بعد التوغل التركي في سوريا.. ترامب يُواصل ردع حكومة أردوغان بعقوبات نارية

تقارير وحوارات

ترامب وأردوغان
ترامب وأردوغان


لم تهدأ العملية العسكرية التركية في عمق الشمال السوري، ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتبني موقف أكثر تشددُا من تركيا عبر فرض عقوبات جديدة، تمثلت في زيادة في الرسوم على الصلب التركي بنسبة 50 في المائة، ووقف مفاوضات على اتفاق تجاري مع أنقرة.

وبدأت تركيا الأربعاء المنصرم، هجوماً ضد المقاتلين الأكراد، الذين يسيطرون على نحو 30 في المائة من مساحة سوريا. وبعد خمسة أيام من المعارك التي رافقها قصف مدفعي وجوي كثيف، باتت القوات التركية تسيطر على نحو مائة كيلومتر على طول الحدود بين مدينة تل أبيض بشمال الرقة وبلدة رأس العين بشمال الحسكة- وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان-.

بدورها بدأت وحدات من الجيش السوري الأحد، بالتحرك باتجاه شمال البلاد "لمواجهة العدوان التركي"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، التي لم تورد أي تفاصيل إضافية، وما إذا كان هذا التحرك يأتي في إطار اتفاق مع الأكراد، أو ما إذا كان الجيش السوري سينتشر في المنطقة الحدودية. لكن قال مسؤول كردي، إن هناك "مفاوضات" بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية، موضحًا أن "كل الخيارات متاحة بالنسبة لنا أمام الهجمة التركية، يجب على الحكومة تحمل مسؤولياتها لمواجهة العدوان، ليست فقط قوات سوريا الديموقراطية المستهدفة" من الهجوم، وذلك وفق ما نشرت وكالة فرانس برس. ويفتح عودة الجنود السوريين إلى الحدود التركية الباب أمام احتمال اندلاع مواجهة أوسع، إذا دخل الجيش السوري في صراع مباشر مع القوات التركية.

إيقاف اتفاق تجاري قيمته 100 مليار دولار
ونشر ترامب-الذي تعرض ترامب لانتقادات واسعة من مختلف عناصر الطيف السياسي في بلاده بعدما أعلن سحب قرابة ألف من القوات الأمريكية من شمال سوريا. ويتهم المنتقدون الرئيس الأمريكي بالتخلي عن الأكراد، وهم حلفاء للولايات المتحدة-، تغريدة على حسابه في "تويتر" قال فيها إنه مستعد "لتدمير اقتصاد تركيا بالكامل"، وذلك رداً على العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية وقوات محلية مساندة لها في شمال سوريا. وقال الرئيس الأمريكي أنه سيصدر قريباً أمراً تنفيذياً يجيز فرض عقوبات على مسؤولين أتراك حاليين وسابقين.

إعادة انتشار القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا
وأضاف الرئيس الأمريكي، أيضاً إنه سيوقف المفاوضات مع أنقرة بشأن اتفاق تجاري قيمته 100 مليار دولار. كما أعلن ترامب أن القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا سيُعاد انتشارها وستظل في المنطقة لمراقبة الوضع، مضيفًا أن تلك القوات ستراقب الوضع لمنع تكرار سيناريو عام 2014، عندما أدى تجاهل تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى اجتياح التنظيم لجميع أنحاء سوريا والعراق. وتابع ترامب قائلاً: "ستبقى قوة صغيرة الحجم من القوات الأمريكية في جنوب سوريا لمواصلة إعاقة فلول تنظيم داعش".

وطلب ترامب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرض وقف فوري لإطلاق النار وطلب منه التفاوض مع القوات الكردية. من جانبه قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إنه سيسافر قريباً إلى تركيا للمساعدة في التوسط في نوع من وقف إطلاق النار بين تركيا وسوريا والقوات الكردية التي انحازت إلى النظام السوري بعد انسحاب القوات الأمريكية.

كما أعرب الرئيس الأمريكي، عن ترحيبه بأي دولة تريد مساعدة الأكراد في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا يجب أن يكون لها دور في حمايتهم، حيث نقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن ترامب قوله في تغريدة على موقع تويتر: "لقد أخبرت جنرالاتي، لماذا يجب أن نحارب من أجل سوريا والأسد لحماية أراضي أعدائنا؟"، مضيفًا: "أي طرف يريد مساعدة سورية في حماية الأكراد.. فلا مانع عندي، سواء إن كان روسيا أو الصين أو نابليون بونابرت".

وأكد ترامب موقفه بأن تركيزه لابد أن ينصب على بناء جدار على طول الحدود الأمريكية مع المكسيك، وليس حماية الأكراد، الذين اضطلعوا بدور محوري في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية.

فرض عقوبات على وزارتين ومسؤولين كبار
في غصون ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على وزارتين تركيتين و3 مسؤولين حكوميين كبار بسبب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا. أوضحت الخزانة الأمريكية - في بيان أوردته قناة "الحرة" الفضائية، أن العقوبات طالت وزارتي الدفاع والطاقة التركيتين، بالإضافة إلى وزراء الدفاع والطاقة والداخلية.

وأضافت أن إدراج المسؤولين الأتراك على قائمة العقوبات جاء نتيجة لـ "أعمال الحكومة التركية التي تقوض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكدة أنها مستعدة لفرض مزيد من العقوبات على المسؤولين الحكوميين الأتراك والكيانات التركية في حال الضرورة.