وفاة سيف بن أحمد الغرير أحد أكبر وأشهر رجال الأعمال في الإمارات

السعودية

سيف بن أحمد الغرير
سيف بن أحمد الغرير


 

توفي صباح اليوم الثلاثاء، رجل الأعمال الإماراتي، سيف بن أحمد الغرير، مؤسس مجموعة الغرير الشهيرة، عن عمر يناهز الـ95 عامًا.

 

وستقام صلاة الجنازة على جثمان المرحوم، اليوم، بعد صلاة العصر في مقبرة القصيص في دبي.

 

ونعى وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات الدكتور أنور قرقاش الفقيد بتغريدة قال فيها: انتقل إلى رحمة الله سيف بن أحمد الغرير بو عبدالرحمن، من جيل الرواد وقصص الكفاح ومبادرات البناء ودروس الحياة، افتقدناه في مرضه ونفتقده اليوم.. تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته.

 

ووصف رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور الغرير بأنه من أعمدة اقتصاد دبي، قائلًا: "أعزي عائلة المغفور له بإذن الله "#سيف_بن_أحمد_الغرير" بوفاة هذا الرجل الطيب، أحد أعمدة اقتصاد دبي، روكفيلر العرب. الله يرحمه بواسع رحمته، ويلهم أهله الصبر والسلوان“.

 

ويتولى أولاد الراحل – وهم 6 – مراكز رئيسية في مجموعة عبد الله الغرير، وهي واحدة من أكبر الشركات الخليجية والعربية، ولها أنشطة في عدة مجالات أهمها صناعة اللف، والإسمنت، والألومنيوم، والعقار، والقطاع المصرفي، وقطاع التأمين.

 

وتعد مجموعة الغرير واحدة من الشركات الرئيسية التي لعبت دورًا مهمًا في جعل الإمارات مركز الأعمال المزدهر الذي أصبحت عليه اليوم.

 

وكانت عائلة الغرير تمتهن صيد اللؤلؤ التي اندثرت في ثلاثينيات القرن الماضي مع ظهور اللؤلؤ الصناعي من اليابان.

 

غير أن عائلة الغرير انتقلت سريعًا إلى التجارة، وحولت مراكب صيد اللؤلؤ الصغيرة إلى سفن تجارية تستورد البضائع وتنقلها من الشرق الأوسط إلى أفريقيا والهند ودبي.

 

ومع تطور دبي وازدهار الأعمال فيها أنشأ سيف عام 1960 ”مجموعةَ الغرير“ التي نمت لتصبح واحدة من أهم المجموعات المالية في الشرق الأوسط والعالم العربي.

 

سيف بن أحمد الغرير

وُلد سيف أحمد الغرير في منطقة “الديرة” على ساحل دُبي عام 1924، وبما أنّه كان الابن الأكبر من أبناء أحمد الغرير الخمسة، سُرعان ما انخرط في مهنة عائلته الّتي كانت صيد اللؤلؤ في ذلك الوقت، ورغم أنّه كان في مقتبل العمر كان يُمضي أربعة أشهر متواصلة في عرض البحر، يعيش فيها على الأرُز والتمر والسمك.

 

وبما أنّه كان “النُوخذة”، أو قبطان المركب والممثّل لمالكها، كانت أهمّ واجبات السيد سيف هي الحفاظ على حبّات اللؤلؤ، حيث كان يضعها في صناديق خشبية صغيرة داخل المقصورة الّتي كان ينام فيها.

 

بحلول الثلاثينيات ومع ظهور اللؤلؤ الصناعي من اليابان، أصبحت مهنة صيد اللؤلؤ غير مجدية وغير مُربحة، فانتقلت العائلة إلى التجارة، وطُوّرت مراكب صيد اللؤلؤ الصغيرة لتقوم برحلاتٍ أطول، ولتحمل موادّ أثقل، وبدأ أفراد العائلة بنقل التمور من العراق إلى أفريقيا والهند الّتي كانوا يعودون منها محمّلين بالأقمشة والمنسوجات والأخشاب الّتي كانت تُصنع منها المراكب، ولاحقاً أضيف الذهب إلى تجارتهم حيث أصبحتْ دُبي مركزاً مُهمّاً في تجارة هذا المعدن الثمين.

 

وخلال إحدى الرحلات إلى الهند، الّتي تخلّلتها العواصف العاتية والرياح القويّة، سبّب اندفاع الأمواج القوية تهيّجاً مؤلماً في إحدى عينَي السيد سيف، وقد قال في ذلك: “عندما وصلنا الهند كانت عيني تؤلمني بشدّة، فذهبتُ إلى أحد الأطبّاء الّذي أخبرني أنّه إذا أردتُ أن يزول الألم فسأخسر إحدى عينَيّ، فأخبرته أن يوقف الألم، والحمد لله أنّني سأخسر عيناً واحدة فقط”.

 

مع نهاية الخمسينيات بدأت دُبي تشهد نموّاً مُتسارعاً تحت حُكم سموّ الشيخ “راشد بن سعيد آل مكتوم” الّذي دعّم رؤيته الطموحة من خلال الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، وهكذا بدأ اقتصاد دُبي بالازدهار.

 

في تلك الفترة أنشأ سيف عام 1960 “مجموعةَ الغرير” لتجمع تحت لوائها الأعمال الخاصّة بالعائلة، ومع الوقت وتحت إدارته توسّعت وتنوّعت أعمال المجموعة لتشمل مجالات: البيع بالتجزئة، والصناعة، والعقارات. وقد جرى تقييم كلّ مشروعٍ من مشاريع المجموعة من خلال إسهامه في نموّ المجموعة وازدهارها خاصةً ونموّ اقتصاد دُبي وازدهارها عموماً، بحيث كانت المجموعة مِثالاً يُحتذى.

 

لقد زرع السيد سيف في موظّفيه أهمّية التميُّز في مجال خدمة العملاء من خلال كلماته:

 

“يكمن جوهر نجاح المجموعة في الثقافة المؤسّساتية الّتي تتمتّع بها، والّتي تهدف إلى تعزيز النموّ وإذكاء روح الابتكار، ويكمن أيضاً في استراتيجيّة كسب العميل من خلال تقديم الجودة الأفضل، والحلول المبتكرة، والبحث الدؤوب عن السُبُل المُثلى لخدمة عملائنا”.