بعد مباحثات السيسي وحمدوك.. أهم المحطات التاريخية بين مصر والسودان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء جمهورية السودان، مؤكدًا خلال اللقاء على الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة.
 
وهنأ الرئيس السيسي الدكتور عبد الله حمدوك على توليه منصبه والإعلان عن تشكيل الحكومة السودانية الجديدة، معربًا عن التقدير لنجاح السودان في تجاوز المرحلة الراهنة المهمة من تاريخه وبدء مسار العمل الحقيقي نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني الشقيق في التنمية، مؤكدًا حرص مصر على عودة السودان لدوره الطبيعي في محيطه الإقليمي والعربي والأفريقي، فضلًا عن مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، بما يحقق الرخاء والتقدم لشعبي البلدين، وذلك في إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وشدد السيسي، على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها لإرادة وخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، واستعدادها لتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء في السودان في هذا الخصوص-بحسب ما أكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية-.

مستجدات الأوضاع بالسودان
من جانبه  أكد حمدوك، على التقارب الشعبي والحكومي الراسخ بين مصر والسودان، مشيدًا بالجهود القائمة المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومثمنًا الدعم المصري المخلص، ثنائيًا وإقليميًا ودوليًا، للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الهام الذي يمر به، بما أسهم في تجاوز السودان لصعوبات تلك المرحلة، مع الإعراب عن التطلع للاستفادة خلال المرحلة الحالية من الخبرات المصرية في مجال المشروعات التنموية والإصلاح الاقتصادي وإعادة الهيكلة.

أما عن تطورات الأوضاع في السودان، استعرض "حمدوك"، الجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، معربًا في هذا الشأن عن تقدير بلاده للدور الريادي لمصر بالمنطقة والقارة، لاسيما من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، والذي أفضى مؤخرًا إلى صدور قرار رفع تعليق عضوية السودان داخل الاتحاد، وساهم بالتبعية في دفع الجهود القائمة لمؤازرة السودان على النجاح في تحقيق استحقاق المرحلة الراهنة.

التعاون المشترك
وقد تم التوافق بين الجانبين خلال اللقاء حول استمرار التنسيق المتبادل والتشاور المكثف بهدف دفع التعاون المشترك لصالح البلدين والشعبين الشقيقين عن طريق الاستغلال الأمثل للفرص والآليات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما على مختلف الأصعدة، لاسيما الاقتصادية والتجارية، وكذا الربط الكهربائي والربط السككي، إلى جانب دعم وبناء القدرات السودانية في كافة القطاعات.

ويربط "مصر- والسودان" علاقات تاريخية وطيدة على المستويين الرسمي والشعبي، واللحمة بين البلدين لا تقتصر على الاتصال الحدودي المباشر الذي فرضته الطبيعة"نهر النيل"، بل هناك تواصل قائم على الود بين الشعبين المصري والسوداني اللذان يعتبران وطنيهما، وطن واحد ممتد. ورغم أن السودان تاريخيا يعتبر امتداداً جغرافيا لمصر؛ إلا انه ارتبط رسميا بمصر منذ أن فتحت جيوش محمد علي السودان عام 1820، فمنذ هذا التاريخ أصبح السودان جزء من مصر وصار البلدان دولة واحدة .

المجال الاقتصادي
ويحتل المجال الاقتصادي حيزًا ضخما، حيث يبلغ إجمالي عدد المشروعات المصرية التي حصلت على تصاريح حكومية في إثيوبيا منذ عام 1992 حتى الآن، بلغت نحو 58 مشروعًا، باستثمارات تصل إلى نحو 35 مليار دولار، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

وأضاف الموقع، أن العلاقات بين البلدين تشهد تحسنا ملحوظا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم، وهو ما تسعى البلدين لاستثماره في تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وخصوصًا بعد توقيع وثيقة إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة، في العاصمة السودانية.

العلاقات السياسية
تتصف العلاقات السياسية بين مصر والسودان بمجموعة من الصفات التي تميزها وترسخ منها وتمنحها الصلابة في مواجهة المتغيرات في مقدمة هذه الصفات أن العلاقات المصرية السودانية علي الصعيد السياسي هي ترجمة للعديد من العوامل الأخرى المتجذرة بين البلدين، هي ترجمة لتاريخ مشترك حافل، ولحقائق الجغرافيا الطبيعية والبشرية، وهي ترجمة لروابط الشعبين التي لا يستطيع أحد في أي من البلدين القفز عليها. في الوقت نفسه فإن التشاور والتنسيق السياسي بين مصر والسودان يبدأ من القمة، ففي جميع الحقب والمراحل، كانت العلاقة المباشرة بين القيادتين هي الأقرب والأيسر دائماً، والطريق بين مقر الحكم في كل من القاهرة والخرطوم، لم يكن في أي وقت يحتاج إلى مراحل أخرى أو تمهيد أو وسطاء، وليس أدل علي ذلك من سجل لقاءات القمة بين مصر والسودان في السنوات الأخيرة، فخلال نحو أربع سنوات تم عقد أكثر من 25 لقاء قمة بين رئيسي البلدين، وهو رقم لم يتحقق مطلقاً بين أي منهما وأية دولة أخرى.

السمة الأخرى التي تميز العلاقات بين البلدين في المجال السياسي، هي تنوع وتعدد الملفات المشتركة التي تتطلب تنسيقاً دائماً بين البلدين، ففضلاً عن العلاقات الثنائية متعددة المجالات، فإن هناك الكثير من الملفات والقضايا الاقليمية التي يعد تنسيق مواقف البلدين بشأنها أمراً حيوياً لصالح الشعبين والأمة العربية والقارة الأفريقية والمنطقة بكاملها، في مقدمتها بالطبع ملف مياه النيل، التعاون بين دول حوض النهر لصالح الجميع، ملف الأمن والاستقرار في حوض البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ثم ملف التنسيق بشأن القضايا الأفريقية سواء من خلال الاتحاد الافريقي والمنظمات القارية والإقليمية الأخرى أو من خلال التعامل مع بعض القضايا المؤثرة مثل مكافحة الارهاب والتطرف وغيرها.

أبرز الزيارات المتبادلة
في 27/6/2014 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة للخرطوم، للاطمئنان على صحة الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وتهنئته بنجاح العملية الجراحية التي أجراها ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي خاصة الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين بشأن تلك الموضوعات.

وفي 18/10/2014 قام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بزيارة لمصر استقبله خلالها الرئيس السيسي، وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري، خاصةً في ضوء افتتاح ميناء “قسطل/ أشكيت” البري بين البلدين، وبحث إمكانية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بينهما.

وفي 13/3/2015 قام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بزيارة لمصر، لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، وكان في استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش المؤتمر.

وفي 23/3/2015 قام الرئيس السيسي، بزيارة للسودان للمشاركة في القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية التي دعا لها السودان وشارك فيها رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا ميريام ديسالين، وبحث الرئيسان “السيسي” و”البشير” سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26 بشرم الشيخ واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 27/3/2015. بينما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة السودان للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس السابق عمر البشير، رئيسًا للسودان لولاية جديدة - وقتها-، وعقد الرئيسان اجتماعًا، أكد فيه الرئيس السيسي استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم للسودان من أجل تحقيق المزيد من التقدم والاستقرار، كما استعرض الجانبان تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والأفريقية، في 2/6/2015، كما قام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بزيارة لمصر، للمشاركة في أعمال منتدى أفريقيا 2016 بمدينة شرم الشيخ، التقى به الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش المؤتمر، وبحث الجانبان سبل دعم التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، في 21/2/2016.

وفي 5/10/2016 قام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بزيارة لمصر، لترؤس وفد بلاده في أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان، حيث منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال هذه الزيارة وسام "نجمة الشرف"، تقديرًا لمشاركته بالوحدات العسكرية السودانية، التي خدمت على جبهة القتال في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.

وفي 10/10/2016 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة للسودان، للمشاركة في الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني، عقد خلالها الرئيس السيسي، جلسة قصيرة مع رؤساء السودان وموريتانيا وتشاد وأوغندا، على هامش المؤتمر الختامي للحوار الوطني بالسودان، و في 18/3/2018 قام عمر البشير، بزيارة لمصر، استقبله الرئيس السيسي. وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين في كافة المجالات بما يُسهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين، وفي 19/7/2018 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للسودان، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، وكافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، و في 25/10/2018 قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية إلى الخرطوم، واستعرضت القمة بين الرئيسين سبل تعزيز علاقات البلدين في المجالات كافة وجعلها نموذجًا للتعاون والتكامل في العالمين العربي والأفريقي، وفي 6/11/2018 التقي الرئيس السيسي، فيه عمر البشير، في مدينة شرم الشيخ، لحضور ختام المؤتمر الدولي للشباب.