جرجس إبراهيم يكتب: هل يدفع الأنبا يؤانس ضريبة الوطنية؟

ركن القراء

بوابة الفجر


أتتبع منذ فترة حملة الهجوم المنظم على الكنيسة ومعتقداتها، والبابا تواضروس الثاني، والآباء الأساقفة بشكل خاص، سواء على بعض صفحات الفيس بوك أو من خلال بعض وسائل الإعلام، وهي حملة تستهدف، بالدرجة الأولى تصدير صورة سيئة عن المسيحية والتشكيك في الأفكار والثوابت والتعاليم الدينية.

حملة شنعاء قامت بها اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما "الفيس بوك" على نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، ولكنني آثرت الصمت حتى تخف العاصفة، التي بدأت بمهاجمة الأنبا يؤانس، بنشر صورة له والحمام يحلق حوله.

والتي كانت أثناء "دورة التسبحة" بدير العذراء مريم، بجبل أسيوط الغربي، الشهير بدير درنكة، ويجب الإشارة إلى إنني لست محاميًا أو متحدثًا رسميًا عن الأنبا يؤانس، ولا أكتب للدفاع عنه ولكنني اكتب ما عرفته وما شهدته عنه.

مرت سنوات طويلة على سيامة الأنبا يؤانس أسقف عام، وسكرتيرًا خاصًا لقداسة البابا شنودة الثالث، بما كان لها من إيجابيات وسلبيات، بما لها وما عليها، وبعد ذلك أشرف على أبرشية أسيوط وقت مرض مطران أسيوط السابق الأنبا ميخائيل.

حيث عمل على تنظيم الأبرشية تنظيمًا جيدًا حتى طلب شعب أسيوط تجليسه أسقفًا عليها، وشعب أسيوط يعشقه، ويكن له كل الاحترام؛ لما حقق من نهضة روحية وعمرانية وكنسية لهم.

حظي فيها الأنبا يؤانس بترحاب شديد من شعب ابروشيته، كما حظي فيها بهجوم عنيف من حملات النيل منه و من الكنيسة، للدرجة التي جعلته يحظى بنصيب من الهجوم والنقد لم يحدث له مثيل مع الأساقفة الحالين أو السابقين، وكان رد فعله غريب وهو الصمت على كل الإهانات التي تعرض لها، فهو يدرك إن الإنسان الحكيم يعرف متى يتكلم ومتى يصمت. 

لذلك فضل الصمت في الرد على الهجوم عليه واكتفي بالكلام مع الله أثناء صلاته من خلال عظته العميقة الروحية وتسبحته الروحانية العظيمة، التي تعلمنها وتسلمنها على يده، والتي كان حريصا على المشاركة فيها أثناء مرضه عندما تعرض لحادث سير، بل كان يحضرها على كرسي متحرك. 

ومن يعرف الأنبا يؤانس عن قرب يعرف إنه راهب زاهد عابد متواضع بسيط يملك قلب ملائكي كقلب الأطفال، فعندما رسم أسقفًا وسكرتيرًا شخصيًا للبابا شنودة الثالث، رفض ركوب السيارات الفارهة أو حتى استخدام سيارة حديثه من سيارات المقر الباباوي ولكن فضل السيارة التي أهداها له ولده عقب ساميته وهي سيارة متواضعة ماركة "بيجو"، وقام بتصليحها عدت مرات، ورفض استبدلها.

فمن الواضح أن اتجاهات الهجوم على الأنبا يؤانس تتبع من نصبوا أنفسهم وكلاء على الكنيسة ورجالها، وأصبحت حملات التشويه ترتكز على شخص الأنبا يؤانس وحده بشكل مباشر لا لبس فيه، والملاحظ في أمر تلك الحملات المنظمة أنها لا تركز على ما يجب التركيز عليه مثل التطوير الكبير الذي شهدته مطرانية أسيوط على يديه، ووصل الأمر إلى تركيز تلك الحملات على مجرد صورة لم يتأكد صحتها أو مصدرها أو وقت التقاطها.

 وتأتي حملات تشويه قادة الكنيسة وأساقفتها للأسف من بعض الشباب المسيحي الذين ظهروا وصعدوا للمشهد عقب أحداث 25يناير، أولئك الشباب الذي تشبعت بأفكارهم بافكار الجماعات المنحرفة والمتطرفة خلال الاختلاط بهم في التظاهرات. 

ويتم استخدامهم حاليًا بدوافع ثورية للهجوم على الكنيسة كعقاب لها على موقفها من ثورة 30 يونيو، ويتخذون في سبيل ذلك هجومًا معلنًا ومستترًا، يدعمه بعض الكيانات الوهمية المسماة نشطاء أقباط.