بعد تحدي "أردوغان".. سوريا إلى أين؟

في تحد للقوانين والأعراف الدولية، تمادى الرئيس التركي، في عناده، وأكد أنه "لا يمكن لأي قوة" وقف العملية العسكرية التي تشنها قواته بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، مطالبا "جميع المسلحين" بالانسحاب من "المنطقة الآمنة" بشمال سوريا "الليلة"، مضيفًا، "العملية العسكرية ستنتهي عندما تكمل تركيا إقامة المنطقة الآمنة من منبج، حتى الحدود مع العراق"، مشيرًا خلال كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، إلى أن بلاده هي أقوى دولة حاربت تنظيم داعش.

وتابع أردوغان، أن قواته سوف تبقى في المنطقة الحدودية شمال سوريا حتى تشكيل حكومة مشروعة تمثل كافة الشرائح، موضحًا أن قواته سوف تترك مسألة نقل وإدارة الأماكن التي "بسطنا فيها الأمن لهم" حتى تأسيس حكومة سورية مشروعة. كما أشار إلى أن قادة، وصفهم بأنهم "لا يمكن الثقة بهم"، يتصلون بأنقرة لاقناعها بالعدول عن موقفها، وايقاف العدوان التركي على الحدود الشمالية السورية، الذي يُطلق عليه اسم "نبع السلام"، قائلاً إنه قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "انظر إلى المرآة قبل أن تتهمنا زوراً بقتل المدنيين، وتاريخ إفريقيا مليء بالمآسي التي تسبب بها الاحتلال الفرنسي لأراضيها".

كما هاجم الرئيس التركي، وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عقب تقييد صادرات الأسلحة الألمانية إلى تركيا، وذلك على خلفية العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وفق ما ونقلت وسائل إعلام تركية اليوم الأربعاء، عن أردوغان قوله: "وهنا يأتي وزير الخارجية الألماني - رجل لا يعرف حدوده - ويقول: لن نبيع لتركيا أسلحة، تهديده هذا لا يخيفنا فهم الخاسرون وليس نحن. وهذا الوزير لا يعرف السياسة، لأنه لو كان يعرفها لما تحدث بهذا الشكل"، وذلك على خلفية تقييد صادرات الأسلحة الألمانية لتركيا هو الإجراء العقابي الوحيد الذي اتخذته ألمانيا ضد تركيا منذ بدء الأخيرة يوم الأربعاء الماضي هجومها على مليشيات كردية شمالي سوريا. ولا تعتزم ألمانيا الموافقة على تصدير أسلحة لتركيا قد تستخدمها في هذا النزاع، بينما تعتزم الموافقة على صفقات تسليح أخرى، كما لن يشمل التقييد الصفقات التي تم إصدار تصاريح بشأنها من قبل.

في المقابل، قال مساعدون بالكونجرس ومسؤول بالإدارة الأمريكية، إن الرئيس دونالد ترامب سيجتمع مع رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلحة بالمجلسين في البيت الأبيض اليوم الأربعاء لبحث الوضع في سوريا، ووفقا لجدول مواعيد البيت الأبيض سيعقد الاجتماع في الثالثة مساء اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي.

بدوره قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، بأن روسيا تتوقع من تركيا أن تكون عمليتها العسكرية في شمال سوريا "متناسبة" مع متطلباتها الأمنية. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عنه القول:"نأمل ألا تتداخل العملية التركية في سورية مع التسوية السياسية هناك أو أن تلحق بها ضررا". ورفض بيسكوف التعليق على الموعد الذي يمكن أن تنهي فيه تركيا عمليتها في سوريا.

كما أعرب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبى كونتي، عن الرغبة بالاتصال بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للحديث معه بشأن سوريا، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية. وذلك في تصريح  للصحفيين على هامش تقديم تقرير حول البحث والابتكار في إيطاليا، بمقر المجلس الوطنى للبحوث (Cnr) في روما، وأضاف كونتي "يجب علينا أن نقنع تركيا بالتخلى عن الهجوم العسكرى، كما يجب على الجيش التركى الإنسحاب".

في غصون ذلك، استهدف طيران جيش الاحتلال التركى عدد من المدنيين السوريين في مدينة رأس العين شمال شرق سوريا، ونشرت قوات سوريا الديمقراطية مقطع فيديو يبرز لحظة استهداف الطيران التركي للمدنيين، في منطقة رأس العين المكتظة بالمدنيين،  ويظهر مقطع الفيديو تجمع عدد من المدنيين السوريين فى مدينة رأس العين وسط حى مدنى يتم قصفه بواسطة طيران جيش الاحتلال التركي. ووصفت قوات سوريا الديمقراطية عملية استهداف المدنيين السوريين بالمجزرة التي نفذها جيش الاحتلال التركي بحق المناهضين للحرب.

وسيطرت قوات الجيش السوري على قواعد عسكرية شمال شرقي سوريا بعد أن أخلتها القوات الأمريكية أمس ا من قاعدة تل بيدر الواقعة على طريق الحسكة، في سوريا، وفق ما أفادت شبكة سكاى نيوز، نقلا عن وكالة إنترفاكس الروسية.