قطر تحرم شعبها من الثروات وتهدر أموالهم على الإخوان والحوثيين

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



لم يعد خافيا على أحد مؤامرات قطر في اليمن لمساندة جماعة الحوثي الإرهابية، الذراع الطولي لإيران في المنطقة، ومحاولة زعزعة جهود التحالف العربي، بل إن الأمر امتد إلى تكليف الدوحة للإخوان لتشكيل ميليشيات جديدة تهدف لنشر الفوضى من أجل تمهيد الطريق للسيطرة على المناطق اليمنية المحررة.

وبعد أيام من إعلان دول الرباعي العربي "السعودية والإمارات ومصر والبحرين" مقاطعتها لدولة قطر، رمى تنظيم الحمدين بكل ثقله السياسي والمالي لدعم أي مشروع لنظام الملالي ومن بينهم المتمردين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية الأخرى في اليمن.

وأوردت مصادر إعلامية يمنية، أن قطر تقدم الدعم لحزب الإصلاح في اليمن، الجناح السياسي للإخوان المسلمين في الدولة.

وتوضح هذه المصادر أن هذا التدخل يهدف إلى إنشاءِ جناحٍ عسكري للجماعة؛ من شأنه أن يعزز قدرة حزب الإصلاح على توسيع نفوذه للهيمنة على الدولة؛ سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا.

وكشفت المصادر أن الدوحة تمول خلايا إرهابية في جنوب اليمن وعدن، تحديدا عبر أحد البنوك التجارية التابعة للقيادي بحزب الإصلاح الإخواني حميد الأحمر المقيم في تركيا، وتمد عناصر التنظيم الإرهابي بأسلحة عبر مياه البحر.

وسبق أن نقل موقع "نيوزيمن" اليمني، يوم الأربعاء، عن مصادر أن "300 من القيادات المحسوبة على حزب الإصلاح من محافظات مأرب، والجوف، وتعز، وأرحب بصنعاء، وذمار، وإب، تتلقى منذ أسبوع دورات مكثفة في العلوم العسكرية، تستمر لقرابة الستة الأشهر".

وبحسب المصادر، سيتدرب المشاركون على يد خبراء من جنسيات مختلفة، للحصول على دبلوم في العلوم العسكرية، في إطار برنامج مولته قطر عبر القيادي في حزب الإصلاح الإخواني، شيخان الدبعي.

وشيخان عبدالرحمن الدبعي، هو الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح ويعد المسؤول الأول عن العمليات الإرهابية والأنشطة الخارجية السياسية للتنظيم والمسؤول عن إدارة "التنظيم الخاص السري" وهو الشبكة المسؤولة عن الإعداد وتنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات.

ورغم أن شيخان يعتبر من الشخصيات غير المعروفة داخل حزب الإصلاح رغم أهمية منصبه، فإنه يعمل وفق أطر سرية واستخباراتية دولية ضمن أجندات تنظيم الإخوان، ويشرف على استثمارات تابعة للإخوان مسجلة بأسماء قيادات وشركات تابعة لـ"حميد الأحمر، ونجيب غانم، وأحمد العيسي ورجال أعمال آخرين عبر مكتبين رئيسيين في تركيا وبريطانيا".

وسعت قطر عبر أذرعها إلى إسقاط عدن في أتون الفوضى من خلال اعتداء عناصر تابعة لها على مواطني الشمال في عدن، ثم استغلال ذلك ضد التحالف العربي، والحديث عن تهجير جهوي، الأمر الذي قوبل برفض شعبي واسع.

ولم تكتف قطر بذلك، بل تشير تحقيقات في عدن، إلى أن أذرعها هي المسؤولة عن استهداف معسكر الجلاء في عدن قبل 10 أيام، وسقوط ضحايا بينهم قادة أمنيون، وكذا هجمات طالت مركز شرطة في عدن وقوات الحزام الأمني في أبين.

وعلى وقع الاقتتال الذي دار في عدن، عملت قطر بكل قوة في مسعى لنصرة جماعة الإخوان المتورط الرئيسي في هجمات الأول من أغسطس الجاري، لكن مع الهدوء وتدخل التحالف العربي لإيقاف نهائي لإطلاق النار في عدن، إلا أن قطر وأدواتها الأخرى تصر على محاولة الوقيعة بين مكونات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن.

وتؤكد مصادر يمنية أن الدوحة مولت إعلاميين وناشطين في عدن لإعداد تقارير كيدية، تزعم وجود خلافات بين مكونات التحالف. ونقل مصدر إعلامي عن صحافي إخواني قوله: إن "هناك توجيهات صدرت من قطر بالعمل على ترك الأحداث الأخرى والحديث عن وجود خلافات بين مكونات التحالف".

واعترف أحد الصحافيين المقيمين في عدن أن التعليمات لم تصدر لهم فقط، بل صدرت أيضاً لذباب إلكتروني تموله الدوحة وبعضه تركي، وذلك لفتح المجال أمامهم للحديث عن وجود تلك الخلافات.

وشن صحافيون يمنيون من الإخوان هجوماً عنيفاً على التحالف واتهموه باستهداف التنظيم المحلي في اليمن والمسمى حزب الإصلاح.

وتفتح عملية ضبط الأسلحة والذخائر القطرية في عدن مرة أخرى ملف الدوحة في اليمن، والأدوار التخريبية التي لعبتها على الساحة اليمنية.

بداية ظهور قطر في الساحة اليمنية جاء بعد عام من تحقيق الوحدة اليمنية سنة 1990 بعد أن دعمت ماليا قيادات من تنظيم الإخوان الإرهابي، لشراء عقارات لتكون مقرات حزبية وجمعيات خيرية في المحافظات الجنوبية، وكان لافتا اهتمام التنظيم على التواجد في كافة المدن الرئيسية.

وشكلت الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان نقطة الانتشار الواسعة والتي عملت على استقطاب المحتاجين والتوغل بالقدر الممكن ضمن الشرائح الاجتماعية، سواء من خلال الدروس العلمية أو حلقات تحفيظ القرآن الكريم.

وتتطابق أجندة خلايا الحمدين مع توجهات مليشيا الحوثي في كل شيء، فمن حملات التضليل التي تصوّر للرأي العام أن المناطق المحررة تعيش أعمال فوضى واضطرابات، إلى محاولة تفجير معارك جانبية كما حدث في سقطرى وشبوة (جنوب)، بجانب التغاضي التام عن مسلسل الانتهاكات الإرهابية التي يتعرض لها السكان في صنعاء وباقي مناطق الانقلاب.

ولأن الخيبات هي ثمار جميع حملاتهم المغرضة، لم يكن أمام خلايا تنظيم الحمدين سوى تكثيف الحملة المسعورة ضد التحالف العربي بشكل عام، ودولة الإمارات بشكل خاص، في موقف يكشف حجم الوجع الذي أحدثه الدور الإماراتي البارز في جميع المجالات، بخنق الطموحات والمشاريع الإخوانية، وردع التنظيمات الإرهابية ابتداءً من مليشيا الحوثي وانتهاء بالقاعدة وداعش.

واتهمت تقارير صحافية نشرتها وسائل إعلام إخوانية التحالف بمنع تنقيب النفط في محافظة الجوف اليمنية، وهي ضمن أجندة واحدة، أثارت الفوضى والمشاكل الجانبية للتخفيف عن الحوثيين من أي عمليات عسكرية، وكذا الضغط لتحقيق الأجندة الإخوانية الرامية إلى الاستحواذ على الجزء المحرر جنوب اليمن، وإسقاطها لمصلحة النفود القطري التركي، في حين يبقى الشمال بيد الحوثيين الموالين لإيران.

في رصد لمسار التطورات الميدانية الجارية حاليا على الساحة اليمنية، وما رافقها من انتصارات متتالية وقيمة من قبل قوات الشرعية المدعومة من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، ودور فعال من قبل الإمارات، إضافة إلى تكاتف الشعب اليمني، وتكثيف جهوده في دعم الشرعية ومحاربة الانقلاب ورفضه، فضلا عن توالي هزائم ميليشيات الحوثي وتكبيدها خسائر وهزائم قاسية في جبهات عديدة، وتقليص الدعم الإيراني لهذه الميليشيات لأسباب عديدة أهمها الأزمات المالية والاقتصادية التي تعاني منها طهران، وتقييد أنشطة الحرس الثوري بعد وضعه على قائمة الإرهاب، وغيرها من المستجدات الأخرى، يمكن القول أن العام الخامس من الانقلاب الحوثي والعبث الإيراني في اليمن سوف يشهد ولمصلحة الشرعية والشعب اليمني خروجا من حالة الحرب والدمار التي عاشها اليمن بفعل الانقلاب الحوثي وتدخلات إيران.