مصطفى عبيدو يكتب: أنا ابن مصر.. أنا رافع رأسي لفوق طول العمر

ركن القراء

بوابة الفجر


أعجبتني  جدآ أغنية أنا أبن مصر ، هذه الأنشودة الرائعة أبهرتنى ، حركت وجدانى ، جعلتنى أشعر بالفخر لانتمائى لهذا الوطن العظيم ، مصر أم الدنيا.. فعلا أنا أبن مصر هذه الأرض الطيبة البلد الخالدة ،ابن بلدى ،بحب وطنى ، شربت من هذا النيل العظيم ، أحد انهار الجنة ، عشقت هذا التراب الأسمر ، وهذه الرمال الذهبية لبلادى مصر.

أنا ضد الكسر ، فعلاً ،ضد التحطيم ، ضد أى شخص يحاول هدم وطنى بأي طريقة ، ضد من يخرب و يدمر و يحرق ، ضد من يشوه ، و من يفسد ،بل اقف ضد من يعادى بلدى و يريد لها الشر ،ضد التحطيم، والتكسير المتعمد من الداخل و الخارج ، لانتمائى لهذا الوطن العظيم .

" هنا صدقت حلمي وبدات قالوا عني زمان موهوم بيضيع وقت"
"لا يوم سلمت ولا استسلمت ووقعت وقومت وامبارح غير دلوقت"
"هنا قلبي من جوة دة اللي بيديني القوة"
"في طريقي مشيت واديني سبقت"
"من هنا قررت بعدما فكرت امشي ع الصعب وعرفت انا لما كبرت"
"ان اللي تفكر فيه ازمة كان خوفك منه ملوش لازمة واديك ع الصعب قدرت"
"واللي زمان ضحكوا عليك شوفهم دلوقتي بيداروا كسوفهم"
"واهو راهنوا عليك تخسر وكسبت"
"انا ابن مصر قلبي نسر مقدرش اعيش ابدا يوم غير وانا حر"
"شوفت ازمات ومواقف ملهاش عد بس الصدمات بتقوي ومش بتهد"
"انا عندي ثقة بالنفس ومناعة ضد الياس "انا ابن مصر انا ضد الكسر ، انا رافع راسي تملي لفوق طول العمر .

رافع راسي لبلدى ،رافع راسي لوطنى، رافع رأسي لفخرى بأبي البطل العظيم المقاتل الشاويش / عبدالسميع عبيدو ،الذى حارب العصابات الصهيونية عام ١٩٤٨ ضمن الجيش المصري العتيق ، خير اجناد الأرض ، فوالدى العظيم فخر بلدنا وردان ،و عميد العائلة  ، من مواليد عام  ١٩١٩ ،التحق والدى رحمة الله عليه بالجيش عام ١٩٣٩ م كمجند بوزارة الحربية أو الجهادية قديما ، وخرج من الخدمة عام ١٩٤٩ برتبة شاويش ، متوجا بنوط الجدارة الذهبي من وزير الحربية حيدر باشا و الملك فاروق ملك مصر و السودان ،بعد خدمة عسكرية قدوة حسنة عسر سنوات .

 كان والدى البطل رحمه الله جندى مقاتل بسلاح المدفعية ، تحت قيادة اللواء أحمد الموواوى قائد القوات المصرية و الرائد عبدالمنعم رياض وقتئذ ،و العقيد السيد طه قائد الكتيبة الاولى بالجيش المصري ، و حينما ترقى لرتبة شاويش كان معه فصيلة كاملة بها مدفع مضاد للطائرات و اخر مضاد للدبابات ، ونجح والدى الراحل الشاويش مقاتل / عبدالسميع عبيدو ، مع فصيلته أن يتجاوز محنة نقص الأسلحة والذخيرة و يتقدم مع القوات المصرية ، حتى قرب تل أبيب بسبعة كيلومترات ،لكن عدم وجود هدف استراتيجي واضح و مشترك ونقص السلاح و الذخيرة ،مع طول مدة الحرب ( من مايو ١٩٤٨ حتى مارس ١٩٤٩ ) أدى إلى النتيجة القاسية لتلك الحرب رغم فوائدها الجمة للجيش المصري ، الذى لم يشتبك فى اى معارك منذ عهد محمد على ألا حرب ١٩٤٨ .

و كانت فلسطين المحتلة حتى عام ١٩١٤ ضمن حدود الدولة العثمانية ، وبعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان خسرت كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا وفرنسا و بحسب وعد بلفور عام ١٩١٧ بمنح فلسطين وطنا لليهود ، و معاهدة سيفر الموقعة عام ١٩٢٠ومعاهدة لوزان الموقعة عام ١٩٢٣ لتقاسم الأراضي العثمانية  المكتسبة أثناء الحرب العالمية الأولى ، فكانت فلسطين من ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا بحسب الاتفاق البريطاني-الفرنسي و التى منحتها طبقا لوعد بلفور لليهود .

و في ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧ وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية (فلسطينية) وتدويل منطقة القدس (أي جعلها منطقة دولية لا تنتمى لدولة معينة ووضعها تحت حكم دولي).. و استمر خضوع فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى للانتداب البريطاني حتى ١٤ مايو عام ١٩٤٨ ، حيث انتهى الانتداب ، و علي الفور أعلن المجلس اليهودي الصهيوني تأسيس دولة إسرائيل و اختير بن جوريون اول رئيس للحكومة الصهيونية الذى حول العصابات الصهيونية والهاجاناه إلى جيش الدفاع الإسرائيلي فيما بعد .

وبدأت الحرب العربية الإسرائيلية يوم ١٤ مايو ١٩٤٨ ،بعد انتهاء الانتداب البريطاني ، وإعلان قيام دولة إسرائيل ، أو ما يسمى بذكرى النكبة .

كان والدى الشاويش مقاتل بطل / عبدالسميع عبيدو مع فضيلته  قبلها فى معسكر الامداد بمنطقة العريش ، والذى انتقل بعدها إلى مدينة رفح ، أقصى شمال شرق سيناء مع فصيلتة ضمن الكتيبة الأولي من ابطال جنودنا البواسل  الذين كانوا يرابطون لحماية الأرض و يحمون الحدود .

فى هذه الايام بدأ الطيران المصري يمهد للحرب ،حيث هاجمت الطائرات الملكية أو سلاح الجو الملكى من نوع سپيت‌ فاير مدينة تل أبيب ، و قصفت مهبط طائرات سده دوڤ، حيث كان متمركزاً فيها عدد كبير من طائرات خدمة الطيران الإسرائيلي ، بالإضافة إلى محطة ريدنك للطاقة. و تم تدمير عدة طائرات إسرائيلية، وتضررت أخرى، وقُتل جنود إسرائيليين.

فى هذه الأثناء كانت القوات البرية تتحرك ووالدى رحمه الله من ضمنها بفصيلته من سلاح المدفعية المصرية ، و بدأت تشتبك مع الصهاينة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث ، و اول حرب نظامية كبرى للجيش المصري منذ عهد محمد على الكبير .

و فى السادس عشر من مايو ١٩٤٨  ،و بعدما اعترف رئيس الولايات الأمريكية المتحدة هاري ترومان بدولة بقيام إسرائيل ،و يومها دخلت أول وحدة من القوات النظامية المصرية حدود فلسطين برا ، وهاجمت هذه القوات المسلحة ( قوات برية مشاة و مدفعية ) مستعمرتي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في صحراء النقب ،ووالدى البطل رحمه الله ، كان ضمن قوات الدعم بالكتيبة الأولى مشاة بقيادة العقيد السيد طه ،حيث كانت القوات المصرية كلها تحت قيادة اللواء أحمد الموواوى قائد القوات ، والتي اشتبكت مع العدو يوم ١٩ مايو ١٩٤٨ فى معركة دير سنيد أو مستعمرة يدمردخاى و هى المركز الرئيسي الامداد و التموين لكل مستعمرات صحراء النقب البالغ عددها ٢٧ مستعمرة صهيونية ، وكانت تلك المعركة الاولى للجيش المصري المباشرة واول و اقوى صدام مسلح مع الإسرائيليين ، وكان لها الفضل - نظرا لطول تلك المعركة - كان لها الفضل فى المعرفة الحقيقية لقوة كل خصم و كفائتة و مهاراتة فى القتال المباشر ، مما كان له الأثر القوى  .

وتقدمت القوات المصرية ببسالة و ألحقت بقوات العدو خسائر في الأرواح و المعدات ، واستخدمت القوات المصرية عند الهجوم على العصابات الصهيونية المدفعية و العربات المدرعة الحاملة للمدافع ، وحاملات برن والدبابات والطائرات، وواجهت الهجمات المصرية مقاومة شرسة من بعض المدافعين و المسلحين و المستوطنين بأسلحة خفيفة في المستوطنتين،  لكن المقاومة فشلت و هزمهم الجيش المصري العتيق و سيطرت القوات المسلحة المصرية على المستعمرة و اهم الدشم الحصينة بها ، بالاشتراك مع قوات الكتيبة الثانية مشاة و القوة الخفيفة بقيادة البكباشى احمد عبد العزيز ،سيطرت عليها  القوات يوم ٢٤ مايو ١٩٤٨ .

وفي ٢٨ مايو استأنف المصريون تقدمهم شمالاً، وتوقفوا عند جسر مدمر يقع إلى الشمال من مدينة أشدود ، و علم اللواء گڤعاتي بهذا التقدم ، لكن لم يتم إرسال الهاجاناه  و عصابات الصهاينة لمواجهة المصريين ، و كانوا قرب تل أبيب بسبعة كيلو مترات ، ووقتها ارتعد الصهاينة و أجمعوا كل القوات عند منطقة إسدود ، لحماية اهم مدينة لهم " تل أبيب " .. و احتدم القتال ، ثم بدأت هدنة ، لكن الحرب انتهت بعد إعلان الهدنة أكثر من مرة اخرة في يونيو و يوليو و اكتوبر ١٩٤٨ و يناير ١٩٤٩  و استفادت منها جيدا العصابات الصهيونية ، بينما ظلت قواتنا دون سلاح أو ذخيرة حتى انتهاء الحرب ، في ٣مارس عام ١٩٤٩ م بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين بعد قبول مجلس الأمن الدولي إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وقبول الدول العربية الهدنة .

و يحكى د احمد اسماعيل هاشم استاذ الكيمياء العضويه بعلوم عين شمس و هو صديق الوالد رحمه الله تعالى عن قوته و بسالته ، ومهارته فى التصويب الدقيق بالسلاح  ، ويقول أن والدى استطاع اصلاح المدفع الخاص بسريتة حينما تعطل نظرا لمعرفتة باصول الميكانيكا  ، واستطاع أيضا ضم متطوعين للفصيلة ، كما قام أيضا بأسر عدد من الجنود الصهاينة ، و استحق عن حق نوط الجدارة الذهبي من وزير الحربية حيدر باشا و الملك فاروق ملك مصر و السودان .