رسالة من المفتي بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار

أخبار مصر

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية


أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية وكافة الشرائع السماوية تدعو إلى حفظ النفس وحمايتها وتحرِّم قتل النفس وإزهاق الروح، أو حتى إتلاف عضو من أعضاء الجسد أو إفساده.

وقال المفتي في كلمته اليوم الثلاثاء بمناسبة "اليوم العالمي لمنع الانتحار" الذي يوافق 10 سبتمبر من كل عام: إن الانتحار حرامٌ شرعًا لما ثبت في كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين، فقال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». 

وأضاف مفتي الجمهورية: لم يقتصر الأمر على التحذير من قتل النفس فقط، بل حرَّم الله تعالى كل ما من شأنه أن يهلك الإنسان أو يلحق به ضررًا. وشدد فضيلة المفتي على أن الانتحار من كبائر الذنوب، وهو حكم ثابت في الكتاب والسنة، وأجمع المسلمون قاطبة على ذلك.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن المحافظة على النفس مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقال المولى عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية الغراء تدعو إلى حفظ الكليات الخمس وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، وهذه الكليات هي التي اتفقت جميع الأديان السماوية وأصحاب العقول السليمة على احترامها، وقد أجمع أنبياء الله تعالى ورسله من عهد سيدنا آدم عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب حفظها.

يذكر أن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن ما يقارب 800 ألف شخص يلقون مصرعهم كل عام بسبب الانتحار، مقابل كل حالة انتحار هناك الكثير من الناس الذين يحاولون الانتحار كل عام، ويعتبر الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، وتستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 79% من حالات الانتحار في العالم – حسبما تشير الإحصاءات العالمية.

أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، مؤشر الإرهاب الأسبوعي الذي يقوم بالرصد والبحث والتحليل لكل ما يتعلق بالعمليات الإرهابية حول العالم، وأشار المؤشر هذا الأسبوع إلى وقوع (24) عملية إرهابية نفذتها (5) مجموعات إرهابية ضربت (9) دول مختلفة نتج عنها سقوط (328) شخصًا ما بين قتيل ومصاب.

وقال المؤشر إن (أفغانستان) جاءت في المرتبة الأولى على المؤشر لهذا الأسبوع بواقع 7 عمليات إرهابية نفذتها حركة "طالبان" وذلك بما نسبته 29% من عدد العمليات الكلي البالغ 24 عملية، وكان أشد هذه العمليات فتكًا تلك التي وقعت يوم الاثنين الماضي وأسقطت ما يقارب من 140 شخصًا ما بين مصاب وقتيل في منطقة القرية الخضراء، والمعروف بأنها تشهد انتشارًا للكثير من الجاليات والشركات الأجنبية في أفغانستان، حيث سبق أن نفذت الحركة هجومًا مشابهًا في يناير من هذا العام نتج عنه سقوط ما يقارب من 100 شخص ما بين قتيل ومصاب.

ولعل تفسير التصعيد في ذلك الوقت هو أن هناك تخوفات من أن يؤدي الاتفاق حول وقف العنف في البلاد إلى حدوث انشقاقات داخلية من الفصيل الرافض لهذا الاتفاق، ولذلك تريد الحركة أن تثبت أنها سائرة على نهجها في العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى أن ذلك سيحقق لها مكاسب على الأرض في إطار المفاوضات التي تجرى معها لإنهاء حالة الصراع الذي تشهده أفغانستان.

وذكر المرصد أن (العراق) حل في المرتبة الثانية بواقع 5 عمليات إرهابية بما نسبته 21%، نفذ تنظيم "داعش" منها 4 عمليات إرهابية بينما سجلت عملية ضد مجهول.

وكانت العملية الإرهابية الأغرب في العراق تلك التي استخدم فيها "داعش" "بقرتين مفخختين" في محافظة ديالي شرق البلاد؛ مما أسفر عن إصابة شخص بجروح، ولعل هذا الأسلوب المتبع من قِبل عناصر التنظيم في العراق ليس بجديد، حيث سبق أن أشير إلى أن العراق في الفترة من عام 2003 وحتى 2009 شهد استخدام الحيوانات في تنفيذ العمليات الانتحارية وتحديدًا من قِبل تنظيم "القاعدة" هناك، كما أن أفغانستان شهدت استخدام الحيوانات من قِبل مجموعات لتنفيذ عمليات إرهابية على مواقع تابعة للقوات الأمنية.

وأوضح المؤشر أن (الصومال) حلت في المرتبة الثالثة بواقع 4 عمليات إرهابية بما نسبته 17% نفذتها حركة "الشباب"، حيث شهد المؤشر هذا الأسبوع تصاعدًا في العمليات الإرهابية بالصومال عن الأسبوع الماضي الذي شهدت فيه البلاد عملية إرهابية واحدة.

وبشكل عام تعاني الصومال من تصاعد في عمليات العنف وبخاصة من قبل حركة "الشباب" التي أشارت إحدى الدراسات إلى أنها واحدة من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، فقد حلت الصومال في المرتبة الثانية على مؤشر الهجمات الإرهابية بأفريقيا لعام 2018 بعد نيجيريا؛ نتيجة لتصاعد قوة الحركة وغيرها من الأعمال العنيفة.

وأفاد المرصد أن (سوريا) حلت في المرتبة الرابعة على المؤشر لهذا الأسبوع بواقع 3 عمليات إرهابية نفذ تنظيم "داعش" منها عمليتين، بينما سجلت الأخيرة ضد مجهول، كان أخطر تلك العمليات تلك التي نتج عنها مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 11 آخرين بجراح متفاوتة، بعد انفجار دراجة نارية مفخخة في سوق شعبية بمدينة أعزاز، بريف حلب الشمالي.

وشهدت كل من (باكستان، بوركينافاسو، بنجلاديش، مالي، نيجيريا) عملية واحدة على المؤشر لهذا الأسبوع، فقد تراجع الإرهاب في نيجيريا لهذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي الذي شهد 3 عمليات إرهابية نفذتها عناصر "بوكو حرام" حيث إن الجماعة غالبًا ما تركز هجماتها على المزارعين والرعاة متهمة إياهم بتزويد الجيش بالمعلومات. وتنشط جماعة "بوكو حرام" التي أعلنت ولاءها لـ"داعش" في شمال شرق نيجيريا حيث أسفرت هجماتها المستمرة منذ نحو عقد عن مقتل ما يفوق 27 ألف شخص وتشريد ما يزيد عن المليونين.

واستمر تنظيم "داعش" في الحفاظ على مرتبته كأكثر التنظيمات الإرهابية نشاطًا للأسبوع الثاني على التوالي بواقع 7 عمليات كان قد نفذها التنظيم الأسبوع الماضي وهو نفس العدد الذي نفذه التنظيم هذا الأسبوع، فالتنظيم لا يزال قادرًا على شن عمليات إرهابية في سوريا والعراق بالإضافة إلى دول أخرى بالرغم من أن هناك قيودًا مالية قد فرضت على التنظيم ولكنه لا يزال قادرًا على تمويل عملياته وخلاياه النائمة.

واختتم المؤشر بيانه بالإشارة إلى أن المدنيين كانوا الأكثر تعرضًا للإرهاب لهذا الأسبوع بواقع 12 عملية إرهابية بما يشكل نسبته 50% من العمليات الإرهابية، وهذا يعود إلى أن الرغبة في إحداث الزعر من قِبل هذه الجماعات تدفعهم عادة إلى استهداف المدنيين.

فعادة ما يتحمل المدنيون الكثير من الأعباء التي لا تتمثل فقط في القتل والترويع بل يصل الأمر إلى حد الوصول إلى الصدمات النفسية بسبب ما يشاهدونه من عنف، بالإضافة إلى الآثار المالية التي يعاني منها من فقدوا أحد أفراد عائلتهم، خاصة إذا كان رب الأسرة.

فقد أشارت إحدى الدراسات عام 2017 عن الفئات الأكثر تعرضًا للإرهاب، إلى أن أكثر من 50% من العمليات التي قامت بها الجماعات الإرهابية استهدفت مدنيين، وكانت هذه الجماعات هي "بوكو حرام" في نيجيريا والكاميرون والنيجر، "داعش" في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، "أنصار الإسلام" في مالي وبوركينا فاسو.