما نطلق على صديق بانه شخص (وفي ومخلص) كالكلب لصاحبه  فهذا يعتبر مديح منسوب بخواص أو صفات حيوان أليف محبوب لدى الإنسان!! 

وإذا قيلت نفس العبارة بأن فلان مثل (الكلب) فهذا يعتبر قذفاً وسباً يجب محاسبة من تفوه بها ضد أحد !! من الأحد نفسه, وليس غيره !! 

وحينما تشبه (الصبر) الذي يتميز به أحد من الناس ( بصبر الحمير ) فهذا أيضاً له دلاله طيبه المقصد, حيث (الحمار) حيوان هادئ, صبور, وجميل وله صفات أخرى جميلة. 

ولكن في نفس المعنى يمكن أن نتهم من يقول عن شخص بأنه (حمار) بتهمه السب والقذف, والمعنى في بطن الشاعر!!

 وحينما أخذ الأمريكان الديمقراطيون الحمار رمزاً لحزبهم لم يكن أبداً مقصوداً الإهانة للحزب الأكبر والأقوى في الولايات المتحدة الأمريكية,  

حيث أمامهم حزب أخر قوى يتبادل معه سلطة الإدارة في البيت الأبيض في "واشنطن", وهو الحزب الجمهوري الذى إتخذ (الفيل) رمزاً له!! 

ولعل حزب الحمير (هكذا يقولون عنه) أو حزب الأفيال أكثر إعتزازاً برموزهم بل ويدافعون عنها بالروح والدم والأموال!! 

إن إختيار الحيوانات وصفاتهم, وربطها بالصفات العامة للإنسان بقصد إجتذاب إبتسامة أو تدليل على صفات الخواص أو التقاليد, لا يمكن أبداً أن تكون في عداد السباب والقذف!!وتقليل القيمة والقامة خاصة لأحد أهم مؤسساتنا الدستورية وهي المؤسسة التشريعية في بلادنا (البرلمان المصري).  

مهما كان الإختلاف السياسي حول نتائج الإنتخابات البرلمانية ووصول أغلبية ممثله لشعب مصر, والجميع يشهد بأن في البرلمان المصري, سواء ذلك الذى ستنتهى دورته التشريعية العام القادم وبدء إجراء إنتخابات البرلمان الجديد ، ولعلنا نذكر من تاريخ البرلمان المصرى شخوصاً سطعوا في البرلمان في مواقف عديدة وإستطاعوا أن ينالوا شرف وثقة الناخبين من الشعب المصري في دوائرهم ولا يستطيع حاقد أو ناكر أبدا إلا أن يشير بالبنان والرقي والسمو لكثير من أعضاء البرلمان المصري على مدى تاريخه النيابى وتميز البعض ليس فقط في العمل البرلماني ولكن في خلفيات جائوا منها  ,منتهى الشرف والنزاهة وحسن الأداء الوظيفي , والمشكلة كلها في ثقافة الأدب الشعبي!!