"حكايات الحياة في البارون".. بعد 75 عامًا "عم عنتر" يبوح بأسرار الحياة بالقصر (فيديو وصور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


العم حسب الله جاد أحمد الشهير بعم عنتر وهو من مواليد عام 1940 م، وهذا الرجل أقدم من عاش في قصر البارون ولا يزال على قيد الحياة وداخل ورشته المتواضعه، في شارع سوهاج بحي مصر الجديدة، التقت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية بعم عنتر، وفي ذلك الجزء من الحوار نتعرف على طبيعة الحياة داخل قصر البارون.


ويحكي لنا عم عنتر أنه ولد عام 1940، وانتقل ليقيم في القصر مع خاله والذي كان يعيش فيه بصفته شيخ الطباخين، وذلك في عام 1946م، أي منذ ما يقرب من 75 عامًا، وعاش داخل قصر البارون لمدة سبع سنوات متتالية من طفولته، كما أنه جاور القصر لمدة 26 عامًا أخرى، في وقت ما كان سكان القصر يعيشون به.


وعن ذكرياته مع القصر قال عم عنتر إن الصر كان أقسام الأول قسم خدمات القصر والذي كان يتركز في البدروم، ويسكنه السفرجية ومدربي الخيل والسائقين وعمال الصيانة.


والقصر من الداخل كان أقسام، القسم الأول باب الدخول أو الاستقبال ويليه صالة ضخمة ثم أدوار الأول منها السلاملك، ثم الحرملك الخاص بالحريم، وكانت هذه الأدوار محرمة تمامًا على أي من الخدم، فقط كبير السفرجية الذي كان يرى البارون أو أحد من أسرته.


وأضاف عم عنتر أنه لم يعاصر البارون بالطبع بل أولاده، وكانوا يفضلون المأكولات الصحية من مشويات ومسلوق، ويحرصون على تناول كميات كبيرة من الجزر الذي كان يدخل في الكثير من مأكولاتهم، أو في المقبلات، وقال "كان الجزر بيجي في عربيات" تعبيرًا منه على حرص أهل القصر على تناوله.


وفي الحلقة السابقة من حوارنا مع عم عنتر، تحدث عن لون القصر منذ 75 عامًا حيث قال إن اللون الحالي للقصر هو أفتح قليلًا من درجة اللون القديمة، الذي كان أحمر اللون ولكن أغمق، ووصفه بـ "الفسفوري" أحمر غامق والحالي فاتح قليلًا، وكان له انعكاس جميل مع الشمس، وحول تغير لون القصر، قال إن اللون تغير بسبب تعرض الواجهات للشمس والأتربة لفترة طويلة دون صيانة، حيث كان القصر تُجرى له عمليات صيانة دورية سنوية في عهد البارون وأسرته، وخلال الأربعين عامًا الماضية -والكلام لعنتر- ومنذ عام 1976 هُجر القصر وتعرض لإهمال كبير وذلك منذ وفاة ابن البارون في بلجيكا والذي زار مصر مرة واحدة، مما أدى للبهتان والتغير الذي أصاب اللون.


ويعتبر قصر البارون إمبان في ضاحية مصر الجديدة بشكله الفريد، وبرجه المميز، وتماثيله الغريبة، أحد الطرز المعمارية النادرة والفريدة في مصر، وقد استقى البارون تصميم قصره من المعابد الكمبودية الهندوسية، والبارون إمبان زار معرض العمارة العالمي في باريس وأعجب بمعرض المعماري ألكسندر مارسيل الذي اشترى منه ثلاثة قصور كان منها هذا القصر.


والقصر مبني بالخرسانة المسلحة ومزين بتماثيل وزخارف على الطراز الكمبودي الهندوسي وبني على تلة من الرمال مواجه لواحة هليوبوليس ومن خلفه الصحراء، ويعتبر معبد أنغكور وات وهو مجمع معابد يقع في منطقة أنغكور في كمبوديا، والذي شيده الملك سرفارمان الثاني في بداية القرن الثاني عشر ليكون المعبد الرسمي للدولة وعاصمتها من أبرز الأمثلة التي حاكاها المهندس ألكسندر مارسيل ليبتكر تصميمه الفريد والذي أعجب به البارون إمبان وقرر أن ينفذه في قصره أحد علامات ضاحيته الجديدة في القاهرة.


ومعبد أنغكور وات هو الوحيد في المنطقة الذي لا يزال مركزًا ذا أهمية دينية منذ تأسيسه حيث كان معبدًا هندوسيًا مكرسًا للإله فيشنو، ثم أصبح معبدًا بوذيًا، ويعتبر أنغكور وات مثالًا أصيلًا لفن العمارة الخمرية، وأصبح رمزًا لكمبوديا يظهر على علمها الوطني، إلى جانب كونه عامل الجذب الرئيسي للزوار في الدولة.


يجمع أنغكور وات بين تصميمين أساسيين في فن عمارة المعابد الخمرية وهما: جبل المعبد وأروقة المعبد التي بُنيت لاحقًا، والمستوحاة من فن العمارة الهندوسي القديم في جنوب الهند متضمنة معالم بارزة مثل أبيات الجقاتي الهندوسية، وقد صُمِمَ أنغكور وات ليمثل جبل ميرو، وهو موطن الآلهة في الأساطير الهندوسية. وتوجد ثلاثة أروقة مستطيلة الشكل تعلو أحدها الأخرى داخل خندق مائي محاط بجدار خارجي يحيط المعبد يبلغ طوله 3.6 كيلو متر. وتنتصب خمسة أبراج في وسط المعبد على شكل زهرة اللوتس. أنغكور وات موجه إلى الغرب بخلاف أغلب معابد المنطقة، واختلف العلماء على دلالة ذلك.


إن تناسق وعظمة أسلوب بنائه والمنحوتات البارزة المنتشرة فيه والأرواح الحارسة التي تزين جدرانه تجعل المعبد محط إعجاب الناس، وقد صمم المعبد لأول مرة وبُني في النصف الأول من القرن الثاني عشر في عهد سرفارمان الثاني (حكم من 1113 – 1150).


ويعتقد أن بناء المعبد اكتمل بعد وفاة الملك بفترة قصيرة وقد نُهبت أنغكور بعد 27 سنة من وفاة الملك في حوالي عام 1177 من قبل التشامس العدو التقليدي للخمريين، واسترجع بعد ذلك الملك الجديد جيافارمان السابع الإمبراطورية، وأسس عاصمة جديدة وأختار أنغكور ثوم معبد رسمي، ثم معبد بايون الذي يبعد بضعة كيلومترات إلى الشمال.


وفي نهاية القرن الثالث عشر، قام سرندرفرمان زوج ابنة الملك جيافارمان بخلعه عن الحكم، وكان سرندرفرمان قد قضى العشر سنوات الأخيرة في سريلانكا، وعُين فيها راهبًا بوذيًا، فقرر أن يبدل الديانة الرسمية للإمبراطورية من الهندوسية إلى البوذية الترافادية، ومما سهل عملية تغيير الدين هو تفشي الفساد السياسي، حيث سارع المواطنون بالدخول في الديانة الجديدة من دون الحاجة إلى أي كسب مادي أو قوة.


ويتكون معبد أنغكور وات، من جبل المعبد الذي يعتبر التصميم النموذجي لمعابد الإمبراطورية الرسمية ومن الأروقة المتحدة المركز التي أُضيفت لاحقًا. ويظهر على المعبد تأثره ببعض الولايات الهندية مثل أوريسا وتشولا التابعة إلى تاميل نادو، ويمثل المعبد جبل ميرو الذي يعتبر موطن الآلهة، وترمز الأبراج الخمسة التي تشكل مربع في المنتصف إلى قمم الجبل الخمسة، ويرمز الخندق المائي والجدران إلى المحيط وسلسلة الجبال المحيطة بالجبل، وأصبح الدخول إلى الجزء الأعلى من المعبد حصريًا تدريجيًا، بينما سُمح لسواد الناس الدخول إلى الجزء السفلي فقط.


وأحد من أسباب شهرة أنغكور وات هي الزخارف المنتشرة المتناسقة مع تصميم البناء والتي غالبًا ما تأخذ شكل نقوش الإفريز البارزة. يحتوي الجدار الداخلي للرواق الخارجي على رسومات كبيرة تصور عامة حوادث من الملحمة الهندية رامايانا ومهابهاراتا. ووصف هايم هذه الرسومات بأروع تنسيق تخطيطي للنحت على الحجر.