كيف تحمي أطفالك من التنمر والتحرش الجنسي؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


يعد التحرّش والتنمّر الجنسي مشكلة متنامية تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنها شائعة بشكل خاص بين المراهقين والشباب، وإذا تركت دون معالجة، فقد تتصاعد وتؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة مثل الاعتداء الجنسي. لكن، ما هو الفرق بين التحرّش الجنسي والتنمّر الجنسي؟ وما هي الأساليب التي تتبع في كل منهما؟ وكيف يؤثران على نفسية الطفل؟ وكيف يعي الأبوان هذا الفرق وينبهان أولادهما عليه؟

أولًا: التنمّر الجنسي

يعرّف التنمّر الجنسي - بشكل عام - على أنه شكل من أشكال التنمّر التي تحدث عندما يحط فرد أو مجموعة من الأفراد من شأن شخص ما من خلال التعليقات والأفعال الجنسية، ويمكن أن يحدث التنمر الجنسي عبر الإنترنت أو شخصيًا (أي بشكل جسدي أو لفظي).


من المحتمل أن يتعرّض المراهقون للتنمّر الجنسي للتخويف أو النميمة أو الإيذاء أو الإهانة أو الإساءة عبر الإنترنت أو التجاهل أو النبذ أو الترهيب، وعلى عكس التنمّر الجسدي، قد يكون من الصعب تحديد الإصابة بالتنمّر الجنسي لأنه لا يترك عادة علامة مرئية.


وغالبًا ما يحدث التنمّر الجنسي عندما لا يوجد بالغون، ونتيجة لذلك، من المهم للغاية أن يتحدث الآباء بانتظام مع أطفالهم عن التنمّر الجنسي الذي يتعرّضون له والنمو الجنسي الصحي، إذْ يمكن أن تحدث هذه السلوكيات داخل وخارج المدرسة، في مجموعات اجتماعية وعبر الإنترنت، وهي خطيرة مثل أي شكل من أشكال جرائم الكراهية ويجب معاملتها على هذا النحو من قبل الآباء والمدرسين والمجتمع بشكل عام.


* أشكال التنمّر الجنسي

تُعتبر الصور الجنسية والنكات والتعليقات غير ملائمة لاعتبارات كثيرة، وخاصةً في المجتمع العربي، لذلك، إذا كانت تصل لابنك صور جنسية وتتسبب بعدم الراحة أو الإزعاج أو الإحراج أو التخويف، فهذا يعني تعرّضه لتنمّر جنسي.


ويمكن أن يشمل التنمّر الجنسي الأشكال الآتية:

1. الضغط على شخص ما للمشاركة في الرسائل الجنسية لإظهار الالتزام أو الحب، وهذا شكل من أشكال (الابتزاز العاطفي)، على سبيل المثال التهديد بإنهاء العلاقة معه إذا لم يرسل صورة عارية له، ثم إرسال الصورة إلى الآخرين دون موافقته.

2. إعادة توجيه الرسائل النصية الصريحة جنسيًا، والصور غير المناسبة عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني.

3. كتابة تعليقات جنسية عن شخص ما في المدونات، أو 
على جدران الحمامات، أو في أماكن عامة أخرى.

4. انتحال شخصية أشخاص آخرين عبر الإنترنت، وإبداء تعليقات أو عروض جنسية نيابة عنهم.

5. نشر الشائعات الجنسية أو القيل والقال الشخصية، عن طريق النصوص أو عبر الإنترنت.

6. نشر التعليقات الجنسية أو الصور أو مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

7. الاستيلاء على ملابس شخص ما واستخدامها ضده بطريقة جنسية.

8. إرسال رسائل نصية جنسية صريحة وصور غير لائقة عبر الواتس أب.

9. تقديم تعليقات حول التفضيل الجنسي لشخص ما أو نشاطه الجنسي.

10. لمس أو الاستيلاء على جسد شخصٍ ما بطريقة جنسية عمدًا.

11. استدعاء شخص ما بألفاظ جنسية وأسماء مهينة.

12. مشاركة مقاطع فيديو أو صور جنسية غير لائقة.

13. وضع نكات أو تعليقات جنسية حول شخص ما.

14. وضع إيماءات جنسية لشخص ما.


ثانيًا: التحرش الجنسي

لا يعدّ التحرش الجنسي شيئًا يحدث في مكان العمل فقط، بل تظهر الأبحاث أن العديد من أطفال في المدارس المتوسطة هم ضحايا التحرش الجنسي اللفظي، وأن هذا السلوك مرتبط بالتنمّر وله جذور تبدأ في وقت مبكر من المدرسة الابتدائية.

فقد وجدت دراسة مدتها خمس سنوات نُشرت في ديسمبر 2016 في مجلة خدمات الأطفال والشباب أن نسبة 43% من طلاب المدارس المتوسطة الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم تعرضوا للتحرش الجنسي اللفظي (بما في ذلك التعليقات الجنسية والنكات) في العام الماضي.

وأفاد ما يصل إلى 25% من الأطفال أنهم أُجبروا على تقبيل شخص ما، وحتى التعرض للاعتداء الجنسي، بينما أفاد 21% من الطلاب أنهم تعرضوا للإمساك أو القرص بطريقة جنسية، وقال ما يقرب من واحد من كل خمسة أو 18%، إن أطفالًا آخرين قد تعرضوا لهم بطريقة جنسية.

وأفاد حوالي 14% من الأطفال أنهم تعرضوا للشائعات الجنسية، وقال 9% إنهم وقعوا ضحية كتابات جنسية صريحة في غرف الصف أو على خزانة المدرسة.


* ما يمكن للوالدين القيام به
1- راقب أصدقاء أطفالك، وأشرف عليهم، وتقرب منهم، وتحدث إلى أطفالك حول كيفية التعامل مع الناس، وما الذي يجب عدم فعله أو قوله لهم ضمن حدود الآداب العامة.

2- ابدأ في الحديث عن التحرش الجنسي مبكرًا، قبل أن يتعرض ابنك أو ابنتك للتحرش.. حيث تنتشر هذه الأفكار والسلوكيات الضارة في المدرسة الثانوية والمتوسطة والابتدائية.. لأن المدارس أرض خصبة لظهور التنمر أو التحرّش الجنسي.

3- استمر بالحديث، وتأكد من اغتنام كل فرصة في حياتك اليومية لتعليم الأطفال احترام خصوصية الآخرين، وعندما يمرّ إعلان يظهر امرأة في لباس ضيق تستخدم لبيع منتج ما، تحدث عن كيف يمكن أن تكون هذه الرسالة ضارة، واطلب من طفلك أن يفكر في أسئلة مثل لماذا لا يظهر الرجال بهذه الطريقة؟ أو لماذا تهتم النساء بمظهرها أكثر، وقم بإجراء محادثات منتظمة حول كيفية النظر إلى الأشخاص استنادًا إلى مواهبهم وقدراتهم وقوة شخصيتهم (كم هم لطيفون أو إذا كانوا يقومون بأعمال خيرية أو هم متطوعون ويساعدون الآخرين) بدلًا من شكلهم أو ما يرتدونه.

4- ذكّر الأطفال دائمًا بأن ما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي سيبقى إلى الأبد، فهو بمثابة وشم رقمي، وذكّر طفلك بعدم نشر أشياء مثل الصور شبه العارية، أو النكات ذات الطبيعة الجنسية، أو التنمّر على الآخرين.

5- التحدث إلى إدارة المدرسة: إذا كان طفلك ضحية للتحرش أو التنمر الجنسي أو شاهد ذلك يُمارس في مدرسته، فتحدث إلى المعلمين والإداريين.