"أرامكو" جوهرة التاج السعودى تنزل البورصة

العدد الأسبوعي

أرامكو - صورة أرشيفية
أرامكو - صورة أرشيفية


تقدر بـ1.5 لـ2 تريليون دولار.. و"بن سلمان" يعتبر الطرح أساس تطوير اقتصاد المملكة

أعلنت المملكة العربية السعودية، عن اكتتاب لأول مرة فى سوق الأسهم لشركة البترول العملاقة الحكومية، أرامكو، والتى ستكون أكبر عملية بيع للأسهم فى العالم وخطوة حاسمة فى طموحات ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، لإصلاح اقتصاد النفط فى المملكة.

بعد سنوات من التأخير، أعلنت أرامكو عن عزمها طرح أسهمها فى البورصة الوطنية، الأحد المقبل، واصفة هذه الخطوة بأنها «علامة تاريخية وتقدم مهم نحو تحقيق الرؤية السعودية 2030»، وهى خطة المملكة لبناء اقتصاد قائم على صناعات غير الطاقة وتنويع مصادر الدخل.

وقدمت الشركة القليل من التفاصيل حول حجم الأسهم المراد بيعها أو السعر أو تاريخ الإطلاق، وقالت أيضاً إنه لا توجد خطط حالية للإدماج الدولى.

وقال مصرفيون للحكومة السعودية إنه من المحتمل أن يقدر المستثمرون الشركة بحوالى 1.5 تريليون دولار، أى أقل من التقييم البالغ 2 تريليون دولار والذى روج له الأمير محمد بن سلمان عندما أطلق لأول مرة فكرة طرح عام أولى قبل حوالى 4 سنوات.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر تجارية قولها، إن أرامكو يمكنها أن تقدم 1-2 % من أسهمها فى بورصة تداول بالرياض، حيث تجمع من 20 إلى 40 مليار دولار.

أرامكو، أو «شركة الزيت العربية السعودية»، معروفة بأنها الجوهرة فى تاج الأعمال فى المملكة وأكبر منتج للنفط فى العالم، والذى يضخ حوالى 10 % يومياً من المعروض فى سوق النفط العالمية.

وبلغ صافى دخل الشركة فى عام 2018 ما يقرب من 111.1 مليار دولار، وهو ما يتجاوز بكثير الدخل الصافى المشترك لعمالقة النفط، إكس موبيل وتوتال وغيرها.

وقال الباحث أسامة بن جافيد، الذى درس الأهمية الاستراتيجية لهذا العملاق النفطى: «أرامكو ليست شركة عادية، إنها شركة تدير دولة أساسية لما يحدث فى الشرق الأوسط.. وهى ليست فى صميم السياسة فحسب، ولكن أيضاً فى الاقتصاد والحياة فى المملكة العربية السعودية».

فى عام 2018، وظفت الشركة 76 ألف شخص فى جميع أنحاء العالم، ولديها احتياطيات تبلغ نحو 260.2 مليار برميل من النفط فى عام 2017، وتنتج 10 ملايين برميل من النفط الخام يوميا وتروج بأقل تكلفة فى العالم لإنتاج النفط الخام، عند 2.80 دولار للبرميل، وفقاً للشركة.

وقال فاندانا هارى، الرئيس التنفيذى لمجموعة خبراء فاندانا انسايتس ومقرها سنغافورة إن «أرامكو هى المنتج الوحيد للنفط فى المملكة العربية السعودية».

والمملكة ليست أكبر منتج للنفط حالياً إذ تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى، تليها روسيا، بينما تحتل المملكة المرتبة الثالثة. لكن إذا نظرت إلى الشركات التى تنتج النفط فى الولايات المتحدة وروسيا، لا توجد شركة واحدة فى أى من هذه البلدان أو فى أى مكان آخر مماثلة لشركة أرامكو السعودية من حيث احتياطياتها أو الحق فى استغلال تلك الاحتياطيات. وذكرت قناة العربية المملوكة للسعودية، الأسبوع الماضى، نقلاً عن مصادر مجهولة، إن سعر السهم سيبدأ تحديده فى 17 نوفمبر الجارى وسيتم تحديد السعر النهائى للسهم فى 4 ديسمبر المقبل، وسيتم البدء فى تداول الأسهم فى 11 ديسمبر.

ويشكل بيع جزء من أرامكو أساس خطة النهضة الاقتصادية التى يتبناها الأمير محمد بن سلمان للمملكة العربية السعودية، ويقوم بترويجها كطريقة لجمع الأموال لصندوق الثروة السيادية للمملكة، والذى سيتم استخدامه فى مشروعات لزيادة فرص العمل وتطوير مدن جديدة مثل «نيوم»، وهى مدينة ضخمة مستقبلية بقيمة 500 مليار دولار على الساحل الشمالى فى البحر الأحمر.