"الليكود في مأزق".. ماذا يحدث حول صناديق اقتراع الانتخابات الإسرائيلية؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يوم الثلاثاء الماضي توجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، كي يدلوا بأصواتهم في الانتخابات التشريعية، حيث تعتبر ثاني انتخابات عامة في أقل من 5 اشهر، فيما تعيش حالة من الترقب قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات، والتي يقف فيها نتنياهو رئيس الوزراء ندًا لرئيس هية أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس.

 

عقد الليكود على وشك الانفراط

 

بحسب ما نشرت الصحف الإسرائيلية، فإن الانتخابات أظهرت فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحصول على أغلبية، الأمر الذي بات يشكل تهديدًا على وجوده، حيث أظهرت النتائج الأولية بعد فرز 90% من الأصوات، أن اليمين الإسرائيلي واقع في موقف حرج، بسبب بعده عن أغلبية الواحد وستين نائبًا، والتي تلزمه بتشكيل حكومة يمينية جديدة، فيما أظهرت النتائج تراجع حزب الليكود إلى 31 مقعدًا مقابل 33 لحزب أزرق أبيض، بينما ارتفعت مقاعد القائمة العربية المشتركة إلى 12 مقعدًا.

 

النتائج الأولية، أعادت إلى ذهن نتنياهو محدودية اختايراته، فإما أن ينجح في تكشيل حكومة وطنية، أو ينحل عقد اليمين وتنفرط كل حباته، ويتلقفها حزب أزرق ابيض بقيادة غانتس، فيما م ينتظر نتنياهو إعلان النتائج حتى بدأ في محاولاته لاستعادة بعض الثقة التي سُلبت منه، مستغلًا مشاركة العرب في حكومة خصمه، قائلًا "لابد أن إسرائيل تحتاج إلى حكومة قوية ومستقرة، حكومة ملتزمة تجاه يهودية الدولة، لم ولن تكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية".

 

 

أثار ردة الفعل التي قام بها نتيناهو، العديد من التساؤلات بالنسبة لمواطني إسرائيل، مبررين موقفهم بأن مستقبل نتنياهو أصبح محل شك، خاصة أنه يواجه اتهامات بالفساد، ومن الممكن أن تكون الأخيرة بالنسبة له، لذا من الممكن أن تكون هذه هي المرة الأخيرة له، لذا يحاول الفوز بأي طريقة ممكنة من أجل الخروج من تلك العباءة، حيث يعد صاحب أطول فترة حكم في تاريخ إسرائيل، فمدة توليه الحكومة بدأت منذ 2009.

 

هل يغير ليبرمان قواعد اللعبة؟

 

هناك احتمال لعدم حصول كل من نتنياهو أو غانتس على فرصة تشكيل الحكومة، فمن الممكن أن يرجح الحزب القومي "إسرائيل بيتنا" الذي يقوده أفيغدور ليبرمان، وهو حزب غير منحاز لأي من العسكريين، وتشير الاستطلاعات أنه من الممكن أن يشغل ثمانية أو عشرة مقاعد في الكنيست، وبالعودة إلى الوراء قليلًا نجد أن ليبرمان تولى منصب وزاري في حكومة نتنياهو، ما وضعه على خلاف معه، لكنه في الوقت ذاته لم يفصح عن موقفه، وكل كلامه يدور عن ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

 

وظهر ليبرمان بأحد اللقاءات التليفزيونية، حيث وقف على نقطة واحدة من كل الأطراف المتصارعة، وأكد على أن الجميع ليس أمامه سوى خيار واحد وهو تشكيل حكومة وطنية واسعة وليبرالية، ولابد وأن تسع الجميع سواء كان من حزب أزرق أبيض والليكود، كما شن حربًا ضد الأحزاب الدينية المتشددة، حيث اتهمها بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل، كما أعلن عزمه على الدفع باتجاه إصدار قانون يضع حدًا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهاجم أيضًا الأحزاب العربية.

 

الناخبون لا ينزعجون من فساد نتنياهو

 

بحسب استطلاعات الرأي، فإن الإسرائيليين يعطون اهتمامًا أكثر للمعيشة وأعبائها، وإن ذلك يتخطى اهتمامهم بمسألة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أنهم لا ينزعجون من الاتهامات التي توجه إلى نتنياهو، خاصة الأفراد الذين يؤيدون حزب اليمين، لكن الخوف عاود الظهور في المشهد مرة أخرى، بسبب الخطوة التي يزمع نتنياهو في أخذها، حيث يسعى إلى الحصول على تشريع يعطيه الحصانة من المقاضاة أثناء ممارسته مهام منصب رئيس الوزراء، والتي ستسمح للحكومات برفض أحكام المحكمة العليا.