بطريرك السريان الأنطاكي يوجه رسالة إلى بغداد في ذكرى مذبحة سيدة النجاة

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


وجّه غبطة البطريرك أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، أمس الجمعة، رسالة أبوية إلى رئيس أساقفة بغداد والكهنة والمؤمنين في الإيبارشية تطرق فيها إلى الأوضاع الحالية في العراق. 

وهذا نص الرسالة قال فيها:

تمرّ بنا اليوم الذكرى السنوية التاسعة للمذبحة الرهيبة والمريعة التي وقعت في كاتدرائية سيّدة النجاة - أمّ الشهداء في بغداد خلال القداس الإلهي، بمناسبة عيد جميع القديسين مساء الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول من العام ٢٠١٠، والتي أدّت إلى استشهاد الكاهنين الشابّين، ثائر عبدالله، ووسيم القس بطرس، وكوكبة من ستّةٍ وأربعين من أبنائنا وبناتنا المؤمنين الأحبّاء، فضلًا عن الجرحى والمصابين.
واضاف: إنّنا نتوجّه إليكم ونشارككم بالقلب والروح، مع الأحبّاء من أبناء أبرشيتكم وبناتها، وذوي الشهداء والجرحى من المؤمنين، وجميع المشاركين معكم في الذبيحة الإلهية التي ترفعونها في الكاتدرائية عينها، راحةً لنفوس هؤلاء الشهداء الأبطال الذين قدّموا ذواتهم ذبائح محرقة على مذبح محبّة الرب يسوع والإخلاص له والشهادة للإيمان به حتّى الموت، مقتدين به وهو القائل: "ما من حبٍّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه" (يوحنّا 15: 13).

وتابع قائلًا: ها نحن نتطلّع معكم كي نحتفل سويةً في العام القادم، بإذن الله، بالذكرى العاشرة لهذه المذبحة، يحدونا الأمل والرجاء أن يرتفع شهداؤنا في القريب العاجل على مذبح الكنيسة شفعاء لنا في السماء أمام منبر المسيح، فيصلّوا من أجل عراقنا الحبيب الذي يعاني من أيّامٍ صعبةٍ وأزمنةٍ عصيبة طال أمدها.

وأكمل قائلًا: إنّنا إذ نؤكّد تأييدنا لمطالب المواطنين العراقيين المتظاهرين في هذه الأيّام، من إيجاد فرص عمل وسكن وتوفير الخدمات والرعاية الاجتماعية والصحّية ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، ندعوهم إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، وعدم الاعتداء على الممتلكات العامّة والخاصّة.
وطالب جميع المسؤولين في الدولة، كي يلبّوا مطالب المواطنين المحقّة، باتّخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين الإصلاح المطلوب والخدمات اللازمة، وانتهاج الحوار، والابتعاد عن العنف واستعمال القوّة.

ولفت الي ان الجميع هم أبناء العراق الواحد بتعدُّد انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية. ونتطلّع راجين "فوق كلّ رجاء"، كي تعمّ المحبّة والألفة والمساواة بين جميع مكوّنات الوطن، بالحرّية والكرامة الإنسانية.
واختتم قائلًا: إلى الربّ يسوع نضرع كي ينشر السلام والأمان والازدهار في العراق، وينعم جميع مواطنيه، وبخاصّة أبناء شعبنا المسيحي، بالطمأنينة والاستقرار، بشفاعة والدته مريم العذراء سيّدة النجاة، وجميع قدّيسينا وشهدائنا وشهيداتنا الأبرار، ونختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية، والنعمة معكم.