محللون: قطر تنشر الإرهاب بالصومال طمعا في الموانئ

عربي ودولي

الصومال وقطر
الصومال وقطر


أكد خبراء ومحللون في الشأن الصومالي أن قطر تستخدم الصومال كحديقة خلفية لنشر الإرهاب وضرب الاستقرار الأمني للمنطقة طمعا في الموانئ.

 

وأوضح الخبراء في تصريحات منفصلة وفقا لـ" العين الإخبارية" أن قطر تمضي في محاولاتها لزعزعة استقرار دول القرن الأفريقي متخذة من الصومال موطئ قدم لممارساتها الشريرة بسبب الروابط الوثيقة التي خلقتها مع جماعات إرهابية مثل حركة الشباب.

 

 الخبراء أشاروا كذلك إلى التعاون الوثيق بين الدوحة وحكومة محمد عبدالله فرماجو، حيث يشغل عميل قطر في الصومال فهد الياسين منصب نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الذي أكدت العديد من التقارير استخدامه من قبل قطر لتنفيذ مخططاتها في البلد.

 

وأكدوا أن قطر تستخدم الصومال لخلق قواعد سياسية وأمنية من أجل مد نفوذها واستثمارها في خدمة أجندتها الشريرة، مستخدمة العمل الإغاثي والخيري لأكثر من ربع قرن ستارا لخلق نفوذ ورعاية مصالحها ومد الإرهابيين بالأموال والمساعدات اللوجستية.

 

كما تقوم الدوحة عبر وكلاء محليين بتجنيد الشبان الصوماليين وإلحاقهم بالعمل كمرتزقة تابعين للجيش القطري وإيصال عملائها لسدة الحكم، مثلما فعلت مع حركة "الإصلاح الإسلامي"، إحدى أذرع تنظيم الإخوان، وكذلك مساعيها لإدماج حركة الشباب الإرهابية في المسار السياسي الحديث في الصومال.

 

وبيَّن الخبراء أن قطر تسعى أيضا للسيطرة على جميع الممرات المائية والحيوية في البلاد وتحويل المنطقة لبؤرة بهدف ضرب أمن منطقة الخليج العربي وخلق وجود لها والتمدد في القارة السمراء.

 

ومن جهته، أكد محمد الأنور صالح الخبير في شؤون القرن الأفريقي وفقا لـ"العين الإخبارية" أن قطر تستغل هشاشة الدولة الصومالية وضعف قياداتها لتنفيذ أجندتها الخاصة بآل تميم مثل السيطرة على موانئ الصومال وثرواته الاقتصادية وتوجيهها لمصلحتهم، وبالتالي خدمة أجندة التنظيم العالمي للإخوان في القارة.

 

وقال الأنور: "إن الجماعات الإرهابية هي رأس الحربة في مخططات قطر بالصومال، حيث تلعب الدوحة على أوتار التهميش العرقي والإثني بهدف حشد الشباب الصومالي؛ للانضمام لتلك الجماعات بعد توفير الدعم الكامل لإحداث تحولات في صالحها بهذا البلد".

 

وبيَّن أن الهجمات الإرهابية الأخيرة تتم بعلم قطر ووكلائها لخدمة أجندة محددة، حيث عمد تنظيم الحمدين لمد نفوذه داخل أجهزة الأمن والشرطة والجيش وداخل البرلمان؛ لضمان تنفيذ مخططاته.

 

وأكد أنه بات من الواضح أن الصومال أصبح رهينا لطموحات تنظيم الحمدين خاصة بعد انكشاف جميع مؤامراته في منطقة القرن الأفريقي وإحباط إثيوبيا وإريتريا مؤامراته وتوقيعهما على اتفاق المصالحة العام الماضي.

 

بدوره، قال المحلل السياسي الصومالي محمد نور سيدو: "إن الدوحة لم تتوقف طوال السنوات الماضية عن تدخلاتها المشبوهة في الشؤون الداخلية للصومال، وأن تنظيم الحمدين يحاول بالتعاون مع حكومة فارماجو المتواطئة لعزل جميع حكام الولايات الصومالية الرافضة لتدخلاتها مثل بونتلاند وجوبالاند".

 

وأضاف: "من أجل ذلك مولت قطر جميع العمليات الإرهابية وأحداث العنف في ولاية جنوب غرب الصومال العام الماضي لإقصاء رئيسها وتسعى الآن لعزل أحمد دعالي حاف حاكم ولاية غلدمج وأحمد مدوبي حاكم ولاية جوبا لاند عبر التدخل المباشر في العمليات الانتخابية ما يعرض وحدة واستقرار البلاد للخطر".

 

وتابع: "بات من المعلوم لدى كل الصوماليين أن المنفذ الأساسي لكل تلك المهام فهد الياسين الذي يعد ذراع تنظيم الحمدين اليمنى في البلاد وأحد أبرز المنفذين للسياسات الإرهابية القطرية في الصومال".

 

وبيَّن محمد نور سيدو أنه بسبب سجلاته المشبوهة في دعم الإرهاب بالقرن الأفريقي أصبح الياسين حاليا مطلوبا لدى العديد من وكالات الاستخبارات الأفريقية، منوها بأن استمراره في مهامه المشبوهة ودعمه مخططات قطر الإرهابية التي تسعى لخلخلة أوضاع العديد من الدول الأفريقية سيقود البلاد إلى مصير مجهول.

 

بدوره، أكد الخبير الأمني الصومالي عبدالرازق سعيد ورعلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الهدف الأساسي من كل تحركات قطر يتمثل في جانبين، أولهما ضرب مصالح الشعب الصومالي مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات التي طالما قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية.

 

أما الهدف الثاني، وفقا للخبير، فهو السيطرة على الأوضاع في الداخل للتحكم في الموانئ، إذ تحاول الدوحة عبر دفع رشاوى هائلة الحصول على عقود موانئ في مقديشو لاستخدامها كمرفأ وتحويله لقاعدة عسكرية أمنية.

 

ولفت إلى أن كل تلك المخططات تجري تحت غطاء عمليات التطوير والاستثمار، فقطر تسعى كذلك للهيمنة على البلاد عبر الحكام الديكتاتوريين والأمنيين لإضعافها وإفقارها حتى تتمكن من لعب دور المنقذ وبذلك تضمن السيطرة الكاملة على مقدرات البلاد، ومن ثم وقوعها فريسة ولقمة سائغة في يد تنظيم الحمدين.

 

وكان حزب "ودجر" المعارض أصدر، اليوم الثلاثاء، بيانا شديد اللهجة بعد كشف صحيفة "نيويورك تايمز" تمويل قطر هجمات إرهابية في الصومال أبرزها أحداث ميناء بوساسو.

 

وأدان الحزب في بيان وفقا للعين الإخبارية ، استخدام قطر الجماعات الإرهابية مثل حركة الشباب وداعش، مؤكدا أن تعاون الدوحة مع تلك الجماعات الإرهابية وخلق روابط معها لتنفيذ عمليات إرهابية في الصومال أمر مرفوض.

 

وقال الحزب: "إن ما ورد من معلومات في نيويورك تايمز يعزز الشكوك السابقة من قبل العديد من الصوماليين فيما يتعلق بالصلة بين الجماعات الإرهابية في البلاد والحكومة القطرية، إضافة إلى دعم قطر المالي المباشر والقوي لقادة الحكومة الفيدرالية في مقديشو، وكذلك مخططات فارماجو لبث التوتر وعدم الاستقرار في باقي الولايات".

 

وأوضح البيان أن الجهود المستمرة التي تقوم بها حكومة فارماجو لزعزعة استقرار ولاية بونتلاند تعد دليلا كافيا ضد حكومة مقديشو وتكشف حجم تدخل حكومة فارماجو في شؤون بقية الولايات بدعم من الدوحة.

 

وطالب الحزب في بيانه حكومة مقديشو بتوضيح موقفها من العلاقة مع قطر، وتعليق علاقاتها الدبلوماسية معها، والتحرك ضد الأفراد الذين لديهم روابط وثيقة مع الدوحة.

 

كما حث الحزب لجنتي العلاقات الخارجية بالبرلمان ومجلس الشيوخ على فتح تحقيق فيما ورد في تقرير "نيويورك تايمز" وإجراء تحقيق في تدخل الدوحة السافر في الصومال ودعمها الجماعات الإرهابية بالبلاد.

 

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نشرت،الإثنين، تقريرا بينت من خلاله الدور الإرهابي والتخريبي لقطر في الصومال والوقوف وراء تدبير تفجيرات بمقديشو.

 

وكشفت نيويورك تايمز تسجيلا لمحادثة هاتفية بين سفير قطر لدى الصومال حسن بن حمزة الهاشم ورجل الأمن خليفة خطاد المهندي المقرب من الأمير تميم بن حمد يهنئان القطريين وأنفسهما بأن "أصدقاءهم" كانوا وراء الهجوم الإرهابي الذي وقع 11 مارس 2019 في بوصاصو.

 

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية فإن المهندي قال: "إن العنف في الصومال كان بهدف تحويل عقود عمل لصالح الدوحة".