"حالة غليان".. هل تسقط "تظاهرات العراق" الميليشيات الإيرانية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدأ أمس الثلاثاء، تظاهرات عدة في عدد من المدن العراقية، أبرزها العاصمة بغداد، احتجاجًا على الأداء الحكومي خاصة فيما يتعلق بملفات الفساد، وهو ملف طالما تصدر الاحتجاجات العراقية لسنوات، لكن هناك ما يميز هذه المظاهرات على غيرها وربما يعطيها أهمية أكبر.

فقد خرجت جموع غاضبة من الشعب العراقي عبر تنسيق شبابي على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن احتجاجاتها ضد الفساد الحكومي، ووصل سقف مطالبها منذ اليوم الاول إلى استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، منددة بارتهان القرار العراقي بأوامر النظام الإيراني في طهران.

وبعد عام كامل له في السلطة، لم يحقق عبد المهدي تطلعات العراقيين في ملفات مكافحة الفساد وتحسين الخدمات المعيشية، تلك التظاهرات فتحت باب التساؤلات حول إذا ما ساهمت تلك التظاهرات في إسقاط الميليشيات الإيرانية في العراق.

هتافات ضد إيران
وبهذا الصدد، اكدت شبكة العين الإخبارية، أن عدد من المتظاهرين العراقيين، اقتحموا محافظات ميسان وذي قار وبابل وأضرموا فيها النيران، وسط هتافات ضد إيران وتدخلاتها في البلاد.

وقال ضابط عراقي برتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية وفقا لـ"العين الإخبارية"، إن "عددا من المتظاهرين دخلوا إلى مباني المحافظات وأضرموا فيها النيران".

ورفع المتظاهرون في بغداد والمحافظات الجنوبية شعارات تطالب إيران ومليشياتها بالخروج من العراق، وبينها: "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة".

وفي النجف، قال عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي لـ"العين الإخبارية"، إن "الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن إصابة 10 متظاهرين و6 من الأمن".

حظر التجوال
وبعد تصاعد التظاهرات، فرضت السلطات العراقية حظر التجول فى مدن الناصرية والعمارة والحلة جنوبى العراق.

كما نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، عن قائد حرس الحدود قوله اليوم الخميس، إنه تم إغلاق معبرين حدودين مع العراق أحدهما يستخدمه زوار الأماكن المقدسة الإيرانيون بسبب الاضطرابات هناك.

العراق لن تكون ساحة صراعات دولية
وبناء عليه، استدعت وزارة الخارجية العراقية سفير إيران، و أبلغ وكيل وزارة الخارجية العراقية الأقدم عبدالكريم هاشم السفير الإيرانيى الرفض المطلق لما أدلى به الأخير فى تصريح سابق حول استهداف قوات التحالف الدولى العاملة فى العراق، والتى تعمل بطلب الحكومة العراقيّة، وبالتنسيق معها، وتقوم بمهمة التدريب وتقديم الاستشارات للقوات العراقية.

كما أكّد وكيل الخارجية العراقية أنّ بغداد لن تسمح بأن تكون ساحة صراعات دولية، أو أن تكون ممرّاً أو مقرّاً لأى اعتداء يضرُ دول الجوار أو أصدقاء العراق من دول الإقليم والعالم.

وأعربَ عن رفض وزارة الخارجية العراقية للاعتداء على الدبلوماسيين اللذين كانا فى مَهمّةٍ رسميّةٍ في قنصليّة العراق العامّة في مدينة مشهد المقدسة، كما طالبَ في الوقت نفسه السلطات الأمنيّة الإيرانيّة بالتحقيق لمعرفة مُلابَسات الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحدِ من تكرار حوادث الاعتداء على المواطنين العراقيين الذين تربطهم بإيران علاقات أخوية وتأريخية ومصيرية متميزة.

رهن القرار العراقي
وبهذا الصدد، قال المحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر، إن "مظاهرات العراق لم تخرج فقط إحتجاجاً على تردي الوضع المعيشي".

وكتب الزعتر، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تابعها المشهد العربي: "ضاق الشعب العراقي ذرعاً بالإنتهاكات المستمرة للسيادة العراقية".

وتابع: "هذه التظاهرات خرجت تحمل معها البعد العربي برفض المتظاهرين رهن القرار العراقي لإيران أو أي دولة.

حالة غليان
بينما أضاف مشعل أبا الودع الحربي في السياسة الكويتية إن العراق يشهد "حالة من الغليان بعد أن سبب تدخل إيران فيها كوارث في نواحي الحياة كافة، وأثر هذا التدخل على الاقتصاد بسبب نهب إيران ثرواتها، وانتشر الفقر والجوع والبطالة".

وتابع الكاتب "يبقى نظام الملالي ينهب ثروات العراق، ويترك الشعب في فقر مدقع، ورغم أن العراق من الدول النفطية إلا إن شعبه يعاني الفقر والجوع، ولايستطيع الحصول على أبسط حقوقه في حياة آدمية كريمة، وهذا أدى إلى غضب في الشارع وكانت بدايته من البصرة التي رفضت التدخلات الإيرانية في الشؤون البلاد، وخرج الناس ضد أذناب إيران".

بداية عراق جديدة
بينما قال الكاتب والمحلل العراقي جمال جصاني، "تأتي الاحتجاجات الأخيرة وما رافقها من أحداث عنف متبادل بين قوات الأمن والمتظاهرين، لتعكس المأزق الذي وصلت إليه العملية السياسية بعد أكثر من 16 عاما على ما يفترض أنها مرحلة للعدالة الانتقالية، والتي تمهد لولادة عراق جديد آمن ومزدهر ومستقر".

إيران مجرمة
‏ومن جانبه، كتب عماد الدين الجبوري، كاتب وباحث عراقي، تعليقاً على الأوضاع في العراق، قائلاً:" لن يكون مفاجئا، لو أن القوى المتنفذة والميليشيات في العراق، قامت بترتيب مؤامرة لافتعال مواجهات مسلحة مع شباب الانتفاضة، فهذا سيمكنها من أن تقوم بما تعرفه وما تجيده: القتل والقمع وتصفية المطالب العادلة ومن يحملها".

كما أضاف في تغريدة له:" إيران دولة مجرمة تحاول تدمير المنطقة بكل الوسائل وبتدميرها على أي مستوى كان اقصاديا ام عسكريا يعني استقرار المنطقة واستعادة الشعوب لحريتها وكرامتها واسقاط المجرمين القتلة وقطع اذرعها من ‎#العراق سيكون له انعكاس ايجابي على دول المحيط في لبنان اليمن واستقرارها واستعادة الحقوق".