"أنغكور وات".. قصة المعبد الهندوسي الذي قلده البارون في بناء قصره

أخبار مصر

معبد أنغكور وات
معبد أنغكور وات


يعتبر قصر البارون إمبان في ضاحية مصر الجديدة بشكله الفريد، وبرجه المميز، وتماثيله الغريبة، أحد الطرز المعنارية النادرة والفريدة في مصر، وقد استقى البارون تصمم قصره من المعايد. الكمبودية الهندوسية.

قال طارق المري مهندس استشاري متخصص فى ترميم الآثار، وعضو اللجنة الدولية للدراسات المعمارية والتحليل الإنشائي للمباني الأثرية، إن البارون إمبان زار معرض العمارة العالمي في باريس وأعجب بمعرض المعماري ألكسندر مارسيل الذي اشترى منه ثلاثة قصور كان منها هذا القصر.

والقصر مبنى بالخرسانة المسلحة ومزين بتماثيل وزخارف على الطراز الكمبودي الهندوسي وبني على تلة من الرمال مواجه لواحة هليوبوليس ومن خلفه الصحراء. 

ويعتبر معبد أنغكور وات وهو مجمع معابد يقع في منطقة أنغكور في كمبوديا، والذي شيده الملك سرفارمان الثاني في بداية القرن الثاني عشر ليكون المعبد الرسمي للدولة وعاصمتها من أبرز الأمثلة التي حاكاها المهندس ألكسندر مارسيل ليبتكر تصميمه الفريد والذي أعجب به البارون إمبان وقرر أن ينفذه في قصره أحد علامات ضاحيته الجديدة في القاهرة.

ومعبد أنغكور وات هو الوحيد في المنطقة الذي لا يزال مركزًا ذا أهمية دينية منذ تأسيسه حيث كان معبدًا هندوسيًا مكرسًا للإله فيشنو، ثم أصبح معبدًا بوذيًا. 

يعتبر أنغكور وات مثالاً أصيلاً لفن العمارة الخمرية، وأصبح رمزًا لكمبوديا يظهر على علمها الوطني، إلى جانب كونه عامل الجذب الرئيسي للزوار في الدولة.

يجمع أنغكور وات بين تصميمين أساسيين في فن عمارة المعابد الخمرية وهما: جبل المعبد وأروقة المعبد التي بُنيت لاحقًا، والمستوحاة من فن العمارة الهندوسي القديم في جنوب الهند متضمنة معالم بارزة مثل أبيات الجقاتي الهندوسية. 

صُمِمَ أنغكور وات ليمثل جبل ميرو، وهو موطن الآلهة في الأساطير الهندوسية. وتوجد ثلاثة أروقة مستطيلة الشكل تعلو أحدها الأخرى داخل خندق مائي محاط بجدار خارجي يحيط المعبد يبلغ طوله 3.6 كيلو متر. وتنتصب خمسة أبراج في وسط المعبد على شكل زهرة اللوتس. أنغكور وات موجه إلى الغرب بخلاف أغلب معابد المنطقة، واختلف العلماء على دلالة ذلك. 

إن تناسق وعظمة أسلوب بنائه والمنحوتات البارزة المنتشرة فيه والأرواح الحارسة التي تزين جدرانه تجعل المعبد محط إعجاب الناس، وقد صمم المعبد لأول مرة وبُني في النصف الأول من القرن الثاني عشر في عهد سرفارمان الثاني (حكم من 1113 – 1150). 

ويعتقد أن بناء المعبد اكتمل بعد وفاة الملك بفترة قصيرة وقد نُهبت أنغكور بعد 27 سنة من وفاة الملك في حوالي عام 1177 من قبل التشامس العدو التقليدي للخمريين، واسترجع بعد ذلك الملك الجديد جيافارمان السابع الإمبراطورية، وأسس عاصمة جديدة وأختار أنغكور ثوم معبد رسمي، ثم معبد بايون الذي يبعد بضعة كيلومترات إلى الشمال.

وفي نهاية القرن الثالث عشر، قام سرندرفرمان زوج ابنة الملك جيافارمان بخلعه عن الحكم، وكان سرندرفرمان قد قضى العشر سنوات الأخيرة في سريلانكا، وعُين فيها راهبًا بوذيًا، فقرر أن يبدل الديانة الرسمية للإمبراطورية من الهندوسية إلى البوذية الترافادية، ومما سهل عملية تغيير الدين هو تفشي الفساد السياسي، حيث سارع المواطنون بالدخول في الديانة الجديدة من دون الحاجة إلى أي كسب مادي أو قوة.

من هنا تحول أنغكور وات من معبد هندوسي إلى معبد للاستخدام البوذي التيرافادي ولا زال إلى يومنا هذا. يتميز أنغكور وات عن غيره من المعابد في المنطقة بعدم هجرانه بالكلية، بالرغم من تعرضه للإهمال بعد القرن السادس عشر. يرجع ذلك إلى وجود الخندق المائي الذي قام كعامل حماية من أي انتهاك لحرمته.
   
أصبح المعبد رمزًا لكمبوديا ومصدر للفخر القومي، وأصبحت صورة أنغكور وات جزء من علم كمبوديا الوطني منذ تقديم النسخة الأولى من العلم من حوالي عام 1863.

وانطلقت مظاهرات في بنوم بنه في يناير 2009، عندما انتشرت إشاعات زائفة بأن ممثلة في مسلسل تلفزيوني تايلاندي إدعت أن أنغكور وات ينتمي إلى تايلاند.

يتكون معبد أنغكور وات، من جبل المعبد الذي يعتبر التصميم النموذجي لمعابد الإمبراطورية الرسمية ومن الأروقة المتحدة المركز التي أُضيفت لاحقًا. ويظهر على المعبد تأثره ببعض الولايات الهندية مثل أوريسا وتشولا التابعة إلى تاميل نادو، ويمثل المعبد جبل ميرو الذي يعتبر موطن الآلهة، وترمز الأبراج الخمسة التي تشكل مربع في المنتصف إلى قمم الجبل الخمسة، ويرمز الخندق المائي والجدران إلى المحيط وسلسلة الجبال المحيطة بالجبل، وأصبح الدخول إلى الجزء الأعلى من المعبد حصريًا تدريجيًا، بينما سُمح لسواد الناس الدخول إلى الجزء السفلي فقط.

ويتجه أنغكور وات إلى الغرب بدلاً من الشرق بخلاف أغلب المعابد الخميرية، مما دعى الكثير- مثل جيلز وجورج كود - للاعتقاد أن سرفارمان أراد استخدامه كمعبد دفن خاص به. ويدعم هذا الرأي المنحوتات البارزة التي تنبثق بإتجاه عكس عقارب الساعة بخلاف النظام المعتاد، فالطقوس في عملية الدفن البرهمية تحث بترتب عكسي.

وقد يكون الوعاء الذي وصفه عالم الآثار تشارلز هايم هو وعاء الدفن الذي استُعيد من البرج المركزي. ورشح البعض هذه الطقوس لتكون أكبر استنزاف للطاقات للتخلص من جثة. وأشار فريمان وجاكيز إلى بعض المعابد الأخرى في أنغكور التي حادت عن الاتجاه الشرقي المعتاد، واقترحوا أن انحياز أنغكور وات كان بسبب تكريسه للإله فيشنو المرتبط بالغرب.

واحد من أسباب شهرة أنغكور وات هي الزخارف المنتشرة المتناسقة مع تصميم البناء والتي غالباً ما تأخذ شكل نقوش الإفريز البارزة. يحتوي الجدار الداخلي للرواق الخارجي على رسومات كبيرة تصور عامة حوادث من الملحمة الهندية رامايانا ومهابهاراتا. ووصف هايم هذه الرسومات بأروع تنسيق تخطيطي للنحت على الحجر.

يُظهر الرواق الغربي، في الزاوية الشمالية الشرقية عكس عقارب الساعة، معركة لانكا من الرامايانا حيث يُهزم رافانا على يد راما، ويُظهر معركة كوروكشترا من المهابهاراتا والإبادة المتبادلة لعشائر الكاورافا والباندافا. ويظهر على الرواق الجنوبي المشهد التاريخي الوحيد وهو مركب سرفارمان الثاني، و32 مشهد للجحيم و37 للجنة من الأساطير الهندوسية.