بعد الإنتكاسة الأخيرة.. إخوان تونس يلوحون بتخويف الناخبين

عربي ودولي

إخوان تونس
إخوان تونس


تلقت حركة النهضة الإخوانية في تونس، هزيمة في الدور الأول للانتخابات الرئاسية، مما دفعها إلى تغيير خطابها السياسي واستحضار منطق الثورة وتخويف الناخبين من المصير السياسي المظلم.

 

وحذر رئيس حزب حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، من صدام بين رأسي السلطة في حال فوز حزب "قلب تونس"، برئاسة المرشح الرئاسي نبيل القروي، في الانتخابات التشريعية مقابل فوز قيس سعيد بالرئاسة، ، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "العرب" اللندنية اليوم السبت.

 

وقال رئيس الحركة في مؤتمر صحافي، أمس الجمعة، إن دعم الحزب للمرشح المستقل قيس سعيد في الدور الثاني ضد منافسه نبيل القروي، يصب في خدمة أهداف الثورة، لكنه حذر من فوز محتمل لحزب قلب تونس.

 

ويبدو أن خطاب زعيم النهضة يتنزل في باب تخويف الناخبين من نفق سياسي مظلم قد يحل بالبلاد في حال إقبال الناخبين على التصويت بكثرة لحزب قلب تونس الذي يترأسه المرشح نبيل القروي، فلجأ إلى حث التونسيين على انتخاب حزبه ليكون بمثابة الحزب الذي يعدّل كفة الميزان السياسي ويُنهي الصراع المحتمل بين قيس سعيد ونبيل القروي، حسب تقديره.

 

وفي قوله "إن القوى الرئيسية في الانتخابات ستكون حركة النهضة الإسلامية وقلب تونس"، اعترف الغنوشي بتوجس النهضة وتخوفها من المنافس المباشر لحزبه في الانتخابات التشريعية، كما أراد تنبيه الناخبين لوجود قوتين سياسيتين فقط في البلاد وهما النهضة وحزب القروي، محاولا بذلك تدارك انهيار الحزب الإسلامي وتقلص حجمه السياسي بعد ذوبان خزانه الانتخابي.

 

وتشير كل نتائج الانتخابات التونسية، التي جرت منذ سنة 2011 إلى حدود انتخابات الرئاسة في سنة 2019، إلى تراجع شعبية الحزب الإسلامي في تونس وفقدانه قواعده الشعبية.

 

وكان عدد الناخبين الذين صوتوا لحزب النهضة سنة 2011 في حدود مليون ونصف المليون ناخب وتقلص عام 2019 إلى حدود 400 ألف ناخب.

 

وفي المقابل، حل حزب قلب تونس في استطلاعات الرأي لنوايا التصويت في المقدمة بالنسبة للانتخابات التشريعية، كما يملك رئيسه الموقوف في السجن لتهم ترتبط بفساد مالي، فرصا قوية للفوز بالرئاسة في الدور الثاني.

 

ومع تبريره دعم النهضة لقيس سعيد في الانتخابات الرئاسية بكونه ثوريا، رغم اعتناقه في المدة النيابية 2019-2014 منطق التوافق، مضى الغنوشي في اعتماد الترهيب من سيناريو سياسي مخيف وحذر من غياب الانسجام بين الرئيس والأغلبية في البرلمان إذا فاز سعيد وصوت الناخبون لقلب تونس في التشريعية.

وقال رئيس حركة النهضة "في انتخابات 2014 دعوت إلى التصويت للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ضد المنصف المرزوقي من أجل الانسجام بعد فوز نداء تونس في التشريعية".

 

ويترشح رئيس حزب النهضة للانتخابات التشريعية لسنة 2019 في دائرة تونس سعيا منه لترأس البرلمان التونسي في المدة البرلمانية المقبلة.