"تهديدات اقتصادية".. كيف تصدى المجتمع الدولي لمطامع أردوغان في سوريا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تجلى طمع أنقرة في سوريا، من خلال إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن حملة عسكرية  "وشيكة"،  في مناطق شرق الفرات، لاسيما عقب الانسحاب الأمريكي من مناطق الشمال السوري، والذي دفعه لاستغلال موقع بلاده لاقتحام الحدود السورية مرارا.

 

وانسحبت القوات الأمريكية من عدة قواعد، بينها عين عيسى وتل أبيض، لتبقى تركيا متواجدة في المنطقة الأمنة على طول الشريط الحدودي مع سوريا، من منبج إلى عين ديوار، وفي المنطقة العازلة في إدلب وفي عفرين. أما الوحدات الكردية، فما زالت تسيطر على أكبر مساحة من الشمال الشرقي من سوريا، وتمتد من منبج غربا إلى الطبقة والرقة شرقا، وباتجاه الحدود العراقية وصولا إلى الحسكة والقامشلي في الشمال.

 

سيواجهون اقتصادًا مدمرًا

 

 وأثارت خطوة الرئيس الأمريكي المفاجئة انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين، لكن بدأ ترامب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق إذ هدد عبر تويتر بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب"، قائلاً "أبلغت تركيا أنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنسانيا .. فسيواجهون اقتصادًا مدمرًا بالكامل".

 

دعوة تدخل المجتمع الدولي

 

ولكن أسرع  أكراد سوريا، بدعوة المجتمع الدولي، إلى التدخل لمنع تركيا من شن هجوم ضد مناطق سيطرتهم، بعد ساعات من تهديدات الرئيس التركي. وطالبت الإدارة الذاتية الكردية في بيان "المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان". كما حثت "الاتحاد الأوروبي والقوى الفاعلة في سوريا بما فيهم التحالف الدولي" الداعم لها "باتخاذ مواقف تحد من التهديد والخطر التركي".

 

وأكدت أن تهديدات أردوغان، المستمرة "خطيرة وتهدد أمن المنطقة واستقرارها". ونددت بصدورها رغم "التزامها بكافة بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة الأميركية وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد".

 

مطالبة أمريكا بالإيفاء بوعدها

 

كما طالب ، شيفان خابوري، ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الولايات المتحدة "بالإيفاء بوعدها في حماية المنطقة، كونها كانت الطرف الضامن في العملية الأمنية الثلاثية الأخيرة، معتبرًا أن الخيارات المتاحة أمام الأكراد، مع انسحاب القوات الأمريكية وتهديدات تركية المستمرة، تتمثل باتخاذ المجتمع الدولي موقفا حازما وبشكل سريع للتصدي للعملية التركية.

وتابع، في تصريحات صحفية له: "إنها معركة وجود، وانطلاقا من ذلك ندعو جميع الأحرار أن يرصوا صفوفهم وأن يخرجوا عن صمتهم في وجه التهديدات التركية وإرهاب أردوغان، الذي يهدد بإنهاء وجود شعب بأكمله، وليس حركة أو حزب كما يدعي".

 

ضرورة إيقاف أردوغان عند حده

 

في سياق متصل، دعا كبير الباحثين الروس في مركز الأمن الدولي، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ستانيسلاف إيفانوف، المجتمع الدولي إلى ضرورة إيقاف أردوغان عند حده فيما يتعلق بسوريا وتهديده للكرد الذين حاربوا داعش، قائلاً في مقال له بعنوان "الرئيس التركي يلبس رداء محارب الإرهابيين"، إن أردوغان الطامح إلى دور سلطان الإمبراطورية العثمانية الجديد، يسعى بإصرار هوسي، إلى إنشاء ما يسمى المنطقة العازلة على الأرض السورية المتاخمة لتركيا.

 

وتهكم إيفانوف، على موقف أردوغان: وكأن مواطني سوريا يشكلون تهديدا لأمن تركيا، متناسياً حقيقة أن الكرد السوريين، على مدى سنوات الحرب السورية لم ينتهكوا مرة واحدة تلك الحدود أو يشنوا أي هجمات على حرس الحدود أو العسكر التركي. على عكس أردوغان الذي قام خلال عمليتين عسكريتين بالقصف الجوي والمدفعي واحتل الأراضي السورية، مؤكدًا أن "أطماع أردوغان في سوريا باتت أكثر وضوحا، وسيكون منطقياً لو يوقفه المجتمع الدولي عند حده".

 

تحذيرات الاتحاد الأوروبي

 

وحذر الاتحاد الأوروبي، من أي عملية تركية ضد قوات يقودها الأكراد في شمال سوريا، وذلك بعد قرار أمريكي مفاجئ بسحب قوات من المنطقة،  وقالت متحدثة في بيان صحفي "في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع، يمكننا التأكيد على أنه، في الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية".

 

كما حذرت الحكومة الألمانية تركيا من شن هجوم عسكري في شمال سوريا، وقالت أولريكه ديمر،  نائبة المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليوم في برلين. "مثل هذا التدخل العسكري سيؤدي كذلك إلى تصعيد آخر في سوريا ". وأظهرت المتحدثة في الوقت نفسه تفهماً للمصالح الأمنية لتركيا في المنطقة الحدودية. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إنه ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، مضيفًا أن موسكو تعلم أن تركيا تشاطرها نفس الموقف إزاء وحدة الأراضي السورية، متابعًا "نأمل أن يلتزم رفاقنا الأتراك بهذا الموقف في جميع الظروف".