"انهيار وخضوع".. ما وراء قرار تركيا بوقف العدوان على سوريا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


خضعت تركيا مؤخراً، وقامت بوقف العملية العسكرية التي تشنها على شمال شرق سوريا، في تصعيد لهجوم ضد المسلحين الأكراد، ولكن ذلك القرار لم يأتي من فراغ فيقف خلفه العديد من الأسباب، التي نستعرضها في السطور التالية.

الليرة التركية
أحد أبرز الأسباب التي جعلت أردوغان يخضع لوقف عدوانه على سوريا، هو انهيار الاقتصاد التركي، فجميع التقارير الأقتصادية كشفت مؤخراً عن انهيار  الاقتصاد التركي عقب عملية "نبع السلام" .

وكان أخرهم، ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية، عندما أكدت أن تركيا تمتنع عن تبادل عملية الليرة في سوق العملات فى مؤشر جديد على انهيار العملات المحلية فى تركيا.

وأكدت الصحيفة الأمريكية نقلاً عن محللين اقتصاديين قولهم إن القرار بمثابة تدبير صارم يعكس قلقا متصاعدا داخل المؤسسات التركية من تأثير الاضطرابات الراهنة على الليرة والقطاع المالى والاقتصادى .

مصادر الطاقة التركية
كما أضافت تقارير صحفية أمريكية وبريطانية، أن تركيا تسعى لحماية الليرة من مواجهة مزيد من الانهيار بسبب عدوانها على سوريا، فى الوقت الذى تقدمت فيه نائبة جمهورية بارزة بالكونجرس بتشريع لفرض عقوبات على أنقرة.

قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، إن النائبة ليز تشينى، رئيسة اللجنة الجمهورية بمجلس النواب الأمريكى، كشفت عن تشريع لفرض عقوبات على تركيا فى أعقاب العدوان التركى الذى يستهدف الأكراد فى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن التشريع الذى يحمل عنوان "قانون مواجهة العداون التركى لعام 2019" والذى جذب أكثر من 70 من الجمهوريين لرعايته فى مجلس النواب، سيستهدف قطاع الطاقة ويحظر بيع الأسلحة الأمريكية إلى أنقرة ويفرض عقوبات على القادة الأتراك ومنهم نائب الرئيس ووزير الدفاع والداعمون لقطاع الدفاع.

الخضوع لأوامر ترامب
الاستجابة والخضوع لأوامر "ترامب"، هو السر الثاني وراء خضوع تركيا لوقف العدوان على سوريا، وجاء ذلك عقب موافقة تركيا، على وقف عدوانها على سوريا 5 أيام للسماح للقوات الكردية بالانسحاب من "منطقة آمنة" تسعى أنقرة لإقامتها وذلك في اتفاق أشادت به واشنطن ووصفه زعماء أتراك بأنه نصر كامل.

وأعلن عن الهدنة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، عقب محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسرعان ما أشاد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنها ستنقذ "ملايين الأرواح".

وفي حال تنفيذها، ستحقق الهدنة الهدفين الرئيسيين اللذين أعلنت عنهما تركيا عندما شنت الهجوم قبل ثمانية أيام وهما: السيطرة على شريط من الأراضي السورية بعمق يتجاوز 30 كيلومترا، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف السابق لواشنطن، من المنطقة.

وذكر بيان أمريكي-تركي مشترك صدر عقب المحادثات "إن القوات المسلحة التركية ستتولى إقامة المنطقة الآمنة".

وقال سياسي تركي لرويترز إن أنقرة حصلت "على ما تريد بالضبط" من المحادثات مع واشنطن، وأوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الجيش التركي "يوقف" فقط العمليات حتى تغادر وحدات حماية الشعب الكردية المنطقة.

عقوبات أمريكا
وبجانب ذلك، كان لإعلان أمريكا فرض عقوبات على وزارتين تركيتين و3 مسؤولين حكوميين كبار بسبب العدوان التركي على شمال سوريا أثره أيضاً، فهو أول إجراء رسمي بعيداً عن التهديدات الأمريكية.

وأوضحت الخزانة الأمريكية في بيان لها ، أن العقوبات طالت وزارتي الدفاع والطاقة التركيتين، بالإضافة إلى وزراء الدفاع والطاقة والداخلية.

كما أضاف البيان أن إدراج المسؤولين الأتراك على قائمة العقوبات جاء نتيجة لـ "أعمال الحكومة التركية التي تقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".

الانتفاضة العربية ضد تركيا
الانتفاضة العربية التي وجهها عدد كبير من الدول العربية وعلى رأسهم مصر، كان لها أثر أيضاً في خضوع الرئيس التركي، حيث طلبت مصر منذ بدء العدوان، عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان التركى على الأراضى السورية، وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.

وقد أدانت مصر والسعودية والإمارات بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية، وطالبت بعض الدول بإعادة تفعيل عضوية سوريا في الجامعة.