"الفجر" تروي الدور الوطني للكنيسة القبطية في حرب أكتوبر

أقباط وكنائس

بوابة الفجر



- الراهبات يتطوعن للتمريض في المستشفيات الحربية

- الكنيسة تحث المسيحيين التبرع للصندوق الحربي

- الكاثوليكية: نحيا أو نموت 


لم تغيب الكنيسة المصرية عن أحداث مصر يومًا، حيث كانت في مقدمة الصفوف الأولى وقت الشدة، فكان رأس الكنيسة البابا الراحل شنودة الثالث يقول دائمًا كلمته الشهيرة "إن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل يعيش فينا".

وشارك الأقباط والكنيسة إخوانهم المسلمين في الكثير من التضحيات لأجل تراب الوطن، وكان موقف الكنيسة القبطية دائمًا في تحفيزها للجنود علي الجبهة إبان نكسة 67 وحرب 73، حيث إنها كانت تشرح موقف مصر وتدعمه خارجيًا من خلال مقاراتها في دول العالم.

ويوضح الأنبا يوحنا قلته، النائب الأسبق لبطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، أن أي حرب في تاريخ مصر لن تنجح إلا في اتحاد المسيحين والمسلمين معًا، مؤكدًا أن حرب أكتوبر كانت نموذج تاريخي في مصر.

ولفت "قلته" في تصريح لبوابة الفجر، الي أن موهبة الشعب المصري وطاقته العظيمة وقت التحدي في حرب أكتوبر كانت تحديًا عظيمًا، قائلًا: "إما نحيا أو نموت"، مؤكدا أن هناك دول كثيرة يأست من الطاقة العربية.

وأضاف: إن حرب اكتوبر تسطيع أن توثق وترصد عشرات البطولات لأبناء جميع فئات الشعب المصري، مشيرًا الي أن مصر العظيمة عندما يتحد أبناءها علي هدف عظيم تصنع المستحيل.

وتابع قائلًا: كانت هناك قيادة عظيمة هي قيادة الرئيس الراحل أنور السادات وكان عظيمًا في عصره عندما ذهب الي مطار تل أبيب في إسرائيل، قاموا الإسرائليون بتسيلح المطار كاملًا فسألهم قائلًا ماهذا، فقالوا إنهم لم يصدقوا إنك تأتي لأجل السلام.


ويوضح الأب أنطون فؤاد، مدرس تاريخ الكنيسة بالكلية الإكليريكية بالمعادي للأقباط الكاثوليك، إن الكنيسة قامت بواجبها الوطني بعد وقوع نكسة حرب 67، حيث قام الأنبا إسطفانوس الأول اللعازري، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وقتها، بزيارة الي الجبهة اكثر من مره، وذلك لتشجيع الجنود ورفع روحهم المعنوية.

وأوضح " فؤاد" لبوابة الفجر، أن الأنبا إسطفانوس الأول، قد قام أيضًا بزيارة الي الجبهة في حرب 1967 وكانت تلك الزيارة يتخللها لقاء أبوي لكل الجنود علي الجبهة.


وأضاف: أن الأنبا إسطفانوس قد قام أيضًا بزيارة الي القصر الجمهورى للإعلان عن دعم الكنيسة القبطية الكاثوليكة بمصر للرئيس انور السادات، مؤكدًا ان الكنيسة القبطية الكاثوليكية قد حاربت إسرائيل على المستوى الفكرى العقدي.

واستكمل الأب أنطون، أن الأنبا إسطفانوس قد بعث وفد من الأباء الكهنة والرهبان والراهبات لقيامهم بعمل لاكثر من زيارة الي المستشفيات الحربية لتقديم الهدايا للمصابين وتشجيعهم ورفع روحهم المعنوية.

وتابع: أن الانبا أسطفانوس الأول قد قام وقتها بأصدار قرار لجميع الكنائس الكاثوليكية بمصر بحث المسيحيين الكاثوليك علي التبرع بالمال بما يعرف بإسم المجهود الحربي اثناء حرب 73 ( الصندوق الحربي).

واستطرد قائلًا: أن بطريرك الكاثوليك وقتها قام بتوجيه جميع الاساقفة بمصر لنداء كل أبناء الطائفه للتبرع بدمائهم للمصابيين، فضلًا عن تقديم بعض المستلزمات لكل المصابيين في المستشفيات، بخلاف عمل الراهبات كتمريض في كل المستشفيات وبعض الاديرة في مدن القناة فتحت لإستقبال مصابي الحرب وقتئذ. 


وقال القس أندرية زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن حرب السادس من أكتوبر كانت الملحمة الكبرى لشعبنا العظيم التي تعكس روح الكرامة الوطنية للمصريين، مؤكدًا اننا حققنا الانتصار بإرادة الشعب وشجاعة قواته المسلحة الباسلة.


فيما يقول كمال زاخر، الكاتب والمفكر القبطي، أن قداسة البابا الراحل شنودة الثالث، قد أصدر اكثر من بيان بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، لدعم الجيش المصري وتحفيز الجنود علي الدفاع عن ارض سيناء.

واكد " زاخر" لبوابة الفجر"، ان قداسة البابا شنودة الثالث، قد قام بزيارة الجبهة مرتين، وقاد خلالها حملة للتبرع، كما كلف قداسته وقتها الانبا صموئيل، اسقف الخدمات بتسليم ما تم جمعه لقيادة الجيش، حيث واصل الاسقف جولاته بين اقباط المهجر لدعم الموقف المصري في المحافل الدولية وجمع التبرعات للمجهود الحربى، واقيمت قداسات للصلاة من اجل مصر في كل كنائس مصر.

وأضاف، أن البابا شنودة الثالث، قد طالب من جميع الكنائس بتقديم تقرير يومي له عما تقدمه من إعانات كما شكل لجنة لجمع التبرعات ولجنة للإعلام الخارجي لمخاطبة كنائس العالم والرأي العام العالمي، مؤكدا ان الكنائس والجمعيات القبطية قد قدمت مبلغ من المال، فضلًا عن تقديم 100 الف بطانية لوزارة الشئون الاجتماعية و30 ألف جهاز نقل دم لوزارة الصحة.