كنيست الاحتلال: سنعلن السيادة الإسرائيلية على مدينة الخليل الفلسطينية

عربي ودولي

مدينة الخليل
مدينة الخليل


أكد  يولي أدلشتاين، رئيس الكنيست الإسرائيلي، على فرض السيادة الإسرائيلية على الخليل وستجعلها من المدن الهامة في إسرائيل، حيث جاء ذلك خلال تصريح أدلشتاين أثناء كلمة ألقاها في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، ظهر اليوم الأربعاء؛ بحسب الموقع الإلكتروني "I24NEWS".

وألقى يولي أدلشتاين، رئيس الكنيست الإسرائيلي، وفقاً لوكالة "سبوتنيك"، كلمته أثناء المراسم الرسمية لإحياء ذكرى مرور 90 عاما على أحداث 1929 التي قتل خلالها 67 يهوديا في الخليل.
وأضاف أدلشتاين: 

بعد مرور تسعين عاما على أحداث 1929، علينا القول بصوت واضح: حان الوقت بأن يتسع الحي اليهودي في الخليل وأن يتضاعف. حان الوقت أن تصبح زيارة الحرم الإبراهيمي أمرا في غاية السهولة والراحة والطبيعي للغاية.  

وفي السياق نفسه، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس الثلاثاء، بيانا للتعليق على ما يتردد من نية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة مدينة الخليل وبلدتها القديمة والحرم الإبراهيمي، اليوم الأربعاء.

وأدانت الخارجية الفلسطينية الزيارة التي كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، محذرة من مخاطر وتداعيات الزيارة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وطالبت الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي ومنظماته وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، بالتدخل لمنع زيارة نتنياهو لمدينة الخليل، وتحميل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن تداعياتها.


ما لا تعرفه عن مدينة خليل الرحمن
تعتبر مدينة الخليل من أقدم المدن الفلسطينية وأكبرها مساحة، وأعرقها حضارة، سميت بهذا الاسم نسبة إلى خليل الله إبراهيم عليه السلام الذي سكنها عام 1800 قبل الميلاد، وفقاً لتقرير أعدته "دنيا الوطن".

تقع المدينة جنوب الضفة الغربية، ويحدها من الجهة الشمالية مدينة بيت لحم، ومن الجهة الجنوبية  مدينة بئر السبع، ومن الجهة الشرقية الأغوار وأريحا، ومن الجهة الغربية قرى شمال شرق غزة وقراها المهجرة عام 1948.

اقتصادياً، تعد الخليل أنشط المدن الفلسطينية من ناحية الاقتصاد والتجارة، بسبب كثرة أسواقها، وتوافد الناس إليها.

ودينياً تعتبر الخليل من الأماكن المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث.

جغرافياً، تقع في أقصى جنوب الضفة الغربية، على بعد 35 كم عن مدينة القدس، ومساحتها 42 كم، وترتفع عن سطح البحر 860 – 1020 متر.

الخليل عبر التاريخ:
عمر المدينة طويل جداً، فالخليل من أقدم مدن العالم المأهولة، فأصل المدينة في منطقة تل الرميدة قبل أكثر من 6000 عام، أي في القرن الألف الخامس قبل الميلاد، وبالتحديد في العصر الحجري النحاسي.

وفي العصر البرونزي القديم 2700 قبل الميلاد، كانت الخليل كنعانية مسورة، وتسمى "كريات أربع"، نسبة إلى الملك العربي الكنعاني (أربع بن عناق)، أو يقال لأنها كانت مبنية على أربع تلال.

يقول الدكتور أحمد الرجوب المدير العام في وزارة السياحة والآثار في مدينة الخليل بالنسبة لأهمية الخليل الدينية لمراسلة دنيا الوطن: "لقد اكتسبت الخليل أهميتها الدينية من زيارة إبراهيم عليه السلام لها، حيث يعتقد أنه اشترى مغارة وبنى عليها المسجد الابراهيمي، وفيه تم دفنه وزوجته سارة، واسحق ويعقوب وزوجاتهم عليهم السلام، وفيما بعد أُحضرت رفات يوسف عليه السلام ودفنت في نفس المنطقة.

كانت المدينة في ذاك الوقت مسورة بأسوار عاليه لحمايتها، وبعد عام 1500 قبل الميلاد هجر تل الرميدة لتغييرات سياسية طرأت على المنطقة، ولكنهم عادوا إليه في العصر الحديدي الثاني.

احتل الملك هيرود الأدومي العربي مدينة الخليل، فبنى جدران الحرم، وبنى حول القبور (الحير) لحمايتها.

ثم انتزعها البيزنطيون منه، وفتحوا أول منفذ في الحير الهيرودي، واستعمل الحرم ككنيسة آنذاك، إلا أن الغزو الفارسي بعد ذلك هدم أغلبية الكنائس والأديرة، وبقيت الخليل تحت الاحتلال الفارسي حتى الفتح الإسلامي.

في العهد الإسلامي أُوليت المدينة عناية خاصة كونها مقدسة، وانتقل السكن من منطقة تل الرميدة إلى منطقة الحرم الإبراهيمي، وفي العهدين الأموي والعباسي بنيت الحارات بشكل مبدئي.

في العام 1167 م سيطر الصليبيون على الخليل كما باقي بلاد الشام، لغاية معركة حطين عام 1187، واستعادتها من قبل صلاح الدين الأيوبي، وفي ذاك الوقت نقل منبر عسقلان إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، ويعتبر المنبر تحفة نادرة بعد حرق منبر المسجد الأقصى.

في الفترة المملوكية تطورت الخليل بشكل كبير، حيث بنبت الحارات بشكلها الموجود الآن.

ومن الملاحظ أن البيوت بنيت بشكل يوفر لها الأمن والأمان، حيث صممت بدون أبواب إلا باب واحد يطل على "حوش" الحارة، والحارة كلها مرتبطة "بالحوش" الوحيد لها، ذو البوابة والقوس المميزين لكل حارة.

وبقيت المدينة منارة تطور عمراني وديني واقتصادي وثقافي للحكم العثماني وما بعده.

الخليل والاحتلال الإسرائيلي:
احتلت دولة الاحتلال مدينة الخليل في 5/6/1967، كما باقي المدن الفلسطينية. ومنذ لحظة احتلالها سعت دولة الاحتلال إلى تقسيم المدينة إلى قسمين، وتقسيم الحرم الإبراهيمي كذلك إلى منطقتين، وبناء أكبر عدد ممكن من البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة ومحيطها، بالإضافة إلى قرية "كريات أربع" جنوب المدينة.

الخليل المدينة الوحيدة التي تحوي في داخلها بؤرا استيطانية، وهي خمسة: مستوطنة تل الرميدة، والدبويا، وأسامة بن منقذ، وسوق الخضار، والاستراحة السياحية قرب الحرم الإبراهيمي، بالإضافة إلى "كريات أربع" و "خارسينا".

ومنذ احتلالها وإسرائيل تنتهج عدداً من السياسات العنصرية لتفريغ سكان البلدة القديمة منها، فمثلاً شرعت إلى مصادرة العديد من البيوت والمحال التجارية بالضغط على أصحابها بهجمات المستوطنين الدائمة، وإغلاق شوارع رئيسية كشارع الشهداء الذي كان يمثل شريان الحياة بالنسبة لمدينة الخليل.

وفي عام 1994 ارتكب المستوطن باروخ غولدنشتاين مجرزة في الحرم الإبراهيمي، بإطلاق النار على المصلين في الحرم، حيث راح ضحية هذه المجزرة 29 شهيداً، بالإضافة إلى الكثير من الجرحى.

هذه السياسات أدت إلى تفريغ البلدة القديمة من سكانها، وإغلاق عدد كبير من محالها التجارية، ولكن وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع لجنة إعمار الخليل وبلدية الخليل ما زالوا يكرسون جهودهم لإعادة نبض الحياة إلى البلدة القديمة.

يتابع الرجوب قائلاً: "نحن في وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع الجهات المختصة افتتحنا مجموعة من مكاتب الوزارات في البلدة القديمة كمكتب وزارة العمل والسياحة والشؤون الاجتماعية ومركز للاستعلام السياحي، وعملنا على ترميم حمام سيدنا إبراهيم، وبعض المرافق لأجل الخدمة السياحية، بالإضافة إلى تقديمنا الدعم لأصحاب المحال التجارية للصمود في وجه ضغوطات الاحتلال لطردهم، وإغراءات المستوطنين لبيع عقاراتهم."

اقتصاد المدينة:
تشتهر مدينة الخليل منذ القدم بالصناعات اليدوية، كالخزف والفخار والزجاج والجلود والأحذية والصنناعات الخشبية والهدايا والصناعات الغدائية والحلويات. لذا سميت كل حارة باسم صناعة من هذه الصناعات، مثل حارة القزازين (نسبة إلى تجار الزجاج)، والدباغين (نسبة إلى تجار الجلود والأحذية)، وسوق اللبن، وسوق العطارين.

وتشتهر  الخليل بالزراعة، فأرضها خصبة، وتكثر فيها زراعة العنب والتين والمشمش والزيتون والحبوب، وغيرها العديد من المحاصيل الزراعية.

كما وتشتهر بالأسواق الكثيرة، وتجارها من أهم وأمهر التجار في فلسطين، ولكن مضايقات الاحتلال المستمرة أدت إلى إغلاق الكثير من المحال التجارية، خصوصاً في البلدة القديمة وشارع الشهداء.- 

مناطق مدينة الخليل:
تقسم مدينة الخليل إلى منطقتين، وهي البلدة القديمة والجديدة، والمنطقة الجديدة مقسمة إلى عدة أحياء وهي: باب الزاوية، عين سارة، راس الجورة، وادي التفاح، حي الرامة، مفرق الجامعة، قيزون، نمرة، ضاحية الزيتون، وادي الهرية، المسكوبية، والحاووز، وغيرها من المناطق.

وتشهد هذه المناطق عمراناً سكانيا كبيراً، نظراً لهجرة عدد من سكان مناطق البلدة القديمة إليها بعد طرد الاحتلال لهم، ومصادرة بيوتهم بالقوة.

العائلات:
يقول الدكتور نعمان عمرو خبير في التاريخ مدير فرع جامعة القدس المفتوحة في الخليل لمراسلة دنيا الوطن: "عائلات الخليل تقسم إلى قسمين حسب أصلها، قسم أصيل، وقسم وافد، والقسم الوافد قدم للخليل مع فتوحات صلاح الدين الأيوبي كعائلات الكردي، وبعضها الآخر حضر لطلب العلم وإنشاء التكايا والزوايا كعائلة القواسمة".

ومن عائلات الخليل الأخرى: الجعبري، القواسمة، السعيد، الكردي، الدويك، أبو سنينة، المحتسب، الفاخوري، الحلواني، الحرباوي، الهيموني، أبو ماضي، الهشلمون، سدر، الطويل، الزغير، الحموري، الشرباتي، أبو ارميلة، أبو ميالة، الناظر.

معالم المدينة:
مدينة الخليل غنية بالمعالم الدينية والتاريخية والسياحية، التي تشجع على زيارتها.

الحرم الإبراهيمي: ويقع في البلدة القديمة والمنطقة الجنوبية لمدينة الخليل، وفيه مقامات وأضرحة لإبراهيم واسحق ويعقوب عليهم السلام وزوجاتهم.

وعند احتلال مدينة الخليل قسمت دولة الاحتلال الحرم الابراهيمي إلى قسمين، قسم لليهود بنسبة 65% من مساحة الحرم، و35% للمسلمين.

ويعاني المسلمون من مضايقات عديدة في منطقة الحرم الإبراهيمي، متمثلة في المعاناة على بوابات التفتيش قبل دخول الحرم، والمضايقات المستمرة من المستوطنين الذين يمرون من أمام الحرم باتجاه الجزء الذي قسم لهم، كما ويمنع الأذان في بعض الأحيان داخل الحرم، بحجة إزعاج المستوطنين اليهود.

بالإضافة إلى وجود العديد من الأماكن السياحية والدينية والأثرية الأخرى، مثل: بركة السلطان وتكية إبراهيم وكنيسة المسكوبية ورامة الخليل وغيرها العديد.

 مدينة الخليل ذات حضارة قديمة جداً منذ الأزل، ولم يستطع أي احتلال إلغاء هذه الحضارة أو محو معالمها، فبقايا الحضارات ما زالت ماثلة للعيان في العديد من المناطق، وهذا يدل على أحقية وجود الشعب الفلسطيني في المدينة، ويثبت الحق الفلسطيني الأكيد فيها.