الصين تعلن الحرب ضد سيطرة "داعش" على "تيك توك"

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


41% من مستخدمى التطبيق مراهقون.. أكثرهم فى مصر والسعودية والشركة المسئولة تحذف 30 حسابًا نشر فيديوهات دموية

بمجرد أن انتشر تطبيق «تيك توك» وهو شبكة تواصل اجتماعى صينية، تتيح لمستخدميها إنشاء مقاطع فيديو قصيرة خاصة بهم مع استخدام موسيقى حتى قرر تنظيم داعش الإرهابى، منذ أيام، غزو التطبيق الجديد بكتائبه الإلكترونية ونشر فيديوهات التنظيم الإرهابى لعمليات الذبح والترويع التى مارسها عناصره فى سوريا والعراق.

التطبيق كان لقى ترحيباً من ملايين المستخدمين حول العالم واحتل موقعاً متقدماً وأصبح منافساً قوياً لـ«فيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام»، وهو ما جعل الصين صاحبة التطبيق تعلن الحرب لطرد داعش منه.

مسئول فى الشبكة الصينية – طلب إخفاء هويته- رد على سؤال «الفجر» الذى أرسلته له فى رسالة هاتفية عن الإجراءات التى اتخذتها الشركة المسئولة عن التطبيق فى مواجهة هجمة داعش بقوله إنه تم محو كافة الفيديوهات التى تروج للتنظيم الإرهابى فليس هناك تساهل مع مثل هذه الأمور، لأن للتطبيق سياسة استخدام واضحة وصريحة ولا يمكن لأى شخص مخالفتها.

وصدت الشركة المسئولة عن «تيك توك» أكثر من ٣٠ حسابا نشرت خلال الأسبوع الماضى فيديوهات دموية تحريضية ومشاهدا لنساء يقمن بمبايعة التنظيم عبر فيديوهات قصيرة.

وقال مارتن أدمون، وهو باحث فى الأمن الإلكترونى فى شركة «4 s» المتخصصة فى الأمان الإلكترونى لـ«الفجر»، إن الأمر ليس غريباً، لأن داعش تنظيم يسعى لاستقطاب أكبر عدد من البشر، وهو ما ظهر فى تعامله مع «تويتر» منذ سنوات وكذلك تطبيق «تيليجرام»، ولذا يحاول الآن غزو «تيك توك» وهو تطبيق أغلب مستخدميه مواليد النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، حيث يمثل مستخدموه من 16 لـ24 عاماً لـ٤١٪ من المستخدمين.

وأضاف أدمون إن عدد مستخدمى «تيك توك» وصل لـ٥٠٠ مليون مستخدم رغم أنه موجود منذ 4 سنوات فقط، ومن المتوقع زيادة عدد المستخدمين مع التوسع الذى تقوم به شركة «بايت دانس» المالكة للتطبيق المنتشر فى ١٥٥ دولة حول العالم، وتم تحميله ٦٦٠ مليون مرة فى عام ٢٠١٨، وكان نصيب الشرق الأوسط كبيرا، أكثرهم فى السعودية حيث تم تحميل التطبيق من قبل 9.7 مليون مستخدم فى عام ٢٠١٨، يليها مصر بـ 8.3 مليون مرة وتركيا 28.4 مليون مستخدم.

وأوضح أدمون أن سر لجوء التنظيم الإرهابى إلى التطبيق أنه شهد إقبالاً كبيراً من جانب العرب مع بداية العام الجارى حيث تم تحميله فى الشهور الـ3 الأولى فى السعودية أكثر من 5.1 مليون مرة، وفى مصر 2.5 مليون مرة وفى الإمارات 1.7 مليون مرة وفى تركيا 7.4 مليون مرة.

ولخطورة غزو داعش للتطبيق الجديد حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من التطبيق وأصدر تقريراً مطولا حوله مطلع الأسبوع الماضى، نصح فيه الأسر بمراقبة استخدام أبنائهم لتطبيق «تيك توك»، وذلك لوجود حسابات نشطة تابعة للتنظيم الإرهابى على التطبيق تروج لأفكاره وتعرض فيديوهات لعمليات قتل وجثث.

وأوضح المرصد فى تقريره أن التطبيق الذى ينشر محتوًى ترفيهيًّا، تستغله التنظيمات الإرهابية فى ترويج أفكارها المتطرفة، منبهاً إلى أن الانتشار السريع للتطبيق وعدد ونوعية الأشخاص الذين يتفاعلون عليه من الفئات المستهدفة للجماعات الإرهابية، خصوصاً أنه فى غضون عام واحد فقط من إطلاقه يضم 100 مليون مستخدم ومليار مشاهدة لفيديوهات يوميًّا، ما يجعله هدفًا ثمينًا للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى نوعية المادة التى ينشرها التطبيق وهى الفيديوهات القصيرة، وهو الأمر الذى يدفع الجماعات الإرهابية إلى استخدامه بشكل مكثف.

يحلل أستاذ علم الاجتماع أحمد عبدالله، المحتوى الذى نشره تنظيم داعش الإرهابى وأسباب لجوئه إلى منصة «تيك توك» بقوله إن الغالبية العظمى من مستخدمى هذا التطبيق أطفال ومراهقون، وهم التربة الخصبة للتأثير الإلكترونى ويسهل التأثير عليهم لأنهم يفتقدون أى ثقة فى أنفسهم ويحاولون إثبات ذاتهم بأنهم قادرون على تنفيذ أى مهمة ما يستغله الأشخاص المسئولون عن نشر المحتوى الإرهابى.

وأضاف، عبدالله، إن الأطفال والمراهقين لا يستخدمون جميع حواسهم عند التعامل مع هذه النوعية من المحتوى، حيث يستعملون حاستى السمع والنظر دون أن يفكروا مثل الشخص الناضج ما يجعل من السهل تحويل الطفل أو المراهق إلى متشدد أو إرهابى وهو ما يستهدفه التنظيم ويظهر فى بث فيديوهات تشجع على القتل باسم الجهاد ويقوم الطفل بمحاولة إثبات ذاته وينفذ الأمر بعد تجنيده.