في ذكرى المولد النبوي الشريف.. "حصان حلاوة" يقتل أكبر ديكتاتور في تاريخ السينما المصرية

"متجوليش نفترج.. مش ممكن.. أموت.. الدنيا من غيرك ليل يا فؤادة.. أحنا ملناش غير بعض.. مفيش حد في الدنيا يجدر يخليني واحد تاني.. عتريس مش ممكن يتغير يا فؤادة.. مش ممكن".. كانت تلك آخر كلمات "عتريس" لحبيبته "فؤادة"، قبل أن يصعد على فرسه، تاركًا آمال المحبين معلقة، تنتظر مصيراً مجهولًا، لقصة حب أسطورية، بدأت بهدية عبارة عن "حصان حلاوة"، باحتفال للمولد النبوي الشريف، في رائعة المخرج الكبير حسين كمال "شيء من الخوف".

 

قصة الفيلم          

 

البداية في عام 1969، حينما جذبت رواية الأديب الكبير ثروت أباظة "شيء من الخوف"، المخرج حسين كمال، ليحولها إلى فيلم سينمائي، مستعيناً بعبدالرحمن الأبنودي لتعديل السيناريو والحوار، ولعبت بطولته النجمة شادية أمام الممثل الكبير محمود مرسي "عتريس وفؤادة".

 

الأحداث

 

تدور أحداث الفيلم، حول قرية مصرية صغيرة، تعاني من ظلم زعيم عصابة يسمى "عتريس"، يفرض الإتاوات على أهل القرية، وينشر الرعب والفوضى بها، ولا أحد من الأهالي يستطيع أن يقف في وجه هذا الرجل المجرم، خوفًا من التعرض للقتل، والسرقة، أو حرق محصوله، دون رأفة، ونشأ الطفل "عتريس"، الذي تم تسميته على اسم جده "الظالم"، في بيئة يملؤها الدماء، وعانى معاناة شديدة مع جده، وكان بريئًا، عكس ما كان يريد الجد، وسرعان ما نشأت علاقة حب بين "عتريس" الحفيد، و"فؤادة" ابنة رجل ضعيف يسمى حافظ.

 

محاولات إصرار الجد على تحويل حفيده إلى مجرم، كانت تفشل في البدايات؛ لأنه كان يحب "فؤادة"، وكان وعد بأنه لن يكون مثل جده، أن يديه لن تلطخ بالدماء، وفي إحدى الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، أهدى "عتريس" الطفل، حبيبته "حصان حلاوة"، بعدما شاهده جده في وقت سابق وهو يقف مع الصغيرة، وضربه وأخذ "عروس حلاوة" كانت تحملها، وقام بتكسيرها.

 

كيف أصبح عتريس امتدادًا لجده؟!

تتوالى الأحداث ويتورط "عتريس" الحفيد في جريمة قتل كانت الأولى له في ذلك الوقت؛ حينما شاهد مقتل جده بطلق ناري من بندقية أحد أهالي القرية، وقبل خروج روح "عتريس" الجد، توسل لحفيده بأن يأخذ بثأره، وأن يتعهد له قبل رحيله بأن يكون قاسيًا، ويكمل مسيرة جده، وبالفعل حمل بندقيته، وقتل لأول مرة، تلك الحادثة قتلت الحب في قلب "فؤادة"، التي قررت أن تبتعد عنه، وأن تقف صفًا واحداً مع أهل قريتها، في وجه هذا الظالم الجديد.

 

انتشر الرعب والفوضى بين أهالي القرية، وأصبح عتريس أكثر وحشية من جده؛ فسرق ونهب وأشعل النيران وقتل كل من يقف في وجهه، إلا أنه لم ينسَ حبيبته التي ظلت هي نقطة ضعفه، ولم يستطع قتلها أكثر من مرة، ولربما كانت حادثة "فتح الهاويس"، هي بداية النهاية له، حيث اتضح لأفراد عصابته أنه ضعيف أمام "فؤادة"، التي فتحت الهاويس؛ ليروي أهل القرية أراضيهم، التي أوشكت على الهلاك، بسبب منع "عتريس" المياه عنهم لفترات طويلة، كعقاب لأهل القرية.

 

عتريس يتزوج فؤادة

 

قرر "عتريس" الزواج من "فؤادة" حبه الأول والأخير، وذهب إلى منزل والدها "حافظ"، وطلب يد ابنته، وحدد موعد الزفاف دون الانتظار للحصول على رد من العروس، وفي مشهد في غاية الرعب دخل حافظ ليأخذ برأي ابنته ففوجئ برفضها، مع علمه بأنها كانت تحب عتريس حبًا كبيرًا، ليحاول الأب إجبارها دون جدوى، ما أدى إلى عقد قرانها، دون الحصول على موافقها، وذهبت لبيت "عتريس".

 

تعجب "عتريس" من موقف "فؤادة" الرافض له، فحاول التقرب إليها بكل الطرق، واشترى لها "عروس حلاوة"، ليذكرها بأيام الطفولة، والهدية التي شهدت بداية علاقة الحب بينهما، ليفاجأ بإصرارها على إنكاره، مؤكدة على رفضها، وتصدمه بأنها لم توافق عليه، وأن زواجهما باطلًا، فخرج مسرعًا؛ لينتقم من والدها والشهود من حضروا على توقيع عقد الزواج، فحرق بيت "حافظ" وأرضه.

 

زواج عتريس من فؤادة باطل

 

تصدى "الشيخ إبراهيم"، الذي جسد دوره الفنان الكبير يحيى شاهين، لزواج عتريس من فؤادة، وأصر على رفضه، رغم ما عاناه من عتريس؛ ما دفع الأخير لقتل ابنه "محمود" يوم زفافه، وتأتي النهاية بمشهد لجنازة محمود، ردد فيها الشيخ إبراهيم جملته الشهيرة "جواز عتريس من فؤادة باطل" ومعه كل أهل القرية، الذين توجهوا لمنزل عتريس، ويحرقوا منزله وهو بداخله، بعد ما تركه رجاله وتخلوا عنه، وأغلق ذراعه الأيمن "عصفوري" الباب عليه، حتى لا يتمكن من الهرب، ويسقط عتريس في مشهد غاية في الروعة والدقة، وتخرج "فؤادة"، لأحضان أهل قريتها، وينصرف الجميع بعد التأكد من موت الطاغية.

 

الهدية التي قتلت صاحبها

 

لتنتهي قصة حب أسطورية، بدأت بهدية "حصان حلاوة" من الطفل عتريس لـ"فؤادة"، شهدت على علاقة بريئة، ظلت عالقة في قلب البطل للنهاية، لتكون هذه الهدية، هي نقطة الضعف التي قتلت، الديكتاتور "عتريس"، أحد أكبر الطغاة في تاريخ السينما المصرية.