من طيار مقاتل لأول رائد فضاء إماراتي.. ماذا تعرف عن هزاع المنصوري؟ (فيديو)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم في تمام الساعة الخامسة و56 دقيقة مساءً بالتوقيت المحلي الإماراتي حدثًا تاريخيًا، حيث يستعد هزاع المنصوري لتحقيق حلمه وحلم بلاده بالسفر إلى الفضاء كأول عربي ينطلق من محطة الفضاء الدولية التي تم بناؤها عام 1998، وتستغرق الرحلة 8 أيام، على أن تكون العودة في الرابع من أكتوبر المقبل.

وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي تفاصيل رحلة المنصوري، حيث سيستقل صاحب 35 عامًا مركبة الفضاء الروسية " سويوز إم 15" والتي من المقرر لها أن تنطلق من قاعدة " بايكونور" بدولة كازاخستان، وتستقبله المحطة الدولية في منتصف الليل بعد ساعتين تقريبًا من التحام المركبة بالمحطة واجتياز اختبارات الأمان.

إماراتي آخر يشاركه الرحلة
ويرافق المنصوري في رحلته كلًا من قائد الرحلة الروسي أوليج سكريبوتشكا، ورائدة الفضاء الأمريكية " جيسيكا مير، بالإضافة إلى طاقم المهمة البديل الذي يضم الإماراتي سلطان النيادي، سيرغي ريزيكوف، وتوماس مارشبيرن.

تجارب علمية
ويشارك رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في إجراء 16 تجربة علمية ضمن مسابقة "العلوم في الفضاء"، بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الأوروبية " إيسا" ووكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، كما سيدرس في 6 تجارب منهم تأثير الجاذبية الصغرى في الفضاء على جسم الإنسان مقارنة بمثيلتها على الأرض.

بالإضافة إلى دراسة مؤشرات حالة العظام وتأثير دينامية السوائل في الفضاء، وملاحظة الاضطرابات في النشاط الحركي لجسم الإنسان، وإدراك الوقت عن رائد الفضاء على متن المركبة الفضائية، ومدى تأثير الحياة في الفضاء على البشر، في دراسة هي الأولى لرائد عربي ومقارنتها مع نتائج رواد الفضاء من جنسيات مختلفة.

علاوة على ذلك فإن المنصوري ينوي اصطحاب الجمهور العربي في جولة تعريفية عن محطة الفضاء الدولية، حيث يشرح أقسامها ومكوناتها للجمهور العربي لتكون مرجعًا علميًا موثقًا بحسب ما أعلنه مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء سالم المري.

نقطة التحول
أتاحت الدعوة التي أطلقها حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ديسمبر 2017، للالتحاق ببرنامج رواد الفضاء الإماراتي عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، الفرصة أمام هزاع بأن يصبح رائد فضاء بعدما عمل طيارًا مقاتلًا لدى القوات المسلحة، حيث استطاع منافسة أكثر من أربعة آلاف شخص.

وبعد اجتياز المقابلات الشخصية والفحصوات الطبية والنفسية، وقع الاختيار على المنصوري ومواطنه سلطان النيادي في التصفيات النهائية، ليكونا ضمن البرنامج المحلي لرواد الفضاء، كما نجحا في نيل إعجاب الشيخ محمد الذي وصفهما بأنهما يمثلان " أوج الطموح الإماراتي".

وفي إبريل الماضي أعلن مركز الشيخ محمد بم راشد للفضاء أن هزاع المنصوري سيكون رائد الفضاء الرئيسي في الرحلة الافتتاحية التي تنطلق غدًا 25 سبتمبر، كأول عربي وإماراتي يصعد إلى الفضاء بعد حقبة الثمانينيات، على أن يكون سلطان النيادي خلفًا له في الرحلة.

الرواد العرب في الفضاء
وسبق المنصوري الأمير السعودي سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، البالغ من العمر 28 عامًا وقتها، والذي سافر إلى الفضاء على متن مكوك الفضاء الأمريكي ديسكفري " STS- 51G" بالتحديد في 17 يونيو عام 1985، وانطلق من مركز كيندي للفضاء بفلوريدا، برفقة رواد من فرنسا وأمريكا.

وكان الهدف الرئيسي من رحلة الأمير السعودي ورفاقه هو المشاركة في نشر ثلاثة أقمار صناعية عربي ومكسيكي وأمريكي على بُعد 320 كم من الأرض، عربسات وموريلوس وتلستار على الترتيب.

وبعد عامين شارك رائد فضاء عربي آخر في مجال الفضاء، وهو السوري محمد فارس الذي يعد أول سوري يذهب في رحلة إلى الفضاء ضمن البرنامج السوفييتي على متن المركبة سويوز إم 3، في 22 يوليو 1987، للمحطة الفضائية "مير" التي احترقت في الغلاف الجوي عام 2001.

ورافق فارس إلى الفضاء اثنين من الرواد الروس في إطار برنامج للتعاون بين سوريا والاتحاد السوفيتي، وكان منير حبيب سوري آخر ضمن المشاركين في الترتيب والإعداد للرحلة، التي شهدت تألق فارس حيث استطاع أن ينجز نحو 13 تجربة علمية على متن المركبة، إضافة إلى عدة أبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية في الرصد الفضائي والاستشعار عن بُعد.