الهجوم يعيدهم للمشهد من جديد.. ما هي علاقة "أردوغان" بالفصائل المسلحة في سوريا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي، بدء عملية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الدول الغربية، والتي تعتبرها أنقرة "إرهابية"، وذك بعد أن نشر أردوغان تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر، قال فيها إن القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري، عقدا العزم على شن عملية "نبع السلام" في شمال سوريا، ليُسمع دوي انفجار في بلدة رأس العين الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، وسط تحليق للطائرات في أجوائها، بعد دقائق من إعلان أنقرة بدء العملية العسكرية ضد المسلحين الأكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الهجوم الأخير الذي قام به أردوغان على الحدود الشمالية السورية، لم ستنكره الكثيرون بدافع إنساني فحسب، بل اعتبروه تواطئًا جديدًا مع الفصائل المسلحة، وتمهيد الطريق أمامهم للانتشار مرة أخرى، الأمر الذي يتناقض مع تصريحاته السابقة، التي أعلن فيها رغبته في القضاء عليهم، من أجل توطين السوريين في منطقة آمنة، خالية من العنف والدمار.

فتح المعبر للعناصر المسلحة
 سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي، قال في تصريحات صحفية إن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حوّل تركيا إلى نقطة العبور الأولى نحو سوريا لعشرات آلاف الإرهابيين العرب والأجانب والأسيويين، وإن هذا الدور لأردوغان أصبح يمثل خطرًا استراتيجيًا على روسيا والصين وأوروبا، كما إن العدوان التركي على سوريا، أحدث زلزالًا في منطقة الشرق الأوسط، وأن تركيا ستكون أول المتضررين منه، نظرًا لأن نظام أردوغان هو الشريك الأكبر في الحرب التي تشهدها بلاده.

السفير السوري، أكد على أن الاستخبارات التركية، وقبل أي أحداث في الداخل السوري وقبل اندلاع الحرب برمتها، مولت وسلحت خلايا مرتبطة بها في الشمال لإشاعة الفوضى، كما أن مرحلة الأطماع التاريخية قد ولت، وأن أردوغان لن يستطيع فعل ما فعله أجداده في "لواء اسكندرون"، واعتبر أن العدوان العسكري التركي سيكون سببًا لاهتزازات كبيرة في تركيا، ومقدمة لمراجعة وصحوة لمواقف بعض مكونات الشعب السوري "التي تورطت مع الجانبين الأمريكي والتركي والقوى التي استثمرت في الإرهاب.

على عبدالكريم، يؤكد على أن ذلك لا يؤثر على الموقف السوري، لأنه اليوم في أفضل حالاته، وذلك بعد الصمود السوري والانتصارت التي سجلها الجيش وحلفاؤه في الميدان.

الجامعة العربية تدين تركيا
صحيفة "كورييرى دى تثينو" الإيطالية، قالت إن العملية التركية فى شمال سوريا أدت إلى مقتل عشرات السوريين، وإن أردوغان يصمم على قتل المدنيين فى سوريا مع استمرار العملية، كما إن الهجوم التركي على سوريا يؤدي إلى عودة الإرهابيين فى المنطقة من جديد، رغم زعم أردوغان أن تلك العملية ليست ضد الأكراد بل إنها ضد تنظيمات إرهابية.

وكانت جامعة الدول العربية أدانت بما وصفته "العدوان التركى على سوريا"، وحملت أنقرة مسئولية انتشار الإرهاب، مؤكدة على الرفض القاطع لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى "بالمنطقة الآمنة"، باعتبار أن ذلك يمثل خرقًا للقانون الدولي، ويدخل في مصاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي تستوجب الملاحقة والمحاسبة القضائية الدولية لمرتكبيها، ويشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة سوريا واستقلال أراضيها وتماسك نسيجها الاجتماعي.

كما قرر المجلس الموافقة، على إدراج بند "التدخلات التركية فى الدول العربية" كبند دائم على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وتشكيل لجنة لمتابعة الأمر.

هل ينشر أردوغان الإرهاب في تركيا؟
يقول الكاتب التركى المعارض، آدم يافوز أرسلان، إن مخطط الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أنه يسعى  لنشر الإرهاب فى أوروبا، حيث أوضح الكاتب التركى المعارض فى تغريدة له باللغة الإنجليزية، عبر حسابه الشخصى على تويتر، أنه إذا كان أردوغان يهدد اليوم دول الاتحاد الأوروبي بفتح الأبواب لإرسال 3.6 مليون سوري، فهل يعيد تهديده المماثل بإرسال 10 آلاف من مقاتلي داعش إلى أوروبا، قائلًا"بالنسبة لي، ما فعله هو مقدمة لما سيفعله غدًا".

من جانبه كشف الكاتب التركى المعارض، كوجهان باجيك، عن الأسباب التى دفعت الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لشن عدوان على تركيا، هو إخفاقات الرئيس التركى المستمرة والتي دفعته للغزو على السوريين.

الكاتب التركى المعارض، أشار فى مقال له عبر صحيفة "أحوال تركية"، التابعة للمعارضة التركية، أن الرئيس التركي يخوض معركة من أجل إنقاذ مستقبله السياسي فيقرر شن حرب ضد الأكراد في سوريا، وأن التوتر المتصاعد في سوريا هو الخيار الوحيد أمام أردوغان، بعد أن فقد القدرة على تأمين الدعم والتأييد من خلال وسائل سلمية كبناء الاقتصاد، والرفاهية وسيادة القانون واحترام حرية المجتمع.