بعد واقعة مستشفى كفر الزيات.. ما هي الإجراءات الصحيحة للتعامل مع مريض الإيدز؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بالأمس ضجت مواقع التواصل الأجتماعي، بصور لواقعة طرد مريض الإيدز من مستشفى كفر الزيات بعد اكتشاف إصابته بالمرض وتركه يعود إلى منزله دون اتخاذ كافة الإجراءات الطبية والقانونية حياله، تلك الصور أثارت جدلاً هائلاً بشأنها، وعبر نشطاء مواقع التواصل الأجتماعي عن استياءهم من الواقعة.

وأعلنت وزارة الصحة عبر بيان لها، فتح تحقيق في الواقعة، وأنه لابد من محاسبة كل من تعامل بالشكل الذي ظهر خلال الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر فيها العاملون يطردون المريض خارج المستشفى دون التأكد من وصوله إلى مستشفى الحميات.

وأضاف بيان وزارة الصحة بشأن، أنه أثناء توجه مسئولي البرنامج القومي للإيدز إلى مستشفى الحميات بمحافظة الغربية، للتأكد من وصول المريض إلى المستشفى، لم يعثروا عليه، وأكد العاملون أنه عاد إلي منزله ولم يذهب إلى مستشفى الحميات.

وتستعرض "الفجر" الطرق الصحيحة التي يجب على مريض الإيدز اتباعها في رحلة علاجه، وكذلك الطرق القانونية التي يجب إتباعها عند التعرض للإساءة أثناء تلقي الخدمة العلاجية.

تحاليل للتأكد من إيجابية المرض
وبهذا الصدد، تقول دكتور سوسن الشيخ رئيس الجمعية المصرية لمكافحة مرض الايدز فى مصر، إن هناك عدة خطوات على مريض الإيدز إتباعها عند التأكد من إصابته بالمرض، الأولى ضرورة التأكد من إيجابية الفيروس لديه وذلك من خلال إجراء تحاليل بمستشفى الحميات أو المعامل المركزية، وعقب التأكد من الإصابة يتم إدراج المريض في جدول العلاج بوزارة الصحة لصرف الدواء بالمجان له من خلال المراكز الخاصة.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الخطوة الثانية يتم استدعاء شركاء المريض، سواء كانت أسرته من الوالدين والأخوه، أو زوجته أولاده، كي يتم تقديم النصائح والأساليب الصحيحة اللازمة للتعامل مع المريض في المنزل كي يتجنبوا الإصابة بالمرض، وكذلك التأكد من مدى استجابة المريض للدواء والخطة العلاجية الموضوعة له، ويتم عمل هذه المتابعة شهرياً.

محضر في قسم الشرطة
ومن ناحية أخرى، قالت أمينة العجمي، الناشطة في مجال حقوق المتعايشين مع فيروس الإيدز، إن مريض الإيدز إذا تعرض للإساءة أو الطرد أثناء تلقيه الخدمة العلاجية في المستشفى، يجب عليه التوجه إلى قسم الشرطة في المنطقة المتواجد بها، ثم يقوم بتحرير محضر بالواقعة وسرد كافة التفاصيل التي تعرض لها.

وتابعت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الخطوة الثانية بعد الحصول على رقم المحضر، على المريض التوجه للنائب العام والتقدم ببلاغ له حول الإساءة التي تعرض لها، وإرفاق المحضر بالبلاغ، وإخطار المستشفى بذلك، وحينها تستدعي المستشفى المريض لتلقي الخدمة العلاجية الخاصة به.

11 ألف متعايش مع المرض في مصر
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد خميس، مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، في تصريحات صحفية، أن أعداد المصابين في زيادة ووفقا لآخر التقديرات يوجد 11 ألف شخص متعايش على مستوى مصر بالمرض، وخلال 2017 ارتفع عدد الإصابات الجديدة إلى ألفي شخص بنسبة زيادة 25% حيث ثبت وجود 1600 حالة إصابة مؤكدة في 2016 أي من المتوقع في 2018 أن تزيد إلى 2400 مريض جديد.

أن لكل مواطن الحق في الصحة وفي الرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لمعايير الجودة، وتكفل الدولة الحفاظ على مرافق الخدمات الصحية العامة التي تقدم خدماتها للشعب ودعمها والعمل على رفع كفاءتها وانتشارها الجغرافى العادل.

ومن أهم حقوق مرضى الإيدز وفقاً للقوانين، توفير الرعاية الصحية، فمريض الإيدز بحاجة إلى نوعين من الرعاية الصحية، أولها العلاج المخصص للإيدز ويسمى "الدواء الثلاثي" ويحتاج إلى أطباء مدربين، وتوفر الحكومة هذا الدواء مجانا لمرضى الإيدز بمساعدات ومنح دولية، لكن في بعض الحالات يقوم فيروس الإيدز بعمل "مقاومة" لهذا الدواء وبالتالي يحتاج إلى استخدام "دواء الصف الثاني والثالث والرابع" وهي أدوية غير متاحة كثيرًا في مصر.

كما أن مريض الإيدز يحتاج إلى تحليل "الحمل الفيروسي"، أو ما يُطلق عليه تحليل مقاومة الفيروس، وهو أيضًا غير متوفر للمرضى.

النوع الثاني من الرعاية يقع على عاتق الأطباء، فبعض الأطباء يحجموا عن إجراء تدخلات طبية وجراحية لمرضى الإيدز، وهذا يعتبر انتهاك صريح لحقوق الأنسان والدستور المصري ولشرف المهنة، وليس له أي ضرورة عملية أو طبية، فالتعقيم البسيط للأدوات المستخدمة كفيلة بالقضاء على فيروس الإيدز، الذى طالما يكون خارج الجسم يتم السيطرة علية بأي نوع مطهر، ورغم ذلك معظم الاطباء يرفضون إجراء عمليات أو أي تدخل جراحي أو طبى على المتعايشين مع الفيروس".