أحمـد رمضـان يكتب: أفشـل أفــلام أحمـد حلمـي.. هل خيــال مـآتـة من بينهــم؟!

الفجر الفني

أحمـد رمضـان
أحمـد رمضـان


"الفيلم تحفة الصراحة".. "أفشل أفلامك".. "فين الكوميديا يا حلمي".. "مثلّ الدور بحرفية شديدة وقدر يقدم شخصيتين الجد والحفيد من غير فزلكة".. كان هذا جانبًا من التعليقات التي جاءت من متابعين وجمهور النجم أحمد حلمي على فيلمه المعروض حاليًا بموسم عيد الأضحى بدور العرض السينمائية وسط 6 أفلام أخرى هم "الفيل الأزرق 2"، و"ولاد رزق 2"، و"الكنز 2"، و"أنت حبيبي وبس"، وفيلمين آخران يعرضان من قبل وهما "الممر"، و"كازابلانكا" .

 

لم أتردد لحظة في وصف الفيلم بأنه ضعيف في تركيبته السينمائية فور الانتهاء من مشاهدته داخل قاعة السينما التي اكتظت بالحشود الكبيرة من الجمهور المحب لنجمهم المفضل، والذي خيب آمالهم في الاستماع لـ"إفيه" جديد أو الاستمتاع بفكرة جديدة تخطف عقولهم قبل أنت تخطف ابتسامتهم كما تعودوا منه في أفلامه السابقة، وخرج الفيلم في النهاية كأقل ما يوصف عليه فيلمًا روائيًا يرصد مشكلة ما (لا تهم) جمهور يعيش في عام 2019، وأصبح على دراية كبيرة بما يحدث حوله بسبب الثورة التكنولوجية الكبيرة التي نعيشها حاليًا، من خلال قصة شخص حرامي يمر به الزمن ويقرر التوبة فيستغل حفيده بسبب الشبه الكبير بينهما في إعادة المسروقات إلى أصحابها مرة أخرى خوفا من سطوة بعض الأشخاص أصحاب النفوذ العالي والمقام الرفيع، فيرفض حلمي الحفيد مساعدة الجد بحجة أنه ليس (خيال مآتة) ثم يوافق بعد ذلك.

 

"خيال مآتة" لم تكن بالفكرة القوية التي يستطيع من خلالها "حلمي" أن يعود بها لجمهور السينما مرة أخرى بعد آخر أفلامه "لف ودوران" مع النجمة دنيا سمير غانم والذي عرض قبل 3 سنوات ماضية، فخلال مشاهدتك للفيلم ستجد بما لا يدع مجالا للشك أن الفيلم ينقصه شيئًا هامة لكي يصبح فيلمًا كوميديًا يتصدر أفيشه اسم نجم كبير بحجم أحمد حلمي ومعه كوكبة هامة من نجوم الكوميديا والفن.

 

خلطة النجاح السينمائية التي استخدمتها الشركة المنتجة للفيلم مع البطل الأول لم تساعدهم في النجاح بالفيلم إلى بر الأمان على الرغم من سيطرة الفيلم على جزء كبير من إيرادات الموسم، وتمركزت هذه الخلطة على 3 أعمدة من عواميد النجاح السينمائي وهم النجم الكبير حسن حسني، والنجم خالد الصاوي، والنجم بيومي فؤاد (وبالمناسبة دور بيومي فؤاد في الفيلم نسخة كوبي بيست من دوره في فيلم "العالم السري للرجال" بطولة كريم عبدالعزيز، والذي يتمحور حول إدارة العالم السري لكلا البطلين "حلمي" في "خيال مآتة" وكريم عبدالعزيز في "نادي الرجال السري"، ولم يختلف الدورين عن بعضهما كثيرًا).

 

اعتمدت خطة نجاح الشركة المنتجة أيضا على الاستعانة بالنجمة منة شلبي، والتي لم تضيف له أي شيء بل اقتنص الفيلم من شخصيتها، وكانت فقرة الكوميديا التي قدمها الثنائي حمدي الميرغني وزوجته إسراء عبدالفتاح خلال عملية النصب على أحمد حلمي (الحفيد) بتدبير من أحمد حلمي (الجد الكبير) في الفيلم خالية من الكوميديا الحقيقة وبعيدًا تماما عن جمهور العيد الذي يبحث عن الابتسامة، كما أن مشاركة الممثل الشاب محمود الليثي كانت أشبه بغيرها ولم يضف أي جديد على الفيلم.

 

أحمد حلمي يقع عليه عبئ كبير الآن في إعادة التفكير والبحث عن أفكار يستطيع من خلالها جذب جمهوره لأفلامه مرة أخرى، فالجرعة الكوميدية التي أصبح يقدمها في أفلامه الأخيرة مثل "لف ودوران" والذي تصدر وقتها إيرادات السينما في 2016، و"على جثتي"، و"صنع في مصر"، أصبحت معدومة بعض الشيء، إلى أن انعدمت تماما في فيلمه الأخير وأصبح "حلمي" مجرد "خيال مآتة" لموسم سينمائي يتواجد فيه بأسمه ولا يتواجد فيه حتى بـ"إفيه" أو بـ"فكرة" تعيش مع الجمهور لحين طرح فيلم جديد آخر، وأصبحت مضمون أفلامه الأخيرة مقتبسة من جملة الهضبة الغنائية "أنا عايش ومش عايش"؛ فهل سيتمرد "حلمي" على نفسه وعلى من يدير شئونه الفنية في اختيار أعماله القادمة أم أنه سيظل "خيال مآته" في مواسم سينمائية سيتصدر إيراداتها كل من كريم عبدالعزيز وأحمد عز والسقا وغيرهم؟!

 

للتواصل مع الكاتب: Ahmed Ramadan