لون الشفق المسائي.. سبب إحمرار السماء في مصر والبلدان العربية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أثار تغير لون السماء فى مناطق متفرقة من مصر من بينها القاهرة، حالة من الدهشة لدى الكثيرين، خاصة بعد ظهور لون السماء بعد غروب الشمس مائلا إلى اللون الأصفر فى بعض المناطق، والأحمر فى مناطق أخرى .

تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للظاهرة متسائلين عن السبب والتقط كثير من المستخدمين صورا للسماء وقت الغروب باللون المختلف عن المعتاد، في ظل تساؤلات عن سبب هذا الأمر، بعد أن أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.

ظاهرة طبيعية
قال الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الظاهرة طبيعية

أوضح القاضي أن تغير لون السماء إلى اللون القريب من الأحمر "ناتج عن انعكاس أشعة الشمس على الأتربة والرمال الموجودة في الهواء، وليس أكثر من ذلك"، و يصبح لون السماء أكثر احمرارا.

وبحسب خبراء فلك، يطلق على هذه الظاهرة اسم "الشفق المسائي"، حيث يبدو فيها لون السماء أكثر احمرارا وقت الشروق أو الغروب، نتيحة تشتت الضوء.

تشتت الضوء
من جانبه فسر الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومى للبحوث الفلكية وأستاذ الفلك بالمعهد، سبب تغير لون السماء وقت الغروب وظهوره بهذا الشكل، موكدا أن ما حدث ظاهرة جوية وليست فلكية.

وأضاف رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن هذه الظاهرة يطلق عليها الشفق المسائى أو ظاهرة الإحمرار لقرص الشمس، وفيها يبدو لون السماء "محمرة أو مصفرة" وقت الشروق ووقت الغروب نتيجة بعض العوامل الموجودة فى الغلاف الجوى وطبقات الغلاف الجوى التى تتسبب فى تشتت ضوء الشمس ، قائلا:"سُمك الغلاف الجوى يجعل الشمس تظهر أكبر وضوئها أكثر إحمرارا.

وفسر البعض الظاهرة ، بسبب تشتت الضوء لتغيير حبيبات وجزئيات صغيرة فى الغلاف الجوى اتجاه أشعة الشمس وتتسبب فى تشتتها مما يؤثر على لون الضوء فى السماء و على طول موجته وحجم الجزئيات الموجودة فى الغلاف الجوى وطول موجة الضوء.

وأوضح الخبراء أن أمواج الضوء القصيرة الزرقاء والبنفسيجية تتشتت أكثر من باقى الألوان ، وأمواج الضوء الطويلة الحمراء تكون الأقل تشتتا وبالتالى تظهر السماء بلون قريب للأحمرار او للإصفرار .

عدد من الدول 
شهدت سماء فلسطين ظاهرة غريبة، حيث تبدل لونها للأحمر عند غروب شمس أمس الاثنين، ربما لا تتكرر الظاهرة كثيرا لكن رصدها الخبراء أيضا في العراق والكويت والسعودية ومصر والاردن".

أفاد مركز الفلك الدولي، أن العديد من دول العالم، تشهد في هذه الفترة لونا مميزا للسماء بعد غروب الشمس أو قبل شروقها، وتفاوت المشهد ما بين سماء لامعة أكثر من المعتاد في بعض الدول إلى سماء تكتسي باللون الأحمر غير المألوف في دول أخرى.بدات في أوروبا.

قال مدير المركز، المهندس محمد شوكت عودة،  إن الظاهرة بدأت في أوروبا نهاية شهر يوليو الماضي، ووصلت إلى منطقتنا العربية خلال الأيام القليلة الماضية، ويعزى سبب هذه الظاهرة إلى انتشار دخان حرائق الغابات التي تحدث الآن في المناطق القريبة من القطب الشمالي، وتعتبر هي أسوأ كارثة حرائق في تلك المنطقة منذ 10 آلاف سنة! والمنطقة التي تحدث فيها الحرائق هي تحديدا شمال سيبيريا وشمال إسكندنافيا وألاسكا وجرينلاند وكندا.

وأضاف شوكت، وفقا لصحيفة الإمارات اليوم،  يبدو أن دخان الحرائق يقع في منطقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي (ارتفاع الستراتوسفير ما بين 15 كم إلى 50 كم)، ولكنه من غير المؤكد إن استطاع الدخان من الوصول إلى ارتفاعات أعلى في الغلاف الجوي.

الاحتباس الحراري 
وأشار شوكت إلى أن سبب الحرائق، ناتج عن أن شهر يونيو ماضي هو أعلى درجة حرارة لشهر يونيو في التاريخ المدون، فأصبحت الغابات أسهل عرضة للاشتعال،  اشتعلت الغابات في المناطق القريبة من القطب، وفضلا عن الحرائق وما تبعثه من دخان أثر على العديد من دول العالم، فإن هذه الحرائق قد أطلقت حتى الآن ما مجموعه 140 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وتابع "شوكت"، أن حدوث الحرائق أمر معتاد إلا أنه لم يسبق أنه كان بهذا الحجم، فهناك أكثر من 100 منطقة مشتعلة، وكمية الغاز والدخان المنبعثة غير مسبوقة، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تأثيرات ملموسة على مستوى العالم. ففضلا على أن غاز ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، فإن الدخان الناتج من الحرائق أيضا يزيد من ذلك من خلال احتفاظه بالحرارة الناتجة من الحرائق داخل الغلاف الجوي، إضافة إلى التأثيرات الصحية السلبية الناتجة عن دخان الحرائق.

ولفت إلى أن هذا الدخان الذي يصل إلى ارتفاعات شاهقة في الغلاف الجوي، يكون قادرا على عكس أشعة الشمس بشكل لافت للنظر حتى بعد غروبها بفترة من الزمن، لأن الشمس تبقى ظاهرة على تلك الارتفاعات، وهذا ما شاهده العديد من الناس في مختلف دول العالم، وناحية أخرى فإن هذه الأدخنة تقوم بتشتيت أشعة الشمس بشكل لافت للنظر وتبدو السماء بألوان حمراء وبنفسجية غير معتادة.