أردوغان: تركيا لن تغادر سوريا حتى تنسحب دول أخرى

عربي ودولي

الرئيس التركي أردوغان
الرئيس التركي أردوغان


قال الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن تركيا لن تغادر سوريا حتى تنسحب دول أخرى، وأن أنقرة ستواصل هجومها عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد حتى يغادر كل منهم المنطقة.

وأطلقت تركيا توغلها العسكري الثالث في شمال شرق سوريا الشهر الماضي لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من حدودها وإقامة "منطقة آمنة" تهدف إلى تسوية ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري.

وبعد الاستيلاء على مساحة 120 كيلومترا (75 ميلا) من الأراضي على طول الحدود، أبرمت تركيا اتفاقات مع الولايات المتحدة وروسيا لإبعاد الميليشيات الكردية عن تلك المنطقة.

وقال أردوغان، أثناء حديثه إلى الصحافيين أثناء عودته إلى بلاده من رحلة إلى المجر، إن تركيا لن تغادر سوريا إلا بعد مغادرة دول أخرى أيضًا، مضيفًا أن الهجوم التركي سيستمر حتى يغادر جميع المسلحين المنطقة.

وقال أردوغان، "لن نترك حتى يغادر كل إرهابي آخر المنطقة"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب، المكون الرئيسي للقوات الديمقراطية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، وأضاف "لن نغادر هنا حتى تخرج الدول الأخرى".

وبدأت أنقرة هجومها بعد أن أعلن ترامب انسحابًا مفاجئًا لـ 1000 جندي أمريكي من شمال سوريا الشهر الماضي، قال الرئيس الأمريكي منذ ذلك الحين إن بعض القوات ستواصل العمل هناك.

وبموجب صفقاتها مع واشنطن وموسكو، أوقفت أنقرة هجومها في مقابل انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب.

وبينما قال مسؤولون أمريكيون وروس إن المقاتلين الأكراد غادروا المنطقة، إلا أن أردوغان اتهم يوم الخميس روسيا والولايات المتحدة بعدم الوفاء بواجبهما.

وبموجب الاتفاق الذي أبرمته أنقرة مع موسكو، كانت القوات التركية والروسية تحتجز دوريات مشتركة على طول الحدود التركية مع سوريا اليوم الجمعة، أكملت القوات دوريات ثالثة، لكن متحدثًا باسم قوات سوريا الديمقراطية قال إن القوات التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد بعض المدنيين المحتجين على الدوريات.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات الدفاع الذاتى على تويتر "استهدفت القوات التركية المدنيين بالاحتجاج سلميا على الدوريات... بالغاز المسيل للدموع وأصابت 10 أشخاص".

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، إن الدورية الثالثة اكتملت كما هو مخطط لها على طول طريق طوله 88 كيلومترا على طول الجزء الأكثر شرقا من الحدود على عمق 10 كيلومترات.

"زيارة الولايات المتحدة"
وقال حلفاء تركيا الأوروبيون إن الهجوم سيعيق المعركة ضد الدولة الإسلامية. ورفضت أنقرة هذا الاتهام قائلة إن على حلفائها دعم خططها لإعادة توطين غالبية المهاجرين السوريين الذين تستضيفهم تركيا والذين يبلغ عددهم 3.5 مليون.

وأوضح إبراهيم كالين، أحد كبار مساعدي أردوغان، اليوم الجمعة، أقادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا سيجتمعون على هامش قمة لحلف الناتو في لندن يومي 3 و4 ديسمبر لمناقشة الوضع في سوريا.

كما ستتبع المحادثات في لندن زيارة أردوغان في 13 نوفمبر إلى واشنطن، حيث سيلتقي مع ترامب لمناقشة سوريا، وكذلك تداعيات شراء أنقرة لأنظمة الدفاع الروسية S-400، والتهديد بفرض عقوبات أمريكية، وحالة الدولة التركية المقرض "Halkbank"، الذي اتهمه المدعون العامون الأمريكيون بأنهم جزء من خطة بمليارات الدولارات للتهرب من العقوبات الأمريكية على إيران.

وتقول واشنطن إن طائرات S-400 تهدد طائراتها المقاتلة من طراز F-35، وعلقت تركيا من برنامج F-35.

وقال أردوغان للصحفيين في رحلة العودة من المجر، "نعتقد أنه سيكون من المفيد مناقشة بعض القضايا التي تعاملنا معها من قبل وبعضها لم نواجهها خلال محادثات وجهًا لوجه في 13 نوفمبر".

وتابع: بالطبع، سنناقش المنطقة الآمنة في سوريا وعودة اللاجئين. سنناقش S-400s وF-35s، حجمنا التجاري بقيمة 100 مليار دولار.

وتلقي أنقرة باللوم على جولين في تنظيم انقلاب فاشل في عام 2016، وهو اتهام نفاه، وطالبت واشنطن مرارًا بتسليمه.

وقال مسؤولون أتراك في وقت سابق من هذا الأسبوع إن أردوغان قد يلغي الزيارة الأمريكية احتجاجًا على تصويت المشرعين الأمريكيين للمطالبة بفرض عقوبات على تركيا بسبب هجومها على شمال شرق سوريا، والاعتراف بالقتل الجماعي للأرمن قبل قرن من الزمان باعتباره إبادة جماعية.

كما تم تأكيد الزيارة في وقت لاحق بعد مكالمة هاتفية بين أردوغان وترامب يوم الأربعاء الماضي.

وقال أردوغان للصحفيين اليوم الجمعة إنه سيجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت "لتشكيل الأساس" لمحادثاته في واشنطن.