مسؤول أمريكي: مقتل "البغدادي" يسأل حول دور تركيا في محاربة المتشددين بسوريا

عربي ودولي

بريت ماكغورك
بريت ماكغورك



صرح بريت ماكغورك، وهو مبعوث الولايات المتحدة سابقا إلى التحالف الدولي، مساء يوم الاثنين، بأن عملية مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبو بكر البغدادي، أظهرت حجم ما خسرته الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب قرار الانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، كما تطرح سؤالا حول دور تركيا في محاربة المتشددين.

وقال بريت ماكغورك، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "نجاح العملية العسكرية لمقتل البغدادي، يظهر احترافية الجيش الأمريكي، لاسيما أن البغدادي لعب ورقة الدين بشكل قوي ونجح في استقطاب عشرات الآلاف صوب سوريا، وبالتالي فهو ليس بالزعيم، الذي يمكن أن يعوض بسهولة.

وأوضح المسؤول الأمريكي السابق، أنه يجب على أمريكا أن تستثمر ما حصلت عليه من معلومات في موقع مقتل البغدادي، لكن أمر استثمار هذه الورقة "صعب"، بسبب انسحاب القوات الأمريكية من عدة نقاط في شمال شرقي سوريا، لأن القوات الأمريكية أخلت كثيرا من المواقع، التي صارت تحت سيطرة روسيا أو الحكومة السورية.

وتبعا لذلك، فإنه لن يكون بوسع الولايات المتحدة الأمريكية أن تستغل معلوماتها لأجل القضاء على عناصر إرهابية أخرى في المنطقة، والسبب هو أن وجودها على الأرض، بات محدودا بعد تنفيذ الانسحاب، الذي أمر به الرئيس الأمريكي، ثم قال إن القوات ستبقى في نطاق محدود حتى تحمي حقول النفط، تفاديا لوقوعها في أيدي متشددي داعش.

وأوضح ماكغورك، أن القوات الأمريكية غادرت مواقع مهمة في كل من الرقة ومنبج، علما أن هذين المنطقتين كانتا نقطتي تخطيط وانطلاق هجمات داعش ضد عدد من الدول الغربية، وبالتالي فإن البقاء فيهما كان أمرا ضروريا.

وأورد المسؤول الأمريكي، أن عملية مقتل البغدادي تسائل دور تركيا، التي يفترض أنها حليف لواشنطن، في إطار حلف شمالي الأطلسي، لاسيما أن زعيم داعش لقي مصرعه في محافظة إدلب، وهي معقل لأنقرة، وأقيمت فيها عدة نقاط تابعة للجيش التركي، على بعد أميال قليلة فقط من الحدود مع تركيا، منذ وقت مبكر من سنة 2018.

وذكر أن أمريكا اختارت أن تنطلق عملياتها ضد زعيم داعش من العراق، أي من بلد يبعد بمئات الكيلومترات عن إدلب، فيما كان ممكنا أن تستعين واشنطن بمنشآت تركيا القريبة "أما إخبار تركيا بالعملية فجرى قبل وقت قصير من التنفيذ، أي الوقت نفسه الذي شهد إخطار دولتين تدخلان ضمن خانة الخصوم وهما روسيا وسوريا، فيما يفترض أن تكون تركيا بين الحلفاء.

وأضاف أن محافظة إدلب صارت جنة، لما يقارب 40 ألف إرهابي دخلوا إلى سوريا عن طريق تركيا، خلال النزاع، وهذه المنطقة في شمال غربي سوريا، تخضع اليوم لسيطرة ذراع تنظيم القاعدة، الذي يتحرك في وئام كبير مع جماعات مدعومة من أنقرة، واليوم نعرف أن هذه المنطقة تحولت إلى ملجأ يستضيف أكثر إرهابي مطلوب على مستوى العالم.