الجماعات الإرهابية تستغل الـ "فيس بوك" لغلق صفحات وسائل الإعلام الوطنية

قرار غريب من إدارة موقع الفيس بوك بإغلاق جميع صفحات جريدة الفجر وهي"الفجر، والفجر الرياضى، والفجر الفنى"، دون رجوع إدارة الدعم الفني للموقع التواصل الشهير إلى إدارة الصحيفة، وفشلت كل جهود "الفجر" للتواصل مع إدارة الفيسبوك بشأن ذلك.

 

واتخذت إدارة الدعم الفني هذا القرار بناء على رؤيتهم بأن صفحات الفجر تنتهج "سلوك مزيف منسق"  هو يعتبر التلاعب وتضليل الآخرين، و بالرغم من كون الصحيفة محلية إخبارية مستقلة، كما أن صفحتي الفجر الرياضي والفجر الفني ليس لهما أي علاقة بالسياسة ويقدمان محتوى ترفيهي هادف.

 

اعتمدت تحقيقات الدعم الفني، على إدانة صحيفة الفجر على محتوي فني يغطي مهرجانًا سينمائياً محلياً " مهرجان الجونة" على عكس المحتوى السياسي المذكور في الصفحات الأخرى المحذوفة من قبل فيسبوك.

 

وأوضحت إدارة الدعم الفني "عادةً ما يضع مديرو الصفحة ومسؤولو الحساب منشورات بشأن الأخبار المحلية والمواضيع السياسية بما فى ذلك المحتوى الذى يدعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، وينتقد قطر وإيران وتركيا، والحركة الانفصالية الجنوبية فى اليمن.. على الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذا النشاط حاولوا إخفاء هويتهم، إلا أن تحقيقنا وجد روابط مع جريدة الفجر المصرية".

 

حرب إلكترونية

 

يرى الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن إغلاق صفحات الفجر الالكترونية يرتبط بلجان إلكترونيه وهاكرز تابعة للجماعات الإرهابية، قد استغلت الفيسبوك لتقديم شكاوي إلكترونية لغلق صفحات الفجر او سرقة روابط صفحة الفجر.

 

أضاف فهمي لـ" الفجر"، أن الجماعات الإرهابية تملك خبرات كبيرة في استخدام صفحات التواصل الاجتماعي وخصوصا جماعات القاعدة وداعش، يملكون آليات لتوظيف الانترنت لصالحهم، لبث شائعات ومعلومات مغلوطة والتشويش علي  وسائل الإعلام الموضوعية لمنع نشر الحقائق وتزييفها.

 

أكد فهمي، أن العالم كله يعيش حرب معلوماتية كبيرة وتصارع بين وسائل الإعلام وسوشيال ميديا أصبحت طرف فعال في هذه الحرب، فداعش علي سبيل المثال تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لصالحها وهي تجييد توظيفها في الدعاية وتجنيد.

 

أوضح فهمي، أن جماعات الإرهابية لا تستخدم الفيسبوك كأداة لنشر افكارها فقط ولكن تستخدمه للتشويش علي وسائل الإعلام المصرية وتعتمد علي إرسال بلاغات ضخمة لإدارة الفيسبوك لغلق صفحات الصحف الوطنية التي تعتمد علي الموضوعية ومنها صحيفة الفجر .

 

أكد فهمي،  أن جماعة الإخوان أضعف من أن توثر علي الفيسبوك لغلق الصفحات وكما أن جماعات الجهادية أمثال داعش أكثر قدرة منها علي استخدام الانترنت، مضيفا أن الفيسبوك أصبح أداة للجماعات الإرهابية حيث ترسل بلاغات وتستخدم الهاكرز لكن الفيسبوك نفسه ليس داعم لهم.

 

منصة موحدة

 

من جانبه قال المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات، إن ماحدث لصفحات جريدة "الفجر" هو تصرف سيئ، كما يعبر عن زيادة تاثير موقع التواصل الاجتماعي في مصر.

 

أضاف حجاج أن الجماعات الإرهابية تعمل بنظام منهجي لغلق الصفحات الإلكترونيه التي تنشر حقائق ضدهم، وهي حملة ممنهجة ضد الإعلام الداعم للدولة، فقد حذفوا فيديو من صفحة الإعلاني خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع.

 

وأكد حجاج، أن وسائل الإعلام المصرية تحتاج لحماية منصاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تحتاج إلي تدشين منصات بديلة، مضيفا أن افضل الطرق للنشر علي صفحات وسائل التواصل الاجتماعي هي نشر الموضوعات بمشاركة عن طريق الموقع الالكتروني نفسه لصعوبة غلق الموقع الالكتروني.

 

أشار حجاج، إلي أن مايميز هذه الجماعات والمنظمات هو الفهم الجيد لكيفية استخدام وادارة السوشيال ميديا لصالحهم، فهم يستغلون جهلنا بقضايا التقنية الدقيقة للضغط علي وسائل الإعلام المصرية،

 

اضاف حجاج ، أن وسائل الإعلام المصرية يجب أن تفهم آليات عملهم علي الارض " الموضوع شبه قضية مع محامي، المحامي بيكسب عشان فاهم القانون"، موضحا أن هذه الحرب الإلكترونية غير متكافئة .

 

شدد حجاج علي ضرورة وجود منصة الكترونية عامة موحدة لكل وسائل الإعلام المصرية تضم كل الطاقات والجهود، وتعمل برؤية وأهداف موحدة" مينفعش كل واحد يشتغل لوحده ،بدون نظام لازم نجمع مجهودنا".