ما هي الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة‎؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


أيام العشر من ذي الحجة هي أعظم الأيام؛ فهي الأيام التي فرض الله فيها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، فقد خص الله عزّ وجل هذه الأيام بالكثير من الخيرات والطاعات، ليفتح الله أبوابها، ويصيب المسلم من بركاتها، فيجتهد ويتسابق لفعل الخيرات فيها، ومن أجل نيل رضى الله عزّ وجل، والوصول إلى جنته يوم القيامة.

 

فضل العشر

 

فضل الله الأيّام العشرة من ذي الحجّة، فقد أقسم الله – سبحانه - بها في القرآن الكريم، ممّا يدلّ على شرفها وكرمها عنده، وتجتمع فيها أمّهات العبادات من صلاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وحجٍّ، ويساوي العمل الصالح فيها أجر الجهاد في سبيل الله تعالى، فيها يوم عرفة؛ وهو يومٌ يساوي في النقاء والطهارة عامين كاملين

 

كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام. سمّاها الله -تعالى- في القرآن الكريم بالأيّام المعدودات، وهي فرصةٌ للعبد ليتقرّب فيها إلى ربّه جلّ جلاله، وهي الأيّام التي تعبدّ موسى -عليه السلام- فيها وتحدث لرب العالمين، هي الأيّام التي أكمل الله -عزّ وجلّ- فيها الدين، وأتمّ النعمة على عباده.

 

يوم عرفة فيهنّ، ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ويوم العتق من النار، ويوم مغفرة الذنوب، كما أنّ فيها يوم النحر وهو يوم العاشر من ذي الحجة.

 

الحج

 

أفضل الأعمال التي تؤدى بها في الأيام العشر هي أداء مناسك الحج والعمرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [ متفق عليه]؛ والحج المبرور هو الحج الذي لم يخالطه إثم من رفث، أو فسوق، أو رياء، وهو الحج المحفوف بالخير والصالحات.

 

الصيام

 

قد اختص الله عزّ وجلّ الصيام لنفسه، فقال في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [صحيح البخاري]، وقد خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم"صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة، فقال عليه الصلاة والسلام: (صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه. والسنةَ التي بعده) [رواه مسلم].

 

 فإنّه من المستحبّ صيام أيام العشر من ذي الحجة؛ لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم حثّ على عمل الخير فيها، وقد ذهب بعض العلماء إلى استحباب صيامها كالإمام النووي الذي قال: (صيامها مستحب استحباباً شديداً).

 

 

الصلاة

 

الصلاة هي أعظم العبادات وأكثرها فضلاً، ويتوجّب على المسلم الحرص على أدائها في أوقاتها وفي جماعة، ويجب عليه أن يكثر من أداء الصلاة النافلة في هذه الأيام المباركة كصلاة قيام الليل، وصلاة الضحى، وغيرها.

 

 قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله عزّ وجل: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].

 

الصدقة

 

حث الله عزّ وجل المسلم على إخراجها خاصةّ في هذه الأيام المباركة، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254].

 

فمن أفضل الأعمال في أيّام العشرة من ذي الحجّة أن يبذل المسلم ماله في سبيل الله تعالى، واستسمان الأضاحي واستحسانها وذبحها لوجهه الكريم.

 

الذكر

 

يستحب في هذه الأيام ذكر الله عزّ وجل بجميع أنواع الذكر سواء بقراءة القرآن، أو التكبير، أو التحميد، أو التهليل، أو الاستغفار، أو الدعاء، فقال تعالى: ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )[الحج:36]،

 

 وقد نقل البخاري في صحيحه أن ابن عباس فسر قوله تعالى: (الأيّام المعلومات) بأنّها أيام العشر من ذي الحجة. فضل العشر من ذي الحجة أقسم الله بها في القرآن الكريم، فقال: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [ الفجر: 1-2].

 

الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، فيُسنّ للمسلم المداومة على ذلك طيلة أيّام العشر، كما يُسنّ الجهر به في المساجد والمنازل والطرقات، ويكون ذلك إظهاراً للعبادة وإعلاناً لتعظيم الله -عزّ وجلّ-