تساؤلات كثيرة في العراق بعد أسبوع من الانتفاضة الجامحة بالبلاد

عربي ودولي

من احتجاجات العراق
من احتجاجات العراق



هناك تساؤلات كثيرة بعد أسبوع من الانتفاضة العراقية وسقوط أكثر من 100 قتيل وما يقارب 5000 مصاب، ومن هذه التساؤلات، هل يمكن للمحتجين إسقاط الحكومة وفق الشعارات التي رفعوها؟، أم أن عادل عبد المهدي أقوى من تلك الاحتجاجات وسيعبر بحكومته إلى بر الأمان؟.

قال المحلل السياسي العراقي إياد العناز، اليوم الاثنين، إن "الإنتفاضة الشعبية التي انطلقت في ميادين وساحات وأزقة ومحلات مدينة بغداد والمدن العراقية الأخرى تميزت بعدة صفات، أهمها أنها جاءت من رحم الشعب العراقي ومعبرة عن حقيقة الغضب من العملية السياسية والمواقف اليومية لحكومة بغداد".

وأضاف العناز، "إن الحكومة العراقية التي يقودها عادل عبد المهدي أثبتت عدم قدرتها على التعامل مع الأزمات، التي يعيشها يكابدها المجتمع في كافة الميادين ومنها الفساد السياسي والاقتصادي، الذي أصبح السمة الأساسية التي تتصف بها، بل هي امتداد واضح لجميع حكومات الاحتلال الأمريكي بعد التاسع من إبريل 2003، أي أنها تشكل امتدادا واضحا لمشروع كبير يستهدف أمن وسلامة ومستقبل العراق بالعمل على استنزاف ثرواته وضياع مستقبل شعبه وسرقة أمواله وجعله ضعيفا بين الأمم والشعوب".

وأشار المحلل السياسي إلى أن التظاهرات نادت بصورة صريحة وواقعية بإسقاط النظام السياسي والأحزاب والكتل السياسية الداعمة له واعتبار هذا الهدف من أهم الركائز الأساسية، التي خرج من أجلها المنتفضون، وجاءت رسالة عادل عبد المهدي، التي ألقاها فجر يوم الرابع من أكتوبر 2019، لتؤكد عدم فهم وإدراك لحقيقة المشهد السياسي ولتبين عمق الابتعاد عن حقيقة مكابدة ومظلومية الشعب، واحتوت على عبارات مستفزة وفضفاضة لا تحمل حلولا جذرية بل سعت إلى مقترحات ترقيعية، لكنها لم تنطل على الجماهير المنتفضة التي رفضت الرسالة.

وأوضح العناز، أن المحتجين لم تقنعهم رسالة عبد المهدي، ما دفعهم مع شروق الشمس يوم 5 أكتوبر إلى الإعلان عن استمرار التظاهرات ومواجهة إجراءات منع التجوال والثبات على الأهداف والمطالبات والمناداة بالحقوق والدعوة المستمرة لإسقاط حكومة بغداد، التي أثبت هي وجميع الأحزاب السياسية أنها لا تمثل روح انتماء الشعب العراقي.

ولفت المحلل السياسي، إلى أن "تصعيد التظاهرات والأحداث لن يعمل على تغيير الحكومة بقيادة عادل عبد المهدي لأنها مدعومة من إيران، والتي تحرص على بقائها لأنها سائرة ضمن فلك طهران وهذا ما نراه في جميع التصريحات، التي أتت من الوسط الديني والسياسي الإيراني بعد اندلاع التظاهرات".

ويشهد العراق منذ الثلاثاء الماضي الأول من أكتوبر الجاري، تظاهرات حاشدة في العاصمة بغداد وأكثر من 10 محافظات أخرى للمطالبة برحيل حكومة عادل عبد المهدي، والتي أكملت عامها الأول دون أن يشعر المواطن بأي تحسن كما يقول النشطاء، وقد واجهت القوات الأمنية التظاهرات بالغاز والرصاص المطاطي، إلا أن المتظاهرين يقولون، إنها "استخدمت القناصة والرصاص الحي، مما أودى بحياة أكثر من 100 شخص حتى الآن، وأكثر من 4000 مصاب، وسط غضب شعبي متصاعد وارتفاع سقف المطالب".