مجلس الكاثوليك بمصر ينعي الكاردينال اكيللي سيلفستريني

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


نعى مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، وفاة صاحب النيافة الكاردينال الرئيس الشرفي لمجمع الكنائس الشرقية الأسبق، اكيللي سيلفستريني.

وأرسل مجلس البطاركة برقية تعزية لقداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، قالوا فيها: استقبلنا خبر وفاة صاحب النيافة الكاردينال الرئيس الشرفي لمجمع الكنائس الشرقية (الأسبق) اكيللي سيلفستريني بمشاعر ملؤها الحزن والرجاء في القيامة والحياة الابدية.

لذا باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك بمصر وبالأصالة عن نفسي نشاطر قداستكم هذه اللحظات ونطلب من الرب أن يتقبله بوافر رحمته بين جوقة القديسين ويعزى قلوبكم ويؤهلنا جميعًا لرفع فى كل حين نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس.

يعد مجمع الكنائس الشرقية هو المختص بالكنائس الكاثوليكية الشرقية.

ويعود أصل مجمع الكنائس الشّرقية إلى تاريخ السّادس من يناير عام 1862 حين أعلن البابا بيوس التّاسع في الدستور الرّسوليّ "الحبر الرّوماني" إنشاء "دائرة شؤون الطّقوس الشّرقيّة التّابعة لمجمع نشر الإيمان" بروما، والتي جعلها البابا بنيديكتوس الخامس عشر في الأولّ من مايو عام 1917، في الإرادة الرّسوليّة "العناية الإلهيّة" مجمعاً قائماً بذاته، ومنحه اسم "مجمع الكنيسة الشّرقيّة".

غير أنّ البابا بولس السّادس في الخامس عشر من شهر اغسطس عام1967، في الدّستور الرّسوليّ "حكم الكنيسة الجامعة" قد عدّل هذه التّسمية، مُطلِقاً عليه اسم "مجمع الكنائس الشّرقيّة"؛ وأوكل إليه مهمّة التّواصل مع الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، بغية مساعدتها على صون تراثها وقوانينها، في سبيل التّكامل مع الكنيسة الجامعة، إلى جانب الكنيسة اللاتينيّة بتّراثها الليتورجيّ والتّعليميّ والرّوحيّ، وسائر التّقاليد المسيحيّة الشّرقيّة المختلفة؛ ثمّ منحه البابا بيوس الحادي عشر في الخامس والعشرين من مارس عام 1938، في الإرادة الرّسوليّة "كنيسة الله المقدّسة"، صلاحيّات واسعة.

أما البابا بولس السّادس في "حكم الكنيسة الجامعة"، والبابا يوحنّا بولس الثّاني في "الرّاعي الصّالح" فقد حدّدا هذه الصّلاحيّات، بأن يمارس المجمع بحكم الشّرع، على الأبرشيّات والأساقفة والإكليروس والرّهبان والرّاهبات والعلمانييّن من الطّقوس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، الصّلاحيّات عينها التي لمجمع الأساقفة، ومجمع مؤسّسات الحياة المكرّسة ومنظّمات الحياة الرّسوليّة، ومجمع التّربية الكاثوليكيّة، على الأبرشيّات والأساقفة والإكليروس والرّهبان والرّاهبات والعلمانيّين من الطقس اللاتينيّ.

كما تشمل سلطته البلدان التّالية: مصر وشبه جزيرة سيناء والأردن وفلسطين ولبنان وسوريّا وقبرص والعراق وإيران واليونان وتركيّا وإريتريا وأثيوبيا الشّماليّة وألبانيا الجنوبيّة وبلغاريا.

ويتألّف مجمع الكنائس الشّرقيّة من الكاردينال الرّئيس (الكاردينال ليوناردو ساندري)، الذي يرأسه و يدير شؤونه، بمعاونة الأمين العام، وسبعة وعشرين كاردينالا، ورئيس أساقفة، وأربعة أساقفة، يعيّنهم قداسة البابا، لمدّة خمس سنوات؛ بالإضافة إلى الأعضاء المنتسبين بحكم الشّرع، وهم البطاركة ورؤساء الأساقفة الكبار للكنائس الشّرقيّة، ورئيس المجلس الحبريّ لوحدة المسيحيّين.

يقتصر نشاط الكرادلة الأعضاء على تحديد ومناقشة المسائل ذات الأهميّة الكبرى، فيالاجتماعات الدّوريّة أو الجمعيّات العموميّة، فيما يُترك حلّ الأمور الأخرى لرئيس المجمع، نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، بمعاونة الأمين العام سيادة المطران شيريل فاسيل، ومساعد أمين العام المونسينيور مَوْريتسيو مالفيستيتي، ومؤازرة الموظّفين والمستشارين.

أمّا الموظّفون الذين يقومون بالخدمة الثّابتة فهم رؤساء المكاتب، والمنتدَبون لشؤون الكنائس، والملحقون بالأمانة العامّة، والتّقنيّون، والكتّاب، والحُجّاب، إذ يبلغ عددهم ثلاثين موظّفاً. ثمّة أيضاً ثلاث وعشرون مستشاراً، يستنير المجمع بآرائهم، حول بعض المسائل الهامّة، نظراً لصلاحيّاته المتعدّدة في كافة المجالات.

كما أنّ هناك ثلاث لجان مؤلّفة من بعض الخبراء وذوي الاختصاص؛ كلجنة الأمور الليتورجيّة، وهدفها العمل في سبيل تحقيق ما تحفظه مجموعة قوانين الكنائس الشّرقيّة للكرسيّ الرّسوليّ فيما يتعلّق بطقوس الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة؛ ولجنة الدّراسات حول الشّرق المسيحيّ، وهي تهدف إلى دراسة الوثائق والمبادرات التي بإمكانها أن تعرّف الشّرق المسيحيّ إلى الكاثوليكيّة الغربيّة، ومواصلة التّعمّق بالأبحاث حول تراث الكنائس الشّرقيّة؛ ولجنة تنشئة الإكليروس والرّهبان، التيّ تعتني بتنشئة الطلاّب الشّرقييّن في روما على اختلاف انتماءاتهم وتّقاليدهم.

إنّ قّوام واقع الكنائس الشّرقيّة، بالإشارة إلى العوامل الجغرافيّة والثّقافيّة والاجتماعيّة، يتطلّب من الكنيسة الكاثوليكيّة أن تحسن توزيع الخيور الزّمنيّة من أجل مساعدة الشّرقييّن على صيانة تّقاليد كنائسهم، حسب تعاليم المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، ومجموعة قوانين الكنائس الشّرقيّة، وتوجيهات الأحبار الأعظمين.

وبما أنّ لمجمع الكنائس الشّرقيّة، دوراً كبيراً في خدمة الإكليروس والعلمانيّين الشّرقيّين في روما، وفي البلدان الأخرى، خصّص الكرسيّ الرّسوليّ، إلى جانب بعض اللّجان والوكالات العالميّة للمساعدات، ميزانيّة ماليّة خاصّة لهذه الغاية؛ ولابد من الإشارة في هذا السّياق إلى لجنة (R.O.A.C.O)"تجمّع المؤسّسات لمساعدة الكنائس الشّرقيّة"، التي تضمّ مجموعة مكاتب ووكالات من مختلف أنحاء العالم، وهي تقوم باستمرار ببعض المساعدات الماليّة لإنشاء المباني الكنسيّة والاجتماعيّة، وتأمين المنح الدّراسيّة، وإعانة المؤسّسات التّربويّة والمدرسيّة، وخدمة الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الاجتماعية والصّحيّة.

ويرأس اجتماعات هذه اللجنة رئيس المجمع، بمعاونة نائبه الأمين العام. يصدر المجمع من ناحية أخرى، مجلّة (S.I.C.O)"معلومات حول الكنائس الشّرقيّة"، وهي مجلّة سنويّة تعتني بنشر أقوال قداسة البابا التي تتعلّق بالشّرق المسيحيّ، ونقل وقائع النّشاطات التي يقوم بها المجمع، في خدمة الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة، ومواكبة مستجدّات الكنائس المحليّة، وتعيين الرؤساء المحليّين، والسّفراء البابوييّن، والنّشاطات الرّعويّة والتبشيريّة للكنائس، ومقرّرات الجمعيّات العموميّة، بالإضافة إلى الأعمال الليتورجيّة، والدّراسيّة وأمور التّنشئة، والإعانات التي تهتم بها لجنة "تجمّع المؤسّسات لمساعدة الكنائس الشّرقيّة" والحصيلة السنويّة لمساعدات الكنائس الخاصّة و"جمع التبرّعات للأماكن المقدّسة".