تعرف على سر تمثال "جالوت الصارخ" في قصر البارون وصعوبات ترميمه

أخبار مصر

رأس التمثال الصارخ
رأس التمثال الصارخ في قصر البارون


جنبات قصر البارون تصرخ بالغرابة والتفرد في كل تفصيلاتها الزخرفية، وسماتها المعمارية، سواء كانت تماثيل أو غيرها من العناصر التي تتميز بكونها كلها جديدة على البيئة المصرية.

قالت الدكتورة بسمة سليم مدير قصر البارون، إن البارون إمبان حرص على تميز قصره، سواء في اللون أو المقتنيات، وأحد أبرز التماثيل التي عثرنا عليها أسفل السلم المؤدي لبدروم القصر، وكان أحدهم قد وضع رأس تمثال من الرخام لعمل سنادة للباب.

وقمنا بنقل الرأس لداخل القصر وبدأنا عليه دراسات لترميمه، ومعرفة لمن التمثال، واكتشفنا أن التمثال يحكي قصة انتصار داوود "ديفيد" على جالوت، حيث من المفترض وجود جسد تمثال كامل يقف بقدميه التين تظهران في الصورة.

والرأس هي لجالوت الذي يصرخ بسبب قدمي داوود فوق رأسه، والتمثال يشرح انتصار الخير على الشر، وأضافت سليم أن الجسد موجود وقد عثرنا عليه أيضًا في مكان آخر من القصر ملقى بإهمال، وتم نقله وعمل الترميمات اللازمة له.

وأشارت سليم إلى أن الدراسات جارية حاليًا لبحث إمكانية وضع جسد التمثال فوق الرأس حيث وجد المرممين صعوبة في توصيل ذلك بالطرق المعتادة وهو ما سيحتاج ابتكار هاص لإنجاز هذه المهمة.

والتمثال من صنع النحات أنتونان مرسيه وهو أستاذًا للفنان مختار، والتمثال له طبق الأصل من البرونز في متحف أورساي، وتم نحته عام ١٨٧٢م.

والبارون بدأ بناء القصر عام 1907 وتم الانتهاء منه في 1911م وتبلغ المساحة الإجمالية للأرض 12.500 متر مربع يتوسطها مبنى القصر، وقد تم تسجيله في عداد الأثار الإسلامية بقرار من مجلس الوزراء رقم 1297 لعام 1993 م.

ويتكون القصر من طابقين وبدروم وتحيط به حديقة واسعة، يغلب عليه الطابع الهندوسي وخصيصًا زخارف واجهات القصر الخارجية، وتكسو واجهات القصر الأربعة العديد من التماثيل الهندية التي تمثل الألهة والأرباب وحراس البوابات.

وشهد قصر البارون أمس توقيع اتفاقية تفاهم ما بين مصر وبلجيكا لترميمه وإعادة توظيفه، حيث وقع وزيرا الآثار ووزيرة الاستثمار اتفاقية تعاون مع سفيرة بلجيكا بالقاهرة، وذلك فيما يتعلق بالمشروع، وتفقد الوزيران والسفيرة معالم القصر من الداخل حيث أبدت الوزيرة إعجابها بزخارف القصر العديدة والتي تراها لأول مرة.

وأطلع وزير الآثار وزيرة الاستثمار وسفيرة بلجيكا على حجم الانجاز في القصر، حيث تم انجاز ما يقرب من 85% من أعمال ترميم القصر، ومن المقرر أن يتم افتتاح خلال شهر أكتوبر، حيث تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف القصر وترميمها وتشطيب الواجهات والعناصر الزخرفية الموجوده به، واستكمال النواقص من الأبواب والشبابيك.

كما تم الانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبيه والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسى والتمثال الرخامي بالموقع العام، وقد بلغت تكلفة أعمال المشروع ١٠٠ مليون جنية مصري.

والاتفاقية تأتي في إطار ترميم وإعادة توظيف قصر البارون والتي تصب في صالح أعمال تطوير وترميم القصر، ووزارة الآثار تسابق الزمن بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنجاز مشروع ترميم قصر البارون.

وتدرس الوزارة بالتعاون مع سفارة بلجيكا في القاهرة إعادة توظيف القصر فور الانتهاء من أعمال ترميمه، ويشمل المشروع إقامة معرض تراثي عن تاريخ حي مصر الجديدة وهيليوبوليس عبر العصور بالتعاون مع السفارة وجمعيات المجتمع المدني.

وطبقًا لمقترح المشروع سيشمل المعرض مجموعة متنوعة من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط، والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة "هيليوبوليس والمطرية" عبر العصور المختلفة بالإضافة إلى أهم معالمها التراثية، ومجموعة متنوعة الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.