"الشبكة لا تقل عن 100 جرام".. تمسك الأهالي بـ"العادات والتقاليد" يجهض مبادرات تيسير الزواج ببني سويف

محافظات

الواجبات فى تقاليد
الواجبات فى تقاليد العرس


لكل محافظة عاداتها وتقاليدها فى إتمام مراسم الزواج بين عائلاتها، ومحافظة بني سويف لها من العادات التى تختص بها قري ومراكز المحافظة، التى لازالت تتمسك بها والتى يصعب على الكثيرين من أهلها مهمة تجهيز الفتايات نظرًا للحالة الإقتصادية التى تمر بها جميع المدن والقري المصرية فى السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك فمعظم قري المحافظة متمسكة بتقاليدها وأصول مراسم إتمام الزواج وما يعقبه من تكاليف باهظة، تدفع فى بعض الأحيان أن يعرض والدي العروسين، إلى بيع أرضه حتى يتمكن من إتمام الزيجه.

شبكة العروسة
أهالى قري المحافظة ما زالوا يتفقون فيما بينهم على "شبكة العروسة" التى تُحسب بالجرامات وليست بالمبالغ المالية، على الرغم من صعوبة المعيشة، وإنتشار البطالة بين الشباب إلا أن مشروع شبكة الفرح من الخطوط الحمراء التى ترفض الأسر خاصة الريفية التفاوض عليها، وأصبح الصراع على من هى أغلى شبكة داخل القرية والعائلة، فالحد الأدني لها 100 جرام وليس لها حد أقصي، فأحيانًا تصل لـ300 و500 جرام، حسب قدرة أسرة العريس.

الواجبات الأسبوعية

من أهم هذه العادات والتقاليد، إستمرار تمسك أهالى بعض القري بإهداء العروس نصف ما يقدم العريس "شبكة" للعروس، فضلًا عن ما يسمي بـ"الواجبات الأسبوعية" والتى يشترط أن تتكون من خروف بلدى وأجولة كاملة من الدقيق والسكر والأرز.. الخ، وتقدمه أسرة العروس للعريس وأسرته صباح كل "خميس" ولمدة 3 شهور عقب حفل الزفاف، على أن تنتهى الشهور الثلاث بمقابلة رجال عائلة العروس لإبنتهن بتوجههم لمنزل الزوجين يحملون الواجب "مضاعفًا" يتقدم رأس ماشية "عجل أو بقرة" جاهزة للذبح.

ظاهرة العنوسة

إنتشار ظاهرة العنوسة، بسبب المغالاة فى الشبكة، دفع عددًا من شباب المحافظة فى تدشين مبادرة "بلاها شبكة" ولاقت المبادرة إستجابة الأهالى بعددًا من قري المحافظة، بهدف تخفيف نفقلت المقبلين على الزواج والحد من المشكلات التي تتسبب في تأخير سن الزواج، ومواجهة الظاهرة، خاصة مع الإرتفاع المتواصل فى أسعار الذهب، وبدأت عائلات القري فى الإتفاق بينهم على تكاليف الزواج التى تجنبت شراء الذهب، وأكتفت بـ"دبلة وخاتم" وتدوين ما يتم الإتفاق عليه بقائمة الزواج، بعد أن أقتنع كبار العائلات بالموافقة على المبادرة للتيسير على الشباب المقبلين على الزواج.

بلاها شبكة
أما محمود موسي، موظف بالزرعة، أحد المستجيبين للمبادرة، فأكد أنه منذ متابعته "بلاها شبكة" وبدأ في التفكير في كيفية توعية المواطنين بالفكرة عمليًا "حبيت أطبق الفكرة على نفسي أولا وقررت تنفيذها على ابني أحمد بالاتفاق مع والد عروسته، على إلغاء الشبكة والتسهيل في نفقات الزواج، وعقد قرانهم وسط سعادة أهالى القرية بالمبادرة وإشادتهم بموقفي الداعم لها، مؤكدًا أن أهالى قريته أتفقوا على إلغاء شراء الذهب والاستعاضة عنه في بخاتم فقط في الخطوبة، وإلغاء حفل الزواج ومشتملاته، فضلًا عن التشاور فى إلغاء "الواجبات والنيش والكعك والبسكويت" والدي جي" فضلًا عن الإتفاق على ألا يتعدي مبلغ مؤخر الصداق الـ15 الف جنيه.

أهالي القرى
أما مينا عادل، بائع بمحل مجوهرات ذهبية، فأكد أن الإستجابة لتلك الحملات يعتبر محدود جدًا، رغم أن فكرتها جيدة جدًا، ولكن تنفيذها صعب للغاية في ظل تمسك الأهالي بالعادات والتقاليد، خاصة في ظل وجود أصحاب رأي وهم كبار السن ووالدة العروس التي تتحكم في هذا الأمر "إحنا بنتكلم كتير وعند الجد مبنعملش بالكلام ده" مشيرًا إلى أن الأهالي لن تلتزم بتلك المبادرات، وهناك اختلاف بين بعض القرى والبعض الآخر، لافتًا إلى أن سكان المدينة لا يشترون الذهب بكميات كبيرة مثل القرى، فالمشكلة الكبرى تكون عند أهالي القرى.

رأي الدين
وقال الشيخ بشير شحاته، القيادي بمديرية الأوقاف ببني سويف، "إن الشبكة دائمًا تقف حائلًا كبيرًا بين الشباب والإقدام على الزواج"، مشيرًا إلى أن الأحاديث النبوية تؤكد أن "الشبكة" ليست شرطًا أساسيًا من شروط إتمام الزواج، لافتًا إلى أنه يتواصل مع الوزارة لتخصيص خطبة الجمعة عن هذا الموضوع، مطالبًا الأهالى بالتعاون فيما بينهم لتخفيض تكاليف الزواج للتيسير على الشباب ومواجهة ظاهرة العنوسة التى بدأت تستشري فى المجتمع السويفي.