النهاية "أوشكت" .. تصريحات "بومبيو" حول إيران تُثير الجدل

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بدء تطبيق العقوبات الأمريكية المشددة على إيران والتي تهدف لوقف تصدير النفط الإيراني، ظلت وتيرة الحدة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانين مشتعلة بين الجانبين، ولكن الطرف الأبرز فيها تصريحات وزير الخارجية الأمريكية"مايك بومبيو" الذي اتسمت تصريحاته بالغختلاف منذ بداية الأزمة ما بين التهديد والدبلوماسية وطلب الحوار، ثم العودة لنبرة التحذير مرة أخرى.

 

فمنذ بداية إعلان طهران استأنف برنامجها النووى المتوقف ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بدأت نبرة التهديد بين الجانبين الأمريكي والإيراني في الاشتعال.

 

زيارة لبغداد

 

ففي 7مايو 2019، وصل وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو يصل إلى العاصمة العراقية بغداد فى زيارة لم يعلن عنها مسبقا ويلتقى مسؤولين عراقيين، لبحث أمن الأمريكيين فى العراق وتوضيح المخاوف الأمنية الأمريكية فى ظل الأنشطة الإيرانية المتزايدة فى المنطقة.

 

ورداً على تلك الزيارة، أعلنت إيران مهلة 60 يوما للدول الموقعة على الاتفاق النووى بالالتزام بجانبها من الاتفاق وخصوصا فيما يتعلق بالقطاعين النفطى والمصرفي.

 

تهديد مباشر لإيران

 

ورداً على إيران، في 9 مايو من العام الجاري، هدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بالقول، إن بلاده سترد بسرعة وحسم على أي هجمات تشنها إيران أو وكلاؤها ضد المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

وجاء تصريح بومبيو في سياق إشارته إلى "تزايد التهديدات من قبل إيران في الأسابيع الأخيرة"، حيث قال: "يجب على النظام في طهران أن يفهم أن أي هجمات من جانبه أو وكلائه مهما كانت هويتهم ضد المصالح الأمريكية أو المواطنين الأمريكيين ستواجه ردا سريعا وحاسما من جانب الولايات المتحدة".

 

وأضاف بومبيو في بيان له نشر على الموقع الإلكتروني للخارجية الأمريكية:"يجب ألا تخطئ إيران وتترجم اعتدالنا بهذا الخصوص كانعدام للعزم"، معتبرا أن نمط تصرف السلطات الإيرانية تلقائيا هو استخدام العنف.

 

تهدئة الأوضاع بين الجانبين

 

وبرغم نبرة العنف التي استخدمها وزير الخارجية الأمريكي تجاه إيران، الإ أنه حاول تخفيف حدة التوتر بين إيران وأمريكا مرة أخرى، وفي وفقاً تصريحاته في 14 مايو، حينما قال إن الولايات المتحدة لا تسعى لخوض حرب مع إيران.

 

وأضاف أن الولايات المتحدة تنتظر من إيران أن تتصرف كـ "دولة طبيعية"، وفي الوقت ذاته أكد القائد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إنه لن تكون هناك حرب مع الولايات المتحدة، وحينها تداولت أنباء عن سعي ترامب للتفاوض مع إيران.

 

تغيرات شاملة في إيران

 

وبعد أن هدأت الأمور قليلاً بين الجانبين، خرج ترامب بتغريدة في 20مايو نفى فيها سعيه للتفاوض مع إيران، واتهم وسائل الإعلام الأمريكية بالكذب، لكنه في الوقت نفسه أكد انفتاحه على الحوار مع طهران بشرط أن تبادر هي بالاتصال به.

 

وطالبت الولايات المتحدة في 21 مايو الماضي،  إيران بإجراء تغييرات شاملة ابتداء من التخلي عن برنامجها النووي وحتى الانسحاب من الحرب الأهلية السورية وإلا واجهت عقوبات اقتصادية قاسية في الوقت الذي شددت فيه إدارة الرئيس الأمريكي موقفها تجاه طهران.

 

وطالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حينها، بتغييرات شاملة تجبر إيران فعليا على الكف عن مد نفوذها العسكري والسياسي عبر الشرق الأوسط حتى شواطئ البحر المتوسط، وزادت كلمة بومبيو من التوتر القائم بين البلدين.

 

استراتيجية كوريا المشاركة المكثّفة والمركّزة

 

عقب تلك التصريحات التي اشعلت غضب إيران، عادت أمريكا للاستراتيجية ذاتها التي سبق واستعان بها تجاه كوريا الشمالية، وهي المشاركة المكثفة والمركزة، حيث قال ترامب حينها:"أعتقد أننا سنبرم صفقة... أعتقد أن لدى إيران قدرات اقتصادية هائلة، وأتطلع إلى السماح لهم بالعودة إلى مرحلة سيستطيعون فيها إظهار ذلك".

 

وتراجع وزير الخارجية الأمريكي عن حدته مع إيران،  موضحاً أن إدارة الرئيس دونالد ترمب مستعدة للحوار مع طهران "دون شروط مسبقة".

 

وقال بومبيو: "الولايات المتحدة مستعدة للدخول في أي حوارات مع طهران دون أي شروط مسبقة، كما أنها مستعدة للحوار مع المسؤولين الإيرانيين".

 

زيارة إلى إيران

 

ظلت الأوضاع متوترة بين الجانبين، حتى أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في يونيو الماضي، استعداده للذهاب إلى إيران إذا لزم الأمر لإجراء محادثات وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

 

ونقلت وكالة أنباء "بلومبرج" الأمريكية عن بومبيو قوله إنه سيكون على استعداد للسفر إلى طهران لمخاطبة الشعب الإيراني بشأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في الوقت الذي تمارس فيه إدارة ترامب تمارس أقصى قدر من الضغط على إيران لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي.

 

ولكن بعدها أعلن "بومبيو" أن إيران لم تقبل عرضه بالسفر إليها والحديث مباشرة إلى الشعب هناك.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن طهران رفضت عرضه بالسفر إلى إيران ومخاطبة الشعب الإيراني مباشرة.

 

 وجاء في تغريدة لبومبيو عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "عرضت مؤخراً السفر إلى طهران والحديث مباشرة إلى الشعب الإيراني، ولم يقبل النظام هناك عرضي هذا".

 

وأضاف في تغريدة ثانية: "إننا لا نخشى من قدوم جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إلى أمريكا حيث يتمتع بحق التحدث بحرية، هل حقائق نظام خامنئي (المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي) سيئة للغاية لدرجة أنه لا يستطيع السماح لي بالقيام بنفس الشيء في طهران؟ ماذا لو سمع شعبه الحقيقة، غير منقحة، وغير مختصرة؟"

 

النهاية أوشكت على الاقتراب

 

ثم حل الأمس، ليشهدت حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الحلفاء، من اقتراب نهاية الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على تسليح إيران.

 

وفي تغريدة له على تويتر استعان بومبيو بساعة رقمية تظهر العد التنازلي، قائلا: "الساعة تدق. الوقت المتبقي قبل انتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران ... "

 

ووفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 2231 الذي أعقب إبرام الاتفاق النووي لعام 2015، تم تحديد موعد نهائي لسلسلة من العقوبات تنتهي في 18 أكتوبر 2020.

 

وطلب القرار من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مراعاة عدد من القيود في التعامل مع إيران، بما في ذلك بيع أو نقل الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية الثقيلة والسفن الحربية وقطع الغيار ذات الصلة.

 

وقال بيان للخارجية الأميركية على موقعها إن "الوقت ينفد أمام الاتفاقيات الدولية التي تقيد النظام الإيراني على سبيل المثال، سيسمح لقائد الحرس الثوري الوحشي ، قاسم سليماني ، بالسفر في 18 أكتوبر 2020. وبعد فترة وجيزة ، سيكون النظام الإيراني أيضًا حرًا في بيع الأسلحة لأي شخص، بما في ذلك الوكلاء الإرهابيون، كما أن دول مثل روسيا والصين ستصبح قادرة على بيع دبابات وصواريخ وأنظمة دفاع جوي إلى إيران.

 

رضوخ إيران في النهاية

 

وبهذا الصدد، أكد فهد ديباجى، المحلل السياسى السعودى، أن إيران ستضطر إلى القبول بكل شروط الولايات المتحدة الأمريكية، وستضطر إلى وقف برنامجها النووى، مشيرا إلى أن طهران وافقت بالفعل على عدد من الشروط الأمريكية.

 

وأضاف فهد ديباجى، أن إيران وافقت على 7 شروط حسب المصادر من مطالب وزير الخارجية الأمريكية بومبيو 12 ، متسائلا: ماهي نوع التسوية ومن سيكون ضحيتها من أذرعها، ومن ستبيع إيران من أذرعها؟.