مواقف الشيخ من الأقباط وضرب المرأة

العدد الأسبوعي

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي


اعتبر أن تحية الجار المسيحى مبالغة تصل إلى حد الكفر

قال إن خروج النساء للعمل يهدم المجتمع لأن مهمتها تربية الأبناء فقط


أشعل وصف أسما شريف منير، مقدمة برنامج «أنا وبنتى» للشيخ محمد متولى الشعراوى بالمتطرف، فتيل الغضب بين محبى الراحل الذى يتمتع بشعبية كبيرة.

ولم تكن أسما هى أول من أطلق هذا الوصف على الشيخ الشعراوى الذى يتمتع بشعبية بلغت أحيانًا حد التقديس، فالكثير من الأصوات داخل أوساط المثقفين اتهمته بأنه أول من وضع بذور التطرف فى المجتمع، وأنه استغل أسلوبه الفريد فى تفسير القرآن وما يتمتع به من كاريزما فى نشر أفكار طائفية، تحت مسميات مطاطة مثل الوسطية والاعتدال.

ويمتلئ أرشيف الشيخ الشعراوى بالكثير من المواقف المثيرة للجدل، خاصة السياسية، ومنها مبالغته فى تأييد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والملك فهد بن عبد العزيز، لدرجة بلغت حد التقديس.

فى قصيدة مدح للملك قال:

يا بن عبد العزيز.. يا فهد شكرًا

دمت للدين والعروبة فخرًا

أنت ظل الله فى الأرض

تحيا بك البلاد أمنًا وسرًا

والطريقة نفسها تعامل مع الرئيس أنور السادات، حينما كان الشيخ وزيرًا للأوقاف، قائلاً فى مجلس الشعب يوم 20 مارس 1978: لو كان لى من الأمر شىء، لحكمتُ لهذا الرجل الذى رفعنا تلك الرفعة، وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة، وعقب بالآية القرآنية: «ألا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون».

وهاجم الشيخ عبد الحميد كشك «الشعراوى» وقتها قائلاً: «ماذا تقول لربك غدًا يا شيخ، لما وقفتَ فى مجلس الشعب وقلت ما قلته، من الذى لا يُسأل عما يفعل يا شعراوى؟.

وفى صحيفة الأخبار كتب الشيخ الشعراوى فى 12 يونيو 1984، مقالاً تحت عنوان «الإسلام يتحدى الشيوعية والرأسمالية معًا» وذلك بغرض توضيح موقف الدين من المعسكرين «الشيوعى» - الاتحاد السوفيتى، و«الرأسمالى» - الولايات المتحدة، خلص فيه إلى ضرورة الوقوف ضد الشيوعيين لأنهم ملحدون، ومساندة الرأسماليين لأنهم مؤمنون بالله.

وهو ما رد عليه المفكر الراحل فؤاد زكريا فى كتابه «الحقيقة والوهم فى الحركات الإسلامية المعاصرة»، قائلًا: هكذا يحدد الشيخ الجليل علاقتنا بالدول الكبرى على أساس العقيدة الدينية، أما السياسات التى يمارسها بالفعل هذا النظام الدولى أو ذاك فمن الواضح أنها لا تهم الشيخ فى شىء، وهكذا فإن زعيمة المعسكر الرأسمالى التى تزود إسرائيل بالأسلحة التى تقتل بها أبناءنا وتحرق بيوتنا وتستولى على أراضينا، ينبغى أن تظل أقرب إلى قلوبنا من السوفيت، الذين يؤيدوننا فى جميع المنظمات الدولية، وما زالوا يقطعون علاقتهم بأعدائنا، ويقفون لهم بالمرصاد، ويقدمون لنا من الأسلحة ما أتاح لنا أن نشن ضد إسرائيل أكثر حروبنا نجاحاً، فى إشارة إلى حرب أكتوبر 73.

رصدت «الفجر» مواقف وأفكار صدرت عن الشيخ الشعراوى فى قضايا أبرزها ما يخص المرأة، حيث نهى المرأة التى يضربها زوجها عن الشكوى، لأن زوجها قد اطلع على عورتها، كما اعتبرها المسئولة الوحيدة عن ظاهرة التحرش.

وللشيخ الشعراوى مواقف معادية لعمل المرأة، منها ما ورد فى كتاب «الشعراوى بين السياسة والدين»، الصادر عن دار الفتح للإعلام العربى عام 1997 فى صورة حوار مطول له مع الكاتبة سناء السعيد، قال فيه إن خروج المرأة للعمل هو هروب من مهمتها الأصلية، وهى تربية الأبناء. المرأة المصرية تقول إنه يجب أن تخرج لبناء المجتمع، ونسيت أن قولها هذا هو قول مغلوط، لأن العكس هو الصحيح، فالنساء يخرجن لهدم المجتمع لا لبنائه، لأن الرجل مهمته الكفاح والعمل، والمرأة مهمتها تربية أطفالها، وهناك أمر غريب وهو لجوء المرأة للاستعانة بخادمة لتضطلع بمهمتها الموكلة إليها أصلًا.

وللشيخ آراء فى اختلاط الرجل بالمرأة، والطالبات بالطلاب فى الجامعات.

يقول فى حوار مع مجلة صوت الجامعة فى فبراير 1993: وجود الطالبات مع الطلاب حرام، «متقوليش اختلاط وبعدين تسألنى عن حدود العلاقة، لأن وجودهم مع بعض من الأول حرام».

وعندما حاول المحاور أن يحصل على شىء إيجابى واحد من الاختلاط، رد عليه الشعراوى: «إيجابيات إيه، الاختلاط كله سلبيات، واسألوا المشرفين عن نظافة دورات المياه فى الجامعة».

وقال فى حديث تليفزيونى فى رمضان 1984 أثناء تفسيره للآيات المتعلقة بالسماوات والأرض، إن علوم الفضاء وتكنولوجيا الأقمار الصناعية كلها لا تساوى شيئًا، وأن الإنسان الذى اخترع ورق الكلينكس أو عود الكبريت أفاد البشرية أكثر مما أفادها ذلك الذى اخترع صاروخًا يصل إلى القمر.

وفى فيديو شهير أفتى بقتل تارك الصلاة عمدًا، قائلًا: تارك الصلاة عمدًا يستتاب 3 مرات، فإن لم يرجع يُقتل».

وأفتى أيضًا بتحريم الغسيل الكلوى، وعلاج العاهات، بدعوى أن الله خلق أصحاب العلل ليكونوا عبرة لباقى الناس، ليعلموا ما هم فيه من نعمة الصحة، وأيضاً حرم نقل الأعضاء لإنقاذ شخص معرض للموت، لأن فى ذلك تأخيرا للقاء العبد لربه.

ويعد الراحل أول من دق مسمارًا فى نعش التعايش السلمى بين المسلمين والأقباط، وذلك عندما نهى عن إرضاء المسيحيين قائلًا: عليك أن تعامل جارك المسيحى جيدًا فقط من أجل المواطنة، لكن لا تبالغ إلى حد المحبة، أو تجعله يرضى عنك، لأنه إن رضى عنك فأنت كافر مثله، مستشهدًا بالآية الكريمة «لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم».

ومن مواقفه غير المفهومة تحريمه للغناء، مع إجازة الإنشاد فى الأفراح والأعياد وأناشيد تربية الأطفال والأغانى الحماسية، معتبراً أن كل نص يتغزل فى شَعر أو عين أو جسد امرأة حرام، قائلًا: ده بالنسبة للنص المكتوب فقط، فما بالك إن أضيف إليه الموسيقى فيصير الرجل مهزوزاً من تحت ومن فوق، «مش عارف يسيطر على نفسه».

كذلك أثار الجدل بتحريم الهجرة لبلاد الغرب بحثًا عن العمل، قائلًا: البحث عن الرزق فى بلاد الغرب حرام حرام، واعتبر أن للهجرة المشروعة سببين، الأول التأمل فى الكون ليزداد المرء إيمانًا بالله، وتسمى سياحة اعتبار، وهناك سياحة أخرى تسمى سياحة استثمار، مثل «ضاقت بلاده به فهرب إلى هناك»، أما من يبحث عن سعة العيش فى الغرب، فأقول له تبحث عن سعة العيش فى دنياك لتضيق عليك منافذ أُخراك، فتصير ميسور الدخل، لكن دينك مهلهل، وأخلاقك بايظة».